أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd December,2000العدد:10312الطبعةالاولـيالجمعة 26 ,رمضان 1421

تحقيقات

مازال خارج اهتمامات الأمانة والأخطار البيئية والصحية تهدد ساكنيه
حي غليل بجدة,, للبنجلاديشيين فقط!!
شوارع ضيقة ,, ومجارٍ متدفقة وفي موسم الأمطار تتزايد المعاناة
* * استطلاع وتصوير:أحمد سعيد
على الساحل الغربي وفي جنوب مدينة جدة يقع أحد الأحياء الشعبية التي تحاكي الحاضر والماضي إنه حي غليل .
وذلك الحي القديم من أحياء جدة الذي غاب عن اهتمامات المسؤولين في امانة مدينة جده ومازال يأمل في من يعيد الحياة إليه فالمستنقعات منتشرة والطرق وعرة والعمالة المخالفة كثيرة ومياه الصرف الصحي والمجاري متدفقة.
الجزيرة تجولت في حي غليل وسط المنازل الشعبية ذات العشوائية في التخطيط وانتشار العمالة البنجلاديشية والتي تزيد عن 2000 نسمة كما أفاد أحدهم وازدياد العمالة التشادية والحبشية وغيرها العديد من العمالة النظامية وغير النظامية.
دخلت ذلك الحي ولم أصدق أني بمدينة جدة ولكن هذا هو الواقع, مداخل ضيقة لا يستطيع رجال الدفاع المدني بسياراتهم الدخول إليها ولا الدوريات الأمنية إلا بصعوبة ولا إسعافات الهلال الأحمر, وبعد خروجي من الحي حمدت الله عز وجل أني قد خرجت من الظلام إلى النور رغم ما حدث لسيارتي من خسائر كلفتني الكثير من الإصلاحات لوعورة الطرق وكثرة الحفر.
ولكن دعونا نتحدث مع أولئك السكان الذين يقطنون هذا الحي من مواطنين ومقيمين فماذا قالوا:
المواطن/ طاهر بن علي الزهراني أحد سكان الحي قال: تعتبر غليل من الأحياء الشعبية القديمة في جدة ولكن ينقصه الكثير من الخدمات, وفي مقدمتها الصرف الصحي كما أننا نعاني انقطاع المياه في الحي باستمرار, ونعاني من وعورة الطرق وكثرة الحفر في الشوارع بين منازل الحي وعلى الشوارع العامة, كما نواجه عشوائية التخطيط بين المنازل وضيق الشوارع والمداخل مما يسبب عدم قدرة وصول رجال الأمن وسيارات الدفاع المدني وإسعاف الهلال الأحمر وقت الضرورة إلى هذه المواقع.
لم يتغير
بينما قال/ عبدالله حمود خالد مبارك: أنا أبلغ من العمر عشرين عاماً ومن مواليد حي غليل ومنذ طفولتي وإلى الآن وغليل هو غليل لم يتغير به شيء فلا يوجد به مجارٍ إلا في الجزء الأول من الحي بينما بقية الحي يعاني من الروائح الكريهة من مياه المجاري والصرف الصحي وعدم الاهتمام بنظافة الشوارع ونحن نعاني ايضاً من الأمطار فإذا هطلت الأمطار امتلأت الشوارع بالمياه واختلط ماء المطر مع مياه المجاري ولا نرى وايتات الشفط من البلدية تتجه إلى الحي لشفطها والإهمال مستمر من البلدية لهذا الحي وأصبح غليل خارج نطاق اهتمام أمانة مدينة جدة.
السكان بنجلاديشيون
ولذلك نعاني من الحفر المنتشرة بالشوارع والأزفلت الذي بشوارع الحي قد تحفر كما يتكاثر بالحي الجالية البنجلاديشية بكثرة ويسببون الازدحام كل يوم جمعة حيث تتجمع هذه الجالية من كل حي ومكان بجدة وغير جدة إلى حي غليل ومعظم البيوت من العزاب البنجلاديشيين.
المياه مرة في الشهر
أما المياه فلا تصلنا إلا مرة أو مرتين في الشهر أو كل اسبوعين مرة واحدة ثم تنقطع وأملنا أن ينظر إلى وضعنا المسؤولون وينقذوا هذا الحي مما نحن فيه من تعب وعناء وأهم مشكلة نعاني منها هي كثرة السرقات للسيارات والمنازل.
التنبول بسوق البنجلاديشية
ومن سوق البنجلاديشية حيث تتواجد الجالية البنجلاديشية التي تبيع التنبول والاسماك والمواد الغذائية والخضروات وأدوات الخياطة والأقمشة وأشياء كثيرة لا أعرفها تحدث لنا أحد البائعين لأدوات الخياطة ويدعى نور الأبصار قال: أنا مقيم في هذا الحي منذ ثماني سنوات وهذا المحل لي أعمل به تحت كفالة شخص سعودي ويباع في هذا السوق كل شيء وخصوصاً ما يخص الجالية البنجلاديشية حيث يوجد هنا أكثر من ألفي شخص بنجلاديشي, نعاني من وعورة الطرق وعدم اهتمام البلدية بالنظافة بالحي الذي نسكنه.
نجتمع كل أسبوع
وقال عبدالكريم البنجلاديشي:
أنا أسكن بحي غليل منذ أكثر من عشرين عاماً وأبيع التنبول والفواكه والخضروات بهذا الحي وأسكن مع أسرتي وأعيش بأمن وأمان ولله الحمد بهذا البلد وهناك من يسكن بهذا الحي من العزاب ومن العوائل البنجلاديشية ونجتمع كل يوم جمعة حيث يتواجد الأهل والأقارب والأصدقاء كعيد اسبوعي.
يعمل منذ 15 عاماً
وقال محمد نور الإسلام بنجلاديشي الجنسية: لقد أتيت لزيارة أحد أقاربي في هذا الحي لكي أطمئن عليه وهو يعمل في محل بيع الأقمشة منذ أكثر من 15 عاماً وهو بمفرده وليس معه عائلة بل عزابي وأحياناً كثيرة أزوره هنا.
كأني خارج الوطن
أما إبراهيم يحيى سعودي الجنسية فقال: للأسف الشديد أني أعيش وسط جالية بنجلاديشية داخل بلدي وكأني في غير المملكة فمنزلنا هنا منذ أكثر من 25 عاماً والنظافة معدومة وأسواق البنقالة موجودة ويباع التنبول جهاراً وكذلك الدخان الهندي بعشرة ريالات ونعاني من السرقات الكثيرة بسوق البنجلاديشية وأكثر المشاكل من الجالية التشادية والذين ينتشرون في حي غليل في جزءٍ آخر من هذا الحي حيث تكثر بينهم المضاربات والمشاكل وتنتشر المخدرات بين شباب هذه الجاليات, وقال/ وليد إبراهيم: لم يبق علينا إلا أن ننتظر مرض حمى الوادي المتصدع من انتشار هذه المستنقعات.
الجالية التشادية والحبشية
وفي جزء آخر من حي غليل انتقلنا إلى الجالية التشادية والحبشية حيث ينتشرون على الشارع العام شارع التلفزيون أمام مستشفى الحياة ويقوم الكثير منهم بغسيل السيارات وحاولنا التحدث معهم إلا أنهم لاذوا بالفرار وأخبرنا أحدهم أن معظمهم لا يحمل اقامة رسمية ويقومون بغسل السيارات ونساؤهم يبعن اللوز والفصفص والحلويات على الطرقات والشوارع وأمام المدارس.
اللحوح والبرك والريحان
وفي ركن آخر من حي غليل حيث يباع اللحوح والبرك والريحان بين النساء والرجال وعلى أحد الشوراع العامة وأمام البراميل الممتلئة بالأوساخ وفي أماكن من الحي تزداد بها الحفر والمستنقعات والأوساخ الكثيرة حيث يباع اللحوح والبرك والريحان وأشياء أخرى لم أعرفها ويقوم بالبيع في هذا السوق الرجال والنساء سواءً جنباً إلى جنب وبجوارهم محلات تجارية تبيع السمسم والأسماك واللحوم وهناك معاصر للزيوت النباتية ومغاسل ومكاتب العقار ومحلات للتبريد وإصلاح المكيفات والغسالات والإلكترونيات.
تختلط الأمطار بالمجاري
وفي ختام جولتنا اتجهنا إلى أحد سكان الحي وهو/ أحمد قايد فقال: عندما تهطل الأمطار فإننا نعاني من عدم القدرة للمشي داخل الحي والصلاة بالمساجد حيث تختلط مياه الأمطار والمجاري ومن يصلي يدخل المسجد وقد اتسخت ملابسه بالأوساخ إضافة إلى أن وايتات الشفط للبلدية لم يسبق لها أن دخلت الحي لتنقذه من هذه المياه والمجاري وقد تجاهلتنا الأمانة وأصبحنا في حالة يرثى لها فإلى متى الانتظار؟
وعلق شابان التقيناهما في الحي وهما سليمان وعلي فقالا:
أمانة جدة غائبة وما تشاهدونه على الطبيعة يحكي الواقع الذي يعيشه أهالي الحي.
إلى متى؟!
ويبقى السؤال قبل الختام:
هذا الواقع الذي يعيشه حي غليل بمدينة جدة عروس البحر الأحمر هل سيجد الحل العاجل لمشكلته أم سيبقى خارج نطاق اهتمام أمانة مدينة جدة والمسؤولين من الجهات المعنية الأخرى؟


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved