أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd January,2001 العدد:10324الطبعةالاولـي الاربعاء 8 ,شوال 1421

الثقافية

مواسم الحب
يا أمي!
عبير عبدالرحمن البكر
يا امي,, في عام رحيلك,, غيابك,, بعدك,, موتك,, حمامة مشتاقة انا الى صدرك,, قلبي خائفا,, واجفا,, موجعا,,!!
عصفورة,, مسكينة,, مكسورة الجناح,, ضعيفة,, متألمة,, أحلم,, بأرضك,, حقولك,, قمحك,, عطاؤك,, حبك,, أوفياؤك,,!!
أملك جواز السفر,.
أعيش في المطارات,.
أركب,, الطائرات,,.
أملك,, الفضاء,, والأفياء,.
أملك العشب,, واللوز,, والتين
أملك كل شيء إلا,, حضورك,, في حياتي!
آه ,, لو تعلمين,, بعدك,, قست علي الحياة,.
كيف أسقتني مرارة الألم!!
كيف رمتني الأقدار الى بحر متلاطم الأمواج,.
لازال يا امي حليب الطفولة,, يرضعني القوة,,!!
لازلت أتفرج على الأحداث,, وأحاول أن أصدقها,.
فهل متِ,, ؟!
أبي,, يا أمي,, يحنو كل الحنان,.
ويحب ,, كل الحب,.
أبي يا أمي,, يصادر أحزاننا,, بابتسامة شجاعة,.
ويقف في عصف الظروف,, درعا,, وسيفا باتراً,.
أبي,, يظلل أفياء منزلنا,, بصبره ,, وصمته,, وحديثه الأبوي,.
أبي,, يملك الحبر والأقلام,, لكنه لا يستطيع أن يكتب,, الفرح والسعادة المهاجرة معك,, أبي,, يحارب هذا الحزن لكنه,, لن يستطيع أن يطل على أحزاني,, كما أنت,, ويداويها,,!
وأخوتي,, يدورون حول كواكبي المهشمة,, كما الشمس,.
فيدفئون أوجاعي البادرة,, لكنهم,, لن يستطيعوا أن يصادروا الفشل,, النائم بصدر التعب,, في روحي,,!!
الحياة يا أمي,, صارت الفصل الخامس,, الذي يجمع كل الفصول ,, كل الدموع,, كل الأسى,, الذي خلقته تفاؤلا,, في حياتنا,, ومنذ غبت,, غاب!!
أين أنا,, بل أين أنت,,!!
ما بين أحزاني,.
فجيعتي ,, بحاضري ومستقبلي,.
أجدك,, ترقبين ضعفي واستكانتي,,!!
تلمسين انكساري,,!!
عام طويل,, موجع,, تعود ذكرى رحيلك,, وابنتك يا سيدة نساء الأرض ,, تئن وجعا آخر,.
عاماً كئيباً,, ما استطاعت عبير يا أمي تخرج من حزن وفاتك,,!!
مشاعري يا أمي تجاه الحياة,, شاخت,,!
وفجيعتي في حياتي الجديدة,, بانت,.
ومنزل الطفولة,, والأحاديث القديمة في حنينه بدأ يعود,, يدور في ذاكرة التعب,, والجرح الجديد.
يا أمي صار الليل بظلمته,, وحشته يعرفني,, وأنا أزور مدينة البؤساء ,, والأسى يعرف صوتي المكلوم,,!!
يا أمي,, مأكلي مر,, ومشربي علقم,,!!
فقدك مختوم في مسامي,, يعبث بهدوئي,.
عقلي تحول الى كرة نار,, تدور في كل ما هو آت,, وتحرق كل ما كان,.
عشبة خريفية,, يعبث بها الصيف وسمومه,, والشتاء ولوافحه,,!
كل ما كان,, أنني نبتة,, مقتلعة,, من غابات وجودك,, مر عام,, أمطار عودتك,, وما عدت,,!!
رحمك الله يا أغلى حب,.
البريد الالكتروني: abeeralbaker@maktoob.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved