أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd December,2000العدد:10312الطبعةالاولـيالجمعة 26 ,رمضان 1421

الاخيــرة

دوافع النوازع
تدبر القرآن
د, محمد بن عبد الرحمن البشر
عندما يقرأ المرء القرآن بتدبر، لا بد ان كان ذا لب أن يدرك إعجازه، ويبصر ما فيه من حكم وأحكام، وأوامر ونواهٍ، وترغيب وتحذير، وكلها تصب في خير البشرية جمعاء، ولا غرو في ذلك فهو كلام الباري، جلت قدرته، فيه من البلاغة ما يعجز المرء عن وصفه، وفيه من جزالة اللفظ، وروائع المعاني ما يمتع النفس، ويرق له القلب, ان من يتذوق الأدب وجمال السبك وبديع البلاغة، لا بد ان يقف عند كل آية قرأها وأعادها فتبدو له أجمل منها في قراءته الثانية عنها في قراءته الأولى.
وفي القرآن الكريم، آيات قرآنية عظيمة ذات دلالات واسعة تصور النفس البشرية والمجتعات الانسانية في كل زمان ومكان, قال الله تعالى : ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألدُّ الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد، ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد البقرة آية 204 207 .
آيات عظيمة والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وفي الآية 188 من سورة آل عمران قال الله تعالى لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم وقال تعالى في الآية 200 من السورة نفسها يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .
أربع وصايا عظيمة في آية واحدة لو أن كل مسلم مارسها في حياته لكانت الأمة الإسلامية على هرم البشرية في كل مناحي الحياه، فالصبر كلمة عظيمة وقاعدة عملية ونفسية كبيرة، فالصبر على طاعة الله طريق إلى الفوز بالدارين، والصبر على أقدار الله علاج نفسي عظيم، وبلسم شافٍ لكل كليم، ووجاء بعون الله عن كل حدث أليم، والصبر عن معصية الله فيه تربية أخلاقية كبيرة، وحث على السلوك القويم الذي يهذب الأنفس، ويرتقي بالانسان عن الخنوع امام الشهوات، ليعيش عيشة كريمة تليق به كإنسان فضله الله على سائر المخلوقات.
والمصابرة والمرابطة هي الطريق لنيل الشأو، وتحقيق الغاية فلابد من العمل دون كلل أو ملل وبدونها لا يمكن بلوغ المرام، والتقوى كلمة جامعة، فالتقي لا يكذب ولا يسرق ولا يرتكب الفواحش، هذه الصفات العظيمة لو ان المسلم أخذها لكان المسلمون اليوم قادة العالم في شتى الميادين, قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب ان يكتب كما علمه الله فليكتب وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئاً فإن كان الذي عليه الحق سفيهاً أو ضعيفاً أو لا يستطيع ان يملَّ هو فليملل وليُّه بالعدل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى ولا يأب الشهداء اذا ما دعوا ولا تسأموا ان تكتبوه صغيراً أو كبيراً إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها وأشهدوا اذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد وان تفعلوا فإنه فسوق بكم واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم , سورة البقرة آية 282 ,هذه الآية العظيمة أوضحت الأسلوب الواجب اتباعه عند المبايعة والمتاجرة بين الناس، ولو أخذ الناس بما في هذه الآية الكريمة من توجيه لتلافى الفرقاء والشركاء والتجار الكثير من عناء الاختلاف ولطابت الأنفس واستمرت المعاملات التجارية بأقل قدر من التنازع,اللهم أعنّا على فهم القرآن وإدراك معانيه.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved