أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd January,2001 العدد:10324الطبعةالاولـي الاربعاء 8 ,شوال 1421

عيد الجزيرة

مطمورة تحت ركام السنين ,, أم موجودة وبعضنا لا يستشعرها ,,, ؟
فرحة العيد,, دولاب الغياب والحضور
* الطائف سارة الأزوري:
جاء العيد وما زال فينا شوق لمعانقة الجديد حين نرتدي الملابس، ونصل ما انقطع، ونتبادل التهاني,.
وبين هذا الحال للعيد، وبين هذه المشاعر المتغالبة نحاول أن نقف هذه الوقفة التي تقرأ استقبال العيد في رؤى بعض من استضافتهم الجزيرة في هذا الاستطلاع.
تكرار الفرحة بنمطيتها المألوفة
* يرى أبو إبراهيم بأن العيد من الأمور التي يجد فيها الإنسان فاصلاً بين زمنين من أجل أن يعايش الحيوية والتجدد،لكن الإنسان الذي عايش العيد لسنوات طويلة أصبحت التجربة لديه مكررة فأصبح العيد يعود إليه بترتيباته المألوفة، مما يفقد هذا العيد دهشة التجدد ولكن الإنسان بفعل الحاجة لإشعار نفسه بنشوة الحياة يأبى إلا أن يخاتل ذلك الألف في التجدد في الملبس والمظهر وترتيب المنازل وإعادة الاتصال بما انقطع.
ولاشك أن مثل هذا الأمر تجد فيه فئات كثيرة ما يلبي حاجتها في التواصل وكسر نمطية المألوف أما بالنسبة للأطفال فهم يرون في هذا العيد بنية مواتية لأحلامهم في القفز على واقعهم والدخول في تلك السعادة التي يحسونها، فتجدهم يتطايرون ويتقافزون معها ويضحكون فرحين مبتهجين أما فئة الشباب فأتصور أن لها عالما مختلفاً, هذا العالم تتسيده القنوات الفضائية وشبكة الإنترنت فيظلون يعايشون فجوة الانفصال بين مجتمع العيد وعالمه، فقد يرتد
ذلك عليهم بنفور وملل من رتابة العيد التي يرونها تتأخر عن توقعاتهم.
ثورة الحجارة اختزلت الفرح,, فتوارى
* أما الدكتور سالم خلف الله القرشي عميد كلية المعلمين بالطائف فيرى بأن بساطة الحياة وتساوي معظم الناس في أحوالهم المعيشية سابقاً جعلت للعيد مذاقا مميزاً، أما الآن اصبح هناك تباين بين الأغنياء والفقراء فهناك فقراء مسحوقون وهناك أغنياء متخمون وهذه إحدى الأمور التي جعلت البهجة تختفي، بالإضافة إلى ما تنقله الفضائيات والتلفزيون من أحداث مؤلمة لأهلنا وإخواننا من المسلمين في أنحاء العالم تجعلنانعيش في مأساة تدفعنا لمشاركتهم مما يجعل بعض مظاهر هذا الاحتفال تختفي!! كيف نبتسم ونضحك ونلبس الجديد وهم يقاومون بالحجارة أكواماً من الحديد,, يقاومون قلوباً غليظة قاسية لا ترمم ضعف شيخ كبير أو طفل صغير أو امراة,.
وبصفة عامة مظاهر العيد في بلادنا مظاهر حية وواقعية ولا تزال لها جذور تاريخية تمثل الإسلام الحقيقي وإن طرأ علهيا ما يشوبها من منغصات.
* وهذه رؤية أبو الوليد آل بنيه مدير مركز صحي شعر,, اختلفت في منهاج ما سبق بيد أنها لامست عصب التجاوز حيث قال: طال الزمن أو قصر العيد له بهجته وفرحته لكن هذه الفرحة تختلف عما مضى وتتفاوت درجتها بين سنة وأخرى,.
فالعيد في السابق له بهجة مختلفة لأن الترابط والتقارب بين الأقرباء كان أقوى وأيضا بين الجيران أما الآن فاقتصر التواصل على المقربين جداً, وكان في السابق أغلب متطلبات العيد غير متوفرة أما الآن فأغلب الأيام عيد ولبس ثوب جديد وكل شيء في متناول الفرد وهذا أفقد العيد طعمه.
الاستراحات بشرى خير,,!
أما الأستاذ محمد العمرو وكيل البلدية لشؤون الخدمات فيقول:
في السابق ونحن أطفال كنا نذهب ونهنئ بالعيد أهل الحي كله بحكم التواصل المستمر فيما بينهم أما الآن فأصبح الإنسان في احتراز من أن يترك أطفاله يذهبون دون أن يرافقهم أما سبب تناقص هذه الفرحة فيعود إلى أولاً: خلل في الدين من قطيعة للحرم وعدم صلة بين الأقارب والتشاحن والتباغض فيما بينهم أيضاً الطفرة الاقتصادية التي عايشناها فترة من الزمن حولت مسار الإنسان فأصبح يلهث وراء الماديات وانتظار المقابل إزاء أي جميل يقدمه للآخرين.
ثانيا: الفضائيات وما تقدمه من عروض مغرية وبرامج ترفيهية تستقطب اهتمام الناس وتصرفهم عن التواصل مع الآخرين دون أن يشعروا بذلك.
أريد أن أشير إلى ظاهرة إيجابية بدأت تظهر في المجتمع وهي الاستراحات التي يجتمع فيها الأقارب فهي بشرى خير في التواصل بين الجيمع.
كما يرى عايض البقمي بأن العيد وقت فاصل بين زمنين من أجل الحصول على الحيوية والتجدد والقدرة على كسر الروتين ولا يفوتني أن أذكر أن بهجة العيد لا يحدثنا إلى المجتمع ومن هنا نجد سؤالا يطرح نفسه وهو هل المجتمع كله منصرف لأحداث البهجة؟
بالطبع هناك تباين,, فالحالة المادية والحالة النفسية والظروف الاجتماعية لها دور كبير في هذه الناحية أو في إحداث هذه الفرحة والبهجة بالعيد.
استبدال المعنى الكلاسيكي
وقد أرادت الجزيرة تتويج هذا الاستطلاع برأي الدكتور بكر باقادر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز حيث سبق له إجراء دراسته حول مفهوم العيد,, حيث قال: قمت بدراسة حول مفهوم العيد نظرياً قارنت فيها بين مفهوم العيد عند المسلمين ومفهوم الأعياد بصفة عامة، وأوضحت أن هناك نقاطا مشتركة، فالعيد لبس الجديد والمبالغة في الفرح ولابد من مشاركة الآخرين بحيث يصبح الاستمرار في المتع أمرا ضروريا ومؤكدا على المشاركة في العيد.
وفي دراستي وجدت أن الأعياد لا تدور حول ظاهرة طبيعية أو حول شخص وإنما نتيجة لجهد فردي أو اجتماعي مثل الصيام يتوج عمله بأن يحتفل بالعيد، أو عمل جماعي مثل الوفود للحرمين لأداء مناسك الحج ويكون احتفالا للأمة جميعها,, ولا يفوتني أن أذكر أن معظم احتفالاتنا رمزية,,والرمزمهم,, والمشاركة العامة والشعور بالغبطة والسعادة أمر مهم أيضاً.
بالنسبة للأعياد في العصر الحاضر وعلى وجه الخصوص في منطقة الحجاز غير الناس معنى المناسبات سواء في ليالي رمضان أو العيد ذلك أن معظم الناس أصبحوا يستمتعون بالسهر في الليل,, ويقضون النهار في النوم,, وبسبب عادة التحول في النوم لم يعد هناك اهتمام باستقبال الناس في الدور وتقديم الشراب والقهوة والحلوى وإنما تحول العيد إلى مناسبة شخصية أو عائلية بحيث تنظم الأسرة عيدها بالالتفاف حول الشاشة الفضية أو تخرج للسمر والاستمتاع بالسهر في الأماكن السياحية العديدة أما فرحة العيد فهي لم تتناقص وانما تحولت وأخذت شكلا جديداً فلم تعد بشكلها التقليدي, أما حول تحقيق مفهوم العيد في العصر الحديث بالصورة التي تحدثت عنها في التصور النظري,, فلا أظنها ستتحقق لأن العيد أصبح ذا صبغة تجارية وصبغة فردية,, تحول من الاحتفاظ بالتقاليد إلى الخروج عنها على الأقل في المدن.
وترى أم رائد وعزام ما تراه كل سيدة حيث تقول: كانت المعنويات عظيمة والماديات قليلة كما كان هناك تواد وتراحم ولهفة وشوق للالتقاء بالأقارب بحيث نشعر بالعيد وفرحته وبهجته.
أما الآن اصبحت الفرحة في استقبال رمضان اكبر من فرحة استقبال العيد,
في السابق كل شيء له طعم,, الحناء التي تتخضب بها المرأة ,, الملابس التنسيق البسيط للدور الحلوى الاتفاق على الاجتماع في منزل كبير الأسرة ثم من يليه في المكانة كان هناك نشاط وحيوية، قابلها الآن كسل وتفضيل للنوم على الذهاب لمواصلة الأقارب واكتئاب في استقباله لأن العيد أصبح مجالا لعروض الأزياء والتباهي والتفاخر وإبراز القدرة على اقتناء الأثاث الثمين.
خلل القيم والمفاهيم
وهذه هالة الناصر مديرة مكتب الرياض لمجلة سيدتي التي ترى بأن هناك عدة أسباب أدت إلى تناقص الفرحة بالعيد منها:
أولاً: تغير نمط المعيشة، فمن لم يلحقه هذا التغير نجده أكثر بهجة بالعيد أيضا خلل القيم والمفاهيم الاجتماعية من توقير للكبير، أما الآن فقد تناقصت هذه القيم وهذه المركزية حيث أصبح هناك ندية في التعامل وليس هنالك أدنى احترام للسن.
ثانياً: الاهتمام بالمظاهر حيث خلقت روح المقارنة بين العائلات وبالتالية ظهور الحسد والتباغض.
ثالثاً: بعد المسافات قلل من بهجة العيد فمن يقضي العيد بعيداً عن الأهل بحيث لا يستطيع التغلب على هذا البعد بسبب عدم توفر الماديات ومصاريف السفر من محافظة إلى أخرى.
رابعا: الأحداث الدائرة حولنا وتعمد أعدائنا استفزاز مشاعرنا بقتلهم للمسلمين أمام أعيننا فلا بد من مشاركتهم وجدانياً بحيث لا نبالغ في أفراحنا وننسى مصابهم.
خامساً: العيد قيمته في الحصول على ما يصعب الحصول عليه أما الآن وقد توفرت الماديات بحيث يتم الحصول على ما نريد بسهولة من أهم الأسباب التي قللت من هذه الفرحة.
الفرحة بالأعمال الصالحة وليس بالماديات
أما خديجة جابر بن مطر فتؤكد أن فرحة العيد لم تتغير لكن تغيرت أعمالنا بمعنى أن من أخلص العبادة في رمضان حتما سيكون فرحاً بالعيد.
فلو نظرنا إلى العيدين لوجدناهما يأتينان بعد عبادة، فالفرحة ليست في الماديات وإنما بالأعمال الصالحة والإنسان الذي صام رمضان على أكمل وجه أصبح بإذن الله من الفائزين فهو فرح بالعيد، في حين من جعل ليله معاشا ونهاره سباتاً لن يشعر بالفرحة,, لماذا؟؟
لأنه فوت على نفسه فرصة الفوز,.
دعونا ننظر إلى أعمالنا فهي التي تحدد فرحتنا بالعيد.
كبير الأسرة
وترى الأستاذة حميدة عبدالله فلمبان مديرة مدرسة ماجستير علوم إدارية عكس ما يرى الجميع حيث تقول: الفرحة لا زالت موجودة بدليل الاستعداد للعيد والتخطيط للاجتماع بالأقارب ولا أشعر بأي اختلاف ولله الحمد وربما يعود ذلك إلى وجود كبير في الأسرة يلتف الجميع حوله,, على النقيض الفرحة تزداد لأن العيد سبب كبير في تواصلنا لأن أفراد أسرتي موزعون بين محافظات عدة في بلادنا والعيد هو الذي يجمعنا,, أيضاً فرصة للذهاب والتواصل مع أهل زوجي والتقريب بين أسرتينا ومواصلتهم لأن ظروف العمل تقف أحياناً حائلا بين هذا التواصل الفعلي وإن كان هناك تواصل عبر الهاتف لكن هذا لا يغني عن الالتقاء المباشر بمن نحبهم.
من أين تأتي الفرحة؟؟!!
أما فوزية ,ط معلمة فتقول: الذي قلل من بهجة العيد عدم البساطة والتكلف في مظاهر استقباله حتى ان الاجتماع مع بعضنا البعض ليس من أجل الاجتماع ذاته وإنما من اجل الاستعراض في كل شيء هذا بالإضافة إلى الاحتراز في الكلام أثناء اجتماعنا مخافة ان تقال كلمة تؤخذ بمحمل آخر لذا فنحن نفضل العيد بعيداً عن الأقارب وبصراحة نقضيه خارج الطائف,, ولا يفوتني أن أذكر أن الدوام المدرسي له دور كبير في تقليص عدد أيام العيد,.
أمر آخر أحببت أن ألفت النظر إليه في مجتمعنا وهو أن المرأة التي لا يوجد لديها خادمة لا تستقبل أي أحد يرغب في تهنئتها بالعيد,, فبالله من أين تأتي الفرحة؟؟
يوم عادي,,!
وتقول هبة أحمد دبلوم فني :
كنا فيما مضى نحضر للعيد منذ فترة نشعر بالفرحة في الأشياء التي نأتي بها أما الآن فقد تلاشت الفرحة حيث أشعر أن الأيام متشابهة حتى أن يوم العيد الذي يمضي أشعر أنه يوم عادي.
ومن المفروض ألّا نربط أنفسنا بيوم معين فكل يوم يمر على المسلم وهو بخير فيعتبر عيداً لأن العيد ليس ثوب جديد وإنما نفسية جديدة.
وهذه فاطمة عسيري بنك الراجحي ترى بأن تزايد متطلبات الحياة جعل الفرحة بالعيد تتناقص، أصبح الآن كل شيء ب فلوس في السابق كنا نقضي فترة العيد في البر أو في القرية وهذا لا يحتاج إلى أي نفقات مرهقة كان الهدف الأول والأخير هو الاجتماع مع بعضنا البعض وقضاء أوقات سعيدة للاستمتاع بالعيد الآن حتى في المدينة أصبحت الأحياء متباعدة والأقارب متفرقين لا تجمعهم وحدة المساحة فعندما أقوم بزيارة الجميع يصبح الأمر مرهقاً ومكلفاً أيضاً.
أداء واجب
أما الدكتورة أميرة كاشغري فتقول في السابق كان هناك تماسك وتواصل أسري مرتبط بالبساطة والأصالة,, تواصل عفوي يتسم بالحميمية والصدق,, حتى أن دائرة التواصل كانت أوسع وأشمل لا تقتصر على الأهل والأقارب فقط بل يتعدى الأمر إلى الجيران ومعظم أهل الحي.
نعم الآن يوجد تواصل لكن هذا التواصل خالٍ من الود والصدق بحيث أصبحت الاجتماعات الأسرية مجرد أداء واجب يسودها التباهي والتفاخر والتنافس في تقديم مالذ وطاب، أما العادات الأصلية البسيطة أغلبها تلاشى في ظل الماديات.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved