أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 16th December,2000العدد:10306الطبعةالاولـيالسبت 20 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

همسة في أذنك,, أخي التاجر
التجارة عمل شريف ونبيل امتدحها الإسلام وحث عليها ورغب العمل فيها, وأوصى بأن يكون المؤمن عاملاً في مجتمعه فاعلاً فيه، قوياً يبني نفسه بنفسه ويعمل ما في وسعه لاتخاذ اسباب رزقه، وسلوك طريق كسبه، وقد عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم يوماً ما حيث تاجر بأموال خديجة رضي الله عنها، ومارس التجارة كثير من أصحابه فنفعوا بها وانتفعوا منها.
وللتجارة والتعامل فيها أولويات,, اوصيك أخي التاجر تحريها وأخذها بالاعتبار, وأنا احتسب إلى الله ما أكتبه أو اقوله لك وأطمع في الأجر والثواب من الله عسى أن يجزيني ربي بذكرى تنفع المؤمنين.
وفي قصة الأبرص والأعمى والاقرع من بني اسرائيل عبرة لمن اراد ان يعتبر، فمن أعطاه الله مالاً وميزه به عن غيره فحبس ما أعطاه الله عن الفقراء والمساكين ومنعه عن ذوي الحاجات من المرضى والمعطين يخشى عليه وعلى ماله الذي هو خائف عليه, فاحسن أخي التاجر كما أحسن الله اليك، واذكر ان لك اخوانا هم بأمس الحاجة اليك، فلا تبخل عليهم.
واعلم جيدا ان الزكاة حصن للمال وحفظ له ووقاية، والصدقات نماء له وزيادة، ولا أجد اليوم اربح من تاجر ايقن ان المال الذي بيده هو مال الله، فحفظه وصانه عن كل ما يدنسه من حرام لا يرضي الله, وأعطى حق الله فيه بنفس راضية مرتاحة، وقدم منه ما يبقى له وينفعه في الدنيا والآخرة, بدءاً بذوي القربى، فبرهم صلة وصدقة، ثم بمن يتأكد من حاجته في مدينته او قريته غيرهم، متعدياً الى من هم حوله تدرجاً في البعد وهكذا,, ولا ارى اليوم وعاء لما يفيض عن ذوي القربى والمعارف أفضل من الجمعيات الخيرية,, فهي مورد أمين يكفيك باذن الله مغبة البحث والتحري ويسهل عليك إيصال الزكوات والصدقات الى مكانها الأكيد, وقد علمت وتأكدت أن هذه الجمعيات ترعى أيتاماً وأرامل وثكالى وعجزة غير قادرين، ليس لهم بعد الله إلا ما يصلهم من مبرات الجمعية وصلاتها، مع العلم بأن هذه الاعانات لا تصرف إلا بعد تحرٍ وتمحيص وبحث حتى لا يأخذها محتال غير محتاج وتنقطع بالتالي عمن هو بأمس الحاجة اليها.
والجمعيات في ذلك تكون واسطة بين أهل الخير من الموسرين الذين يصعب عليهم التعرف على المحتاجين او الوصول اليهم أو التأكد منهم, وبين من مستهم الحاجة وأقعدتهم الظروف ونالتهم النوائب، فيهم المتعفف المحتسب ومنهم من أجبرته الحال فمد يده للسؤال: فاحتسب أخي التاجر لله وكن على صلة دائمة مع الجمعيات الخيرية.
وفي تعاملك الدنيوي مع الآخرين تأكد ان خير المال ما جمع بعرق وصدق وسماحة، فكن سمحاً اذا بعت، سمحاً إذا اشتريت، ثم إياك اياك والطمع فهو شبح مخيف وطبع رديء وتصرف أحمق، إن غلب على التاجر لا استبعد ابداً ان يسلبه سمعته ويذهب بماله, وأذكر أنني قرأت يوما ان غلاماً عربياً سُئل هل لك بمائة ألف درهم وتكون أحمق فأجاب بعفوية صادقة تفيض ذكاء وفطنة,, أخشى من تصرف أحمق يذهب بالدنانير ويبقي الحمق, فجاء رفضه للدنانير إذا كان لابد وان يصاحبها حمق، عين العقل، وقمة التروي ودقة استبيان المستقبل وتوقعاته,, نفعني الله وإياك بالذكر، ولك مني الدعاء ومن كل من تعاملت معه بسماحة ولين.
والله من وراء القصد والسلام.
فهد بن عبدالله العضيب
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved