أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 2nd January,2001 العدد:10323الطبعةالاولـي الثلاثاء 7 ,شوال 1421

مقـالات

في الأفق التربوي
أ,د عبدالرحمن بن إبراهيم الشاعر *
تنتشر هذه الأيام ظاهرة المعاهد التدريبية، وهذا الانتشار ليس ظاهرة محلية بل هي عالمية فرضتها معطيات العصر التقنية وتغير مفهوم الانتاجية من حيث الكم والكيف والجودة والنوعية, والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: إلى اي مدى يمكن ان تسهم تلك المعاهد في تطوير الحركة التدريبية وبالتالي تطوير أداء المتدرب فيها؟
والجواب على هذا السؤال يتضح من خلال الطرح العلمي للدورات التدريبية في مراكز ومعاهد التدريب, وينعكس هذا الطرح العلمي على المخرجات التدريبية كما يتضح من خلال مؤهلات القائمين على هذه المراكز والمعاهد ومدى قدرتهم على تحليل مفهوم التدريب وبناء البرنامج التدريبي, حيث يعتمد بناء البرنامج التدريبي على عدة عوامل أساسية وثانوية ويحكمه أمور واحتياجات تعد الفرشة الأساسية لبناء هذا البرنامج, والبرامج التدريبية تختلف باختلاف الهدف منها والحاجة إليها، والبرنامج التدريبي عبارة عن بنية مستقلة من مجموعة المهارات المراد إيصالها الى المتدرب إلا ان هذه المهارات تصاغ وفق أسلوب النظم، وأسلوب النظم في بناء البرنامج التدريبي يحتوي على عدة أنظمة فرعية تبدأ من تحديد الأهداف وتنتهي في عملية تقويم النظام ككل, والالتزام ببناء البرنامج على أسس أسلوب النظم يساعد المدرب والمتدرب على السير وفق الخطة التدريبية التي يرسمها النظام.
والتدريب كأحد أساليب التعلم يولد آثاراً تدريبية يمكن انتقالها الى المتدرب وإكسابه سلوكاً تدريبياً ينعكس على أدائه الوظيفي والمهني, ولا يتسنى ذلك إلا إذا صمم البرنامج التدريبي بأسلوب يكفل الترابط بين أجزائه الفرعية بحيث يتعرض المتدرب لهذا البرنامج وتحدث من جراء ذلك آثار تجعل من المتدرب فردا أكثر كفاءة ومقدرة على القيام بعمله وتلك هي المهارات والمعارف والاتجاهات التي يُكسبها البرنامج التدريبي المتدرب.
إن أسلوب النظم في تصميم وبناء البرنامج التدريبي يعنى بالمتدرب نفسه من حيث تعزيز امكاناته العقلية والنفسية والعضلية, فهناك عوامل تسهم في عملية التدريب وانتقال الأثر التدريبي بشكل مباشر تتمثل في الاستعداد للتدريب نفسياً وعضوياً والتفاعل بين المتدرب والبيئة التدريبية، ومن أمثلة تلك التفاعلات المحاكاة التي تعد وسائل تدريبية فعالة من الناحية المعرفية والوجدانية حيث تعد اسلوباً ملموساً ينقل مفهوماً جديداً للمتدرب يتصل بالواقع، حيث إن أسلوب النظم بما يحويه من عناصر تدريبية يتسم بالتناسق الذي يولد لدى المتدرب الواقعية وبخاصة عندما لا يتجاوب المتدرب للطرق التقليدية.
واكتساب المهارات أثناء التدريب يتم وفق ثلاث مراحل مستقلة تبدأ بالمعرفة التي تتصف بالقدرة على الاستيعاب النظري لما يملى على المتدرب من أفكار ومفاهيم وحقائق تتعلق بالمهارات المطلوب إتقانها، كذلك الترابط أحد سمات المهارات والترابط يقصد به الصلات بين المثير والاستجابة أثناء عملية التدريب, بعد ذلك تبدأ مراحل اكتساب المهارات وهي تلقائية الاستجابة وتعتمد التلقائية على درجة التحليل للمعلومات التي يتلقاها المتدرب وهذه القدرة متباينة بين المتدربين، فمنهم من يستوعب المهام التي يتلقاها المتدرب وهذه القدرة متباينة بين المتدرب فمنهم من يستوعب المهام التدريبية ويقوم بأدائها على أكمل وجه ومنهم من يلجأ الى تكرار المهام دون نجاح يذكر وهنا تبرز درجة المهارة في اتقان العمل.
والأفق التربوي في هذا الصدد يشير الى ان الفرد يكتسب المهارات والمعلومات والاتجاهات عن طريق الانتباه والإدراك والتذكر وهذه العوامل يمكن تنميتها وتوظيفها لصالح البرنامج التدريبي عندما يصمم وفق أسلوب النظم المبني على التسلسل المنطقي لإجراءات التدريب ومن أهم هذه الإجراءات تحديد الهدف المراد الوصول إليه من خلال البرنامج التدريبي وهذا ما نلحظه في بعض المعاهد التدريبية الكبيرة.
وكيل معاهد العالمية للحاسب والتقنية
SHAER@ANET.NET.SA

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved