أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 3rd January,2001 العدد:10324الطبعةالاولـي الاربعاء 8 ,شوال 1421

عزيزتـي الجزيرة

أيها المتعجلون,, صبراً!
عزيزتي الجزيرة
يفتقد اجيال العصر الحاضر الى خصلة مهمة من خصال بناء الشخصية المسلمة وهذه الصفة يقوم عليها بناء شخص اسلامي قوي في تحمله للمصائب والصدمات قادرا على مجابهة الاخطار والصعاب فيا ترى ما هذه الخصلة؟ انها الصبر,في الواقع دار بيني وبين احد اقربائي نقاش حول افتقاد الكثير من الناس لخصلة الصبر وان الذين يتمسكون به هم القلة القليلة ورأينا ايضا ان الناس بدأوا يميلون للسرعة التي يتصف بها زماننا الحاضر فنحن كما يقول الكثيرون في زمن السرعة والحقيقة اننا في زمن الصرعة فكم من اناس يُصرعون لانهم يسرعون والسبب هو فقدان الصبر, ان الصبر من صفات المؤمنين وحث عليه ربنا جل شأنه في قوله تعالى: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .
ومظاهر فقدان الصبر كثيرة جدا ونذكر منها على سبيل المثال قائد السيارة الذي يسير بسرعة كبيرة ثم عند اقترابه من اشارة المرور تقفل في وجهه فيضطرب وجهه ويحمر ثم يصفر فهو لا يريد التأخر لحظة واحدة وكأن سرعته ستزيد من عمره واعتقد ان الصبر الذي تمتلكه هذه النوعية من البشر لا يكفي للتعايش مع المجتمع المحيط بهم لانك تراهم قلقين ومتوترين مما يؤدي الى رفض المجتمع لمثل تلك الحالات, ومن مظاهر فقدان الصبر اصدار الاحكام على المتخاصمين جزافا في حدود عملك فلو اشتكى اليك شخص شخصا آخر فانت تحكم للاول دون النظر الى كلام الثاني وانت بهذه الطريقة لم تعمل الصواب وكما قال احد السلف لو انه اتاني رجل يشتكي من فقء عينه لما حكمت له فلربما اتاني الآخر وعيناه مفقوءتان.
ومن مظاهر فقدان الصبر الاستماع الى كلام الناس في شخص ما واصدار حكمك عليه من خلال الكلام الذي سمعته منهم وهذا ليس امرا منطقيا فالحكم على الناس لابد له من ميزان العدل ولا يمكن معرفة الرجل من كلام الناس بل لابد من معاشرته والجلوس معه وتجربته.
ومن مظاهر فقدان الصبر ما تتداوله الالسنة عند طلب اي شيء من مطعم او محل تجاري او بقالة بقولهم بسرعة لو سمحت .
في الواقع اصبت السرعة هي المسيطرة على حياتنا ففي الخروج من البيت سرعة وفي السير سرعة وفي العمل سرعة وكل شيء سرعة فهل نبتكر طريقة لزيادة سرعة الصبر ليواكب طموحاتنا وآمالنا.
لقد اصبح الصبر يعيش وحيدا في قفص الاتهام وكما انه مرغوب من القليل فمازال منبوذا من اغلب فئات المجتمع فهل نستطيع كبح جماح السرعة ونستبدلها بالصبر.
اذا كنت ممن يريد التحلي بالصبر فاليك هذه الوصايا:
* هدئ من روعك وقلقك.
* هدئ من سرعتك في الحياة.
* اعلم انه لن تبلغ مرادك الا بإرادة ربك.
* اعلم انه لن يتحقق لك شيء مالم يكتبه الله لك.
* في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.
* اعلم ان تحملك للمفاجآت سيزيدك قوة وشموخا.
* دع عنك الغضب فانه يورث العداوة ويفقدك الصبر.
هذه نصائح لو تبعها الناس لشعروا بالراحة النفسية التي تعينهم في حياتهم وبعد مماتهم.
عبدالرحيم بن علي المالكي
معلم بالمرحلة الابتدائية
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved