أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd December,2000العدد:10312الطبعةالاولـيالجمعة 26 ,رمضان 1421

محليــات

لما هو آت
زادك الرَّحيل
د ,خيرية إبراهيم السقاف
تُوشك أن تغادر,.
زادك الرحيل,,، فكيف تترك مَن الرحيل زاده؟
وهذه كفوف الرَّدى تصطليه جلداً,,، فيفيق لحظة، وما يلبث أن يعود الى ما كان؟,.
وهذه أعناق جياد الهزيمة تقطر به هزيمة، فلا يقوى على الوقوف على خطِّ البدء، لأن نهاياته تشرف؟,,.
وهذه خارطات الرحيل تُفرَدُ فوق أديم تقف قدماه في حدود الالتحام بها فلا يرى موطىء قدميه؟,.
وهذه الآماد تستقبل نحيبه,,، أصداء نشيج فضَّ به عن مكنونه حيث تراكمت به الأصوات والأفعال والأشكال والألوان,.
و,,, تُوشك أن تغادر,.
زادك الطمع,,، فكيف تترك من الطمع زاده؟
وتلك الصدور تخفق به، وما تلبث أن تهدأ؟,, والجوانح ترتعد فراغاً حتى إذا ما جئت امتلأت طمعاً، وحرَّكها الحنين؟,.
و,,.
كيف لشلاَّلات الدموع وهي تنسكب معك في ثورة أجنحة الندم,, وارتجافة قلب الخوف، وارتعاد سُلاماتِ هذا الكائن الذي ينطوي على حسِّه، ويلتفُّ بحسه معك أن تجفَّ؟!,,.
هذه الشَّلاَّلات تتبخَّر وأنت توشك أن تغادر,,,،
وتهدأ الأجنحة,,.
وتستكين المخاوف,,.
وتطمئن الجوانح,,.
وتتجَّه بؤر الاحساس إلى صمت التَّوحُّد,, بارتهاجة فرح البقاء داخل أطر الفانية,,؟
وترحل,,.
ومتى فعلت ذلك,, انكشف عنه جَلد الرَّدى,,، وعاد يَسدُرُ في تيه البقاء,,،
في وهم البقاء,,,، في دوَّامات البقاء,,.
وتأتيه مواقدُ الرحيل,.
كي تصطليه من البدء,.
ولكنَّكَ,, تأتي لتغادر، وتفعلُ لتعود,,, أما هو,, فقد تجده عندما تعود,, وقد لا تجده,, ورايات الفقدِ تنصب له علاماتها وتوجِّه إليه شاراتها,,,، وتناديه إلى مواطن استقباله عندما لا يدري,, أيُّ الدروب سوف تلمُّه أو تضمُّه؟!
وأنت,,.
تأتي في صمتِ ناطق,,.
وتذهب في صمتِ ناطق,.
تأتي وتذهب,,,، تتكلَّم,,, ولا تتكلَّم,,,، تبوح,,, ولا تفعل,,,، و,,, تُرسلُ إليه بزوَّادة الصمت,,، والكلام,,، والبوح,,,، والإشارة,,,، لكنَّك,, تستلُّ منه قُدرة الخسارة، أو قُدرة الرِّبح,, كي يواجِه بها لحظة الوداع,, حين تذهبُ بكَ اللحظات إلى محطة الرحيل,,.
وهو,,.
تجلده لحظة كهذه,,.
يواجهه الرَّدى بسَوطِه النَّاري,,.
لكن أنَّى له أن يهرب منه,, وقد حملته يد الزَّمان، والمكان؟؟,,.
ومثل ما جئت في صمتٍ يا رمضان,,.
ستذهب فيه,,.
زادك الرحيل؟
فكيف حال مَن الرحيل زاده؟.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved