أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th December,2000العدد:10306الطبعةالاولـيالسبت 20 ,رمضان 1421

مقـالات

كل سبت
الضلعان - فقيد التربية والتعليم
عبدالله الصالح الرشيد
الحمد لله القائل في محكم تنزيله وما كان لنفس ان تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً والصلاة والسلام على من قال الله في حقه إنك ميت وإنهم ميتون .
بقلوب ملؤها الأسى والحزن تلقينا نبأ فراق أستاذ الجيل الجليل والمربي الفاضل والرجل الإنسان فقيد الرس الكبير الأستاذ علي الصالح الضلعان,, ومن هو الذي لا يحزن وقد فوجئ بغياب شهم همام كان حتى وفاته ملء السمع والبصر سيرة عطرة وماضيا حافلا وخدمات في حقل التربية والتعليم لا تنسى,, نعم لقد مات علي الصالح وهكذا كان يحب ان يسمى بدون ألقاب لتواضعه وزهده بالمسميات والصفات الفضفاضة طيلة حياته,, ولكن كيف لنا ونحن تلامذته ان ننسى أو نبخس حقوق ومآثر صاحب القلب النظيف والنفس الزكية والاريحية الفياضة المربي الذي عاصر التعليم في هذه المحافظة منذ بدايته وتخرجت على يديه وبجهوده أجيال تسنمت فيما بعد أرفع المناصب الإدارية والتعليمية والقضائية والطبية.
ولا يسعني في البداية وبعد هذه المقدمة المتواضعة وامام هذا الخطب المحزن إلا أن أرفع يدي إلى الله العلي القدير في هذا الشهر الفضيل وأدعو الباري عز وجل ان يغفر له ويتجاوز عنه بعفوه الكريم ورحمته الواسعة.
لقد كان يرحمه الله من الصفوة المبرزين في الأخلاق والتضحية والتواضع والاخلاص في العمل,, كان يحب الخير للناس ويسعى إلى ذلك بكل أريحية وسماحة نفس وطيب خاطر ما استطاع لذلك سبيلاً,, أمضى في التربية والتعليم أكثر من أربعين عاماً حافلة بالكفاح والنجاح بلا كلل ولا ملل, معلماً فذاً ومديراً ناجحاً وموجهاً قديراً,, وكان طيلة حياته في الخدمة حسن المعاملة والتعامل قدوة في حسن الاستقبال والتوجيه وبفقده يرحمه الله فقدنا رجلاً من خيرة الرجال ووجها مضيئاً من وجوه الخير والبشر والوفاء,, وبرحيله توقف ذلك القلب النظيف المليء بالايمان والصدق والمروءة والتواضع والنخوة والشهامة.
لقد عاش أبو صالح مؤمناً قوي الإرادة نقي السريرة نظيف الذمة، لطيف المعشر, حسن الصلة بالناس محبوباً من الجميع يتفانى ويخلص في جميع مجالات الخير,, عندما تقابله أو تتعرف إليه لأول مرة تشعر وكأنك تعرفه لسنين طويلة لرقة مشاعره ولطف جانبه وحجم تواضعه.
رحم الله أبا صالح وأسكنه فسيح جناته,, رحل ومكانته في القلوب لا تمحى وسيرته العطرة الزكية في نفوس محبيه وعارفي فضله لا تنسى.
ونعزي أنفسنا بفقده ثم نعزي أبناءه الكرام الأوفياء وهم والحق يقال يترسمون خطاه في الشهامة والمروءة والتواضع كما نعزي أسرة الضلعان الكريمة في الرس والرياض.
ولا نملك في الختام إلا أن نتوجه إلى العلي القدير واسع الرحمة والكرم ونقول اللهم اغفر له وارحمه وأكرم نزله ووسع مدخله وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وألهم أهله وذويه ومحبيه وعارفي فضله الصبر والاحتساب إنا لله وإنا إليه راجعون .
خاتمة:


أمنت بالله والآجال قدرها
إذا انتهى العمر لم ينقص ولم يزد
وكل حي لورد الموت مرتحل
يسعى متى ما يصله رحله يرد


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved