أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 22nd December,2000العدد:10312الطبعةالاولـيالجمعة 26 ,رمضان 1421

شرفات

رأت أطفالا بدون أطراف وآخرين بعين واحدة ,,الباحثة الأمريكية جيمي كاسي
الإشعاع النووي أكبر مصائب البشرية وقد تعرضت شخصياً له
تحتل الباحثة الأمريكية جيمي كاسي موقعا متميزا على خارطة الباحثين المناهضين لأسلحة الدمار الشامل وانتشارها في العالم، فهي تعمل باحثة بجامعة أوكلاند، وهي احدى ضحايا الاشعاع النووي من جراء تجربة سرية عمدية نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية وأصيبت خلالها بالعديد من الأمراض الفتاكة، التقتها الجزيرة حيث تشارك في مؤتمر الثقافة في القرن الواحد والعشرين وكان هذا الحوار:
سبب الاختيار
* ما سبب اختيارك لقضية الاشعاع النووي كمجال لدراستك وأبحاثك؟
يعود سبب اختياري لهذه القضية هو تعرضي شخصيا لاحدى التجارب النووية وتأثري بها، ففي عام 1949م اجريت تجربة سرية عمدية عرفت باسم التدفق الأخضر تمت بواسطة ادارة النواة الذرية التابعة لجنرال اليكتريك والتي أطلق خلالها عمدا في الجو أكثر من 11000 كورى من اليود النشط اشعاعيا بجانب 20000 كورى من الزيتون وكانت تلك الكمية ضعف معدل مجموعة الاشعاع المسموح به في تلك الفترة وبسبب ذلك حدث لي عملية اجهاض فقد كان طفلي الأخير ميتا في شهره الخامس، وهناك ألم شديد في العمود الفقري، وكثيرا ما أحس بألم في كتفي الأيسر وقد عانيت من قبل من ورم سرطاني شديد، وللاسف قد تبع هذا الاطلاق الاشعاعي من هانفورد 20 عاما أخرى من تجارب القنابل الجوية يقدرها مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية أنها تعادل تفجير 40000 قنبلة مثل قنابل هيروشيما وأن الكمية الكلية لما اطلق من اشعاع تصل الى 150 مليون كورى من اليود النشط اشعاعيا، ومن خلال دراستي وجدت ان الأسلحة النووية الموجودة الآن في تزايد مستمر ولا جدوى للمعاهدات الدولية حيث ان حجم الأسلحة النووية الآن يعادل 20 مليار طن من ال تي إن تي وهي ذات قوة تدميرية تعادل 1400000 قنبلة من قنابل هيروشيما وان القوة التدميرية الاجمالية للأسلحة النووية لكل الأمم، تتجاوز 20 طنا من ال تي إن تي لكل طفل، امرأة ورجل على الأرض إن الترسانات النووية اليوم كبيرة الى حد أننا لو استطعنا تقييم الأسلحة الى قنابل في حجم قنبلة هيروشيما وفجرنا واحدة كل دقيقة، فإننا سوف نضغط أزرارا مدة عامين وثلاثة شهور وان سلاحا نوويا حراريا واحدا يعادل في قوته التدميرية كل الحرب العالمية الثانية.
* وماذا كان احساسك عندما علمت بتعرضك لليود المشع؟
كل ما أحسست به هو شعور بالحزن والخيانة حتى أعمق مستوى، فقد يمكن للمرء أن يشفى من أغلب الكوارث التي تحدث مرة واحدة، غير أنه عند التعرض لجرعة كبيرة من الاشعاع فلا شفاء، انها تظل في الجسد تهاجم الخلايا والأنسجة حتى الموت السابق لأوانه فقد كان اجراء تجربة ديسمبر 1949 قد اتخذ بعد المعرفة الكلية للآثار القاتلة المحتملة، وقد دفعني ذلك الى زيارة لنجازاكى وهيروشيما لكي استطلع آثار العدوان الأمريكي 1945، فرأيت أطفالا بلا أطراف وأطفالا بعين واحدة والكثيرون مصابون بالتخلف العقلي وهناك نسبة متزايدة من حالات الاجهاض، وقد حصلت على صور نادرة لهؤلاء لتكون دليلا على بشاعة تلك الأسلحة.
إسرائيل وأمريكا والأسلحة النووية
* إذاً ما رأيك في التوسعات التي تقوم بها اسرائيل لتطوير ترسانتها النووية؟
اننا في زمن الكل يبحث عن أسرع طريقة للموت، فما تقوم به الحكومة الاسرائيلية مناف للاتفاقات الدولية وأضم صوتي إلى المنادين بالتوقف عن تلك التوسعات حتى لا تحدث كارثة مرة أخرى، وأرجو من الدول العربية ان تتعاون وتتماسك حتى يعم السلام المنطقة كلها.
* وما رأيك في موقف الولايات المتحدة الأمريكية كأكبر قوة في العالم تجاه هذه القضية؟
للأسف الشديد أن الحكومة الأمريكية لاتسمع سوى صوتها وصوت مصالحها فوق كل اعتبار، فكم من نداءات للمثقفين والعلماء والمؤتمرات الدولية للحد من تلك الأنشطة لكن دون اجابة، ولكن لا نفقد الأمل، وان النداءات المتوالية من أجل انهاء تهديد الأسلحة النووية للبشر يؤكد على رفضنا لها فتلك ليست بالاسلحة العادية انها آلات للابادة الجماعية يمكنها تدمير الحضارة وانهاء كل الحياة على الأرض، وكما قام وزير الدفاع الأمريكي السابق بزراعة نبات عباد الشمس في موقع صاروخ سابق محتفلا بأن أوكرانيا قد أصبحت دولة خالية من الأسلحة النووية وقال عباد الشمس بدلا من الصواريخ في التربة، وسوف يضمن ذلك السلام للأجيال القادمة فنحن يجب أن نعمل من أجل ايقاف خطورة هذا السلاح ونعلن تكريس أنفسنا وقد عقدنا العزم بجمع قلوبنا وأرواحنا للعمل معا حول هذا التحدي العظيم الشأن فدعونا نزرع بذور السلام .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved