أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd December,2000العدد:10312الطبعةالاولـيالجمعة 26 ,رمضان 1421

أفاق اسلامية

رياض الفكر
صناديق الخير الأسرية والتكافل الاجتماعي
سلمان بن محمد العُمري
تعتبر الأسرة حجر الزاوية الأساس في البنيان الاجتماعي، وبقدر قوتها وترابطها وتماسكها وتحابها وتآلفها تكون سليمة منيعة، واجتماع الأسر السليمة المحصنة يعني بلا شك مجتمعاً قوياً سليماً منيعاً، من هذا المنطلق الاسلامي الصحيح نجد ان الاسلام بتأكيده على أهمية الأسرة في صيانة المجتمع، وفي صيانة أفراده إنما هو يعمل على ما يناسب الفطرة السليمة التي جبل الله الناس عليها.
ان الأسرة بالتأكيد ستتشعب عبر أبنائها وأحفادها ومن بعدهم لتصبح عشائر وقبائل، وما الأسر التي نراها من حولنا ونعيش أفراداً منها الا نواتج لأسر صغيرة عاشت في السابق، وحتى لا تزداد الفجوة بين الأقارب بتباعد الأزمان حرص الاسلام كل الحرص على أن تكون صلة واجباً وضرورة لا يجوز بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها والبعد عنها، لأن في ذلك ضرراً وأذى يصيب المجتمع ككل.
وبناءً على ما تقدم كان هناك مستويات للتعاون والتكافل والتضامن والتناصر والحماية وما شابه، فالمستوى الأول يأتي على مستوى الأسرة، يليه مستوى آخر يعني العشيرة والقبيلة، يليه مستوى آخر أوسع، وهكذا ودون نسيان لدائرة الجوار وأبناء المجتمع ككل، فالمؤمنون اخوة، اذا ما اشتكى فرد من المجتمع المسلم، فان المجتمع ككل يصيبه الألم والشكوى، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمنين في توادهم وتحابهم كمثل الجسد الواحد اذ اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
إن الحرص على مستويات عالية من التكافل وعلى أي مستوى من المستويات السابقة إنما يؤدي لنفع عام، وتحقيق للمصلحة العليا التي يبتغيها المجتمع، وعلى هذا فان صلة الرحم والترابط الأسري أمر بالتأكيد يصب في نفع المجتمع ككل، وتحقيق الفائدة لكل أفراده,, الأقربون أولى بالمعروف .
لقد حرصت بعض الأسر في بلادنا الحبيبة على هذا الأمر، وأنشأت صناديق خير أسرية تهدف لضمان التكافل ضمن أفراد تلك الأسر والعوائل، وذلك لإعطاء الفقراء والمحتاجين منهم، أو حين التعرض لمرض طارىء أو حالات عجز وضعف أو حالات مصائب قد يتعرض لها أي انسان لا سمح الله في أي وقت.
ان تلك الصناديق تفتح في لحظات الشدائد لتحيلها الى حلول مجدية، ولتعيد البسمة لمن فقدها، وفي هذا كل الخير ما دام القصد من ورائه أعمال مرضاة الله سبحانه في الدنيا والآخرة, ان تلك الأسر الخيرة لم تنغلق على نفسها بطبيعة الحال، وانما أبقت صدورها وأياديها مفتوحة لفعل الخير هنا وهناك في المسجد والشارع والحي والمجتمع ككل، وزادت على ذلك بتلك الصناديق الخيرية الأسرية التي تقوي الوشاج والروابط بين أبناء الأمة.
لقد اطلعت على بعض النماذج من تلك الصناديق، وهنا لا أقصد الشكل، وانما المضمون وطريقة الجمع والتنفيذ والتوزيع وما الى هناك، وبصراحة كان ما رأيته يستحق الاعجاب، واختلاف النماذج ينبع من اختلاف الظروف الأسرية واختلاف الحالات وتنوع القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ولذلك فان الاختلاف يساهم في ايجاد حلول مناسبة لمشاكل متنوعة بظروف مختلفة، وفي هذا كل النفع بإذن الله.
الأمر لا يدعو لطول تفكير، فالعمل النبيل يعبر عن نفسه وأصالته بنفسه، وهذه الصناديق هي مفخرة لأسرها، وهي سند قوي لأمتها ومجتمعها، وبنفس الوقت تحمل عبئاً ليس بالقليل عن الجمعيات الخيرية وغيرها، مما يساعد تلك الجمعيات للتفرغ لأعمال أخرى لا تقل أهمية.
أني ادعو وبتواضع كلا منا أن ينظر من حوله الى واقع أهله وأسرته، فان كان هناك صندوق كما أسلفنا فليدعمه بما يستطيع، وان لم يكن فليناقش الفكرة مع من هم أهلها، وفي ذلك خير, والله من وراء القصد.
alomari@1420yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved