أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 17th December,2000العدد:10307الطبعةالاولـيالأحد 21 ,رمضان 1421

رمضانيات

رمضان في الماضي
فيفاء تستقبل الشهر الفضيل بإطلاق النيران!!
* جازان حسن الظلمي
بمناسبة إطلالة شهر رمضان المبارك ففي فيفاء عادات وتقاليد لها مذاقها وتراثها الجيد في نفوس الصغار والكبار وكان للجزيرة لقاء مع العم يحي مسعود الذي يبلغ من العمر 85 عاماً والذي حدثنا عن رمضان في الماضي حيث قال كنا في الماضي نستقبل رمضان استقبال المضيف لضيفه لأنه ضيف يأتي في العام مرة واحدة وكنا نفرغ النفوس من جميع المشاغل الدنيوية من العمل بالزراعة وغيرها من الأعمال المتعبة ونجعل رمضان شهر راحة وعبادة وقال أيضا كان رمضان في الماضي بالنسبة لنا ونحن صغار لهو الشيء الجميل الذي لن يغيب عن خيالي في فرحة استقباله ولوعة وداعة وكنا في النهار نقضي الوقت في الأشغال الهامة التي لا تتأجل لنا بعد رمضان وهي العناية بمواشينا وجلب المياه والأشياء الضرورية من الحياه اليومية وأضاف العم يحيى ان من العادات لنا مجالس كانت على إطلاله الجبال في أجمل المناخات وتلك المجالس نجتمع فيها من بعد صلاة العصر إلى ما قبل المغرب وقال إن تلك المجالس ليست بما يعرف اليوم بأن المجلس هو غرفة معروفة في المسكن فإن ما قلته هو موقع يكون على قمم الجبال مختار بإطلالته على عدة مواقع ومناظر جميلة وكذلك يكون مناسبا للعوامل الجوية حسب الوقت والحاجة إما للشمس ودفئها أو للهواء والمناخ البارد وقال كنا في رمضان ولا زلنا نجمع الطعام اليسير عند مساجدنا ونقوم بالأفطار عند المسجد ومن عاداتنا الاكرام في ضيف المسجد أن كان ضعيفا أو غنياً فإن جيران المسجد يقدمون له وجبة الإفطار وكذلك السحور وهنا فإن ضيف المسجد هو الرجل الغريب الذي يأتي من خارج فيفاء فإن جاء للمسجد فإن حق الضيافة واجب وملزمة به جماعة المسجد طالت زيارته أم قصرت وقال عن رمضان في الحاضر واختلافه عن الماضي أن الحاضر لا يساوي عندي من الماضي شيئا لأن الماضي كان هنالك الأخ يتفقد أحوال أخيه وجيرانه ويعرف المريض ويزوره وكانت الناس لبعضها أما اليوم فإن الجار لا يعرف عن جاره شيئا تمر الليالي والأيام والعام تلو العام ولا يعرف الشخص من سكن المنزل الذي يحاذي منزله ولا يعرف عن جاره شيئا وأناس انشغلوا بشغله الأفكار لا بشغله الأجسام وكان الماضي جميل رغم ما كان من المعاناة ولكنه أجمل وأحلى شيء بالنسبة لي وقال كنا نقوم بتحري الهلال من على رؤوس الجبال في مواقع معينة ومعروفة لتأكيد الرؤية من تلك المشارق المطلة ومن خلال تأكيد رؤيته يقام بتأكيد ذلك لشيخ القبيلة وهو بدوره يبلغ شيخ شمل فيفاء وحيث لم يكن في ذلك الزمان أي اتصال ولا وسيلة سريعة لتلقي شهادة الشهود بدخول شهر رمضان فإن شيخ شمل قبائل فيفاء يرسل اناس ثقاة بعد تأكده من صحة وثبوت ذلك يخبرون القبائل بثبوت دخول شهر رمضان وبذلك فإن القبائل تنصاع لما يبلغها من شيخ شمل فيفاء وقال العم يحيى مسعود إن الشيخ في ذلك الوقت هو يحيى شريف السنحاتي الفيفي وهو الجد الرابع للشيخ علي حسن الشيخ الحالي لفيفاء وكان رحمه الله داعية من دعاة العلم والمعرفة وسع ونشر العلم وكان من أنصار الشريعة الإسلامية في ذلك الزمان.
هذا وعلى الصعيد نفسه التقت الجزيرة مع المواطن محمد مفرح سلمان حريصي والذي يبلغ من العمر 75 عاما تقريباً وهو من الذين عاصروا الماضي والحاضر وهو من سكان ريع التابع لجبال الحشر وبسؤاله ماذا ترى عن الماضي والحاضر بالنسبة لشهر رمضان وكيف كان الماضي بالنسبة لما عاصرته؟
قال إن هنالك فرقا كثيرا بين رمضان في الماضي وفي عصرنا الحالي وحيث كنا بحياتنا الماضية نعيش في البدو المتنقلة والرحالة بحثا عن وجود المرعى والمشرب لمواشينا وبذلك كنا في معظم الأوقات نتواجد في أماكن لا نتمكن من تحديد رؤية الهلال لأنه لا يطل علينا في المواقع التي كنا نتواجد فيها إلا في الليلة الثانية وأحياناً مع مغرب الليلة الثالثة وأشار بأننا لا نستسلم لذلك نحن نرسل مرسلين إلى المواقع التي من المعهود رؤية الهلال منها وعلى ذلك ننتظر الأخبار من المرسلين لتحري رؤية الهلال وبذلك يثبت ويتأكد لنا ثبوت دخول رمضان ونطلق النار بأعيرة حية ونفرح الناس بثبوت الهلال.


أعلـىالصفحةرجوع
























[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved