أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 24th December,2000العدد:10314الطبعةالاولـيالأحد 28 ,رمضان 1421

الاقتصادية

إنسان وقانون
فتش عن المحتاج
محمد الدويِّش
هل كان البحث عن فقير في المجتمع السعودي قبل سنوات حقيقة أو من قبيل المبالغة حيث كنا نسمع من يقول: إنني لا أجد أحداً من أهل الزكاة ولا أجد فقيراً أُخرج له زكاة الفطر ولا أجد محتاجا أُقدم له الصدقة!
لقد كان ذلك يدل على وضع معيشي مريح حتى وان انطوى على شيء من المبالغة فالفقراء في كل زمان ومكان ومن يبحث عنهم بجد وحرص سوف يجدهم.
أين ذلك الزمان؟
لقد ولى وربما إلى غير رجعة فقد كثر الفقراء والمحتاجون بل إن الحيرة تأخذنا ونحن نحاول الوقوف عند الحاجة الماسة والعوز الفعلي حيث اختلط الحابل بالنابل وكثر الأدعياء والمحتالون واصبح التسول عملية منظمة لاسيما في المناسبات الدينية وفي الاماكن المقدسة ودور العبادة، ومهما حاولت ادارة مكافحة التسول فإنها لن تستطيع ان تقف في وجه هذا التيار الجارف المتنامي الذي أخذ أشكالا وألوانا وأساليب واستخدمت فيه التكنلوجيا,.
ولمَ لا يحدث ذلك ونحن والحمد لله في بلد الخير حيث الزكاة والصدقات وأعمال البر والناس الطيبون الذين يكسر خاطرهم الكلام الرهيف والمنظر الضعيف, لكن كل ذلك لا يعني أبداً المساواة بين الصالح والطالح وأخذ البريء بجريرة المذنب، وتجاهل المحتاج بظهور النصاب,, فالمطلوب من اهل البر والاحسان,, أهل الخير أن يبحثوا عن المحتاجين وما أكثرهم، فهناك من لا يعمل وليس له اي دخل وهناك من لا يكفيه الدخل البسيط لتأمين الحياة الكريمة لأسرته، وهناك من أرهقته الديون والقروض والأقساط.
وأول خطوة في طريق البحث عن المحتاجين تبدأ من مسجد الحي حيث يعرف إمامه بعض الأسر المحتاجة ثم هناك المعارف والزملاء والأصدقاء الذين قد يدلونك على المحتاجين في احياء أخرى ولكن الطريق الواضع المؤكد ينتهي عند ابواب جمعيات البر والخير المنتشرة والحمد لله في المملكة والتي لديها حصر كامل بالمحتاجين حسب حاجتهم، فهناك من تحق له الزكاة وهناك من لا يستحق سوى الصدقة.
إن هذا البحر المتلاطم بالمتسولين والمحتاجين ليس كله مظلما أسود وإنما هناك بشائر نور يعرفها أناس نذروا أنفسهم لهذا العمل الجليل فأصبحت اهتماماتهم موجهة إلى البحث عن المحتاجين أينما وجدوا سواء داخل المملكة او خارجها وهم يسعون لدى اهل الاحسان ليكونوا واسطة بينهم وبين المحتاجين دون ان ينتظروا أجراً أوشكورا سوى من الله.
لذلك فإنني اعتقد ان البحث عن المحتاج الحقيقي لم يعد مهمة شاقة إذا ما التمس الإنسان الطريق الصحيح وأخلص النية لله سبحانه وتعالى فإذا كان لا يستطيع ان يفعل ذلك بنفسه لانشغاله بأمور أخرى فإن هناك من يقوم به نيابة عنه والدال على الخير كفاعله.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved