أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 6th January,2001 العدد:10327الطبعةالاولـي السبت 11 ,شوال 1421

الثقافية

علم من عسير و,,,, من المسير
محمد بن ناصر الياسر الأسمري
التأريخ أمانة ونقله بالتدوين لوقائعة المعاشة وروايته وتوثيقه مسؤولية عظيمة, ولا اعلم مدى التزام المؤسسات الرسمية المهنية واعني هنا الأندية الأدبية, ولكم تكون الخطورة اعظم عندما تأتي عدم الأمانة من بعض الأكاديميين أساتذة الجامعات المفترض فيهم الأمانة العلمية ومنهجية البحث العلمي والجدية والبعد عن التسطيح الفكري .
لفت نظري في إحدى المكتبات كتاب جميل العنوان لافت الألوان, فاشتريته فرحا, وعدت بعد قراءته ترحا, والكتاب عنوانه علم من عسير عن شخصية فكرية شامخة من شخصيات هذا الوطن الذين نفلوا جيلهم بما انعم الله عليهم من سعة الفكر وطموح وثاب ووطنية طاغية افضل منا أجيال هذا الزمن, ذلكم هو الأستاذ عبدالله بن علي بن حميد رحمه الله الذي مارس أدوارا مشرقة على الساحة الفكرية وغيرها, ولاشك عندي انه رحمه الله علم من أعلام الريادة الفكرية الثقافية في بلادنا, وهو رجل مخضرم عاش في ظل نظامين سياسيين في منطقة عسير هما: حكم آل عايض والمملكة العربية السعودي, أنا متلاق معه فكريا من خلال من قرأت له لاحقا وللأسف بعد وفاته كما هو حال اكثر أعلامنا الرواد الذين لم نقف على عطاءاتهم إلا بعد رحيلهم دون أن يفيد أجيالنا المتلاحقة من ثراء الفكر للسابقين .
ولا اعتقد أنني مؤهل للحديث عن الرجل لبعد الزمن العمري بيني وبينه، ولذا فإنني أجد خير تعريف وتقديم له لأجيالنا المتلاحقة ما كتبه صديقه الحميم الأستاذ حمد الجاسر رحمه الله كما ورد في ما كتبه الحفيد عبدالله بن محمد الحميد في الكتاب مدار البحث من خلال إيراده ما كتبه الجاسر في مجلة العرب عام 1400ه كان فقد مثله مما يحزن له، ولكن ما يبعث في النفس بالغ الأسى أنني لم أقرأ في صحفنا كلمة رثاء واحدة لهذا الفقيد الجدير بأن يشاد بما له من علم وأدب وفضل، فهو بالنسبة لذلك الجزء الحبيب من وطننا من رواد الأدب والبحث والاهتمام بالدراسات التاريخية، بل لم اعرف من يساميه فضلا في ذلك بين أهل تلك البلاد ,, إلى أن يقول الجاسر غفر الله له: وكان ممن تصدى لكتابه القسم المتعلق بمنطقة عسير من المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، وله كتابات تتعلق بهذا الجانب نشر بعضها في مجلة العرب, لا أقول إلا ما اقل الوفاء وفي هذا الزمان بل ما اعظم النسيان بين أهله .
وعندي حدس بان عبدالله بن علي بن حميد قد ظلم بعد وفاته فاختفت أوراقه ومخطوطاته وربما تحولت جهوده إلى غيره فيما صدر من معاجم عن قبائل عسير وأرضها وجغرافيتها وتأريخها وكلها للأسف قد جاءت من نادي أبها الأدبي؟ وعودا على بدء فلقد كان سبب الصعقة التي هزتني بعد قراءة ما حواه الكتاب من مغالطات وتشويه للتاريخ ولذا كانت قراءة نقدية عجلى لهذا العمل الذي قام به الباحث والنادي الأدبي الذي لا يليق بعلم من عسير في قامة عبدالله بن علي بن حميد رحمه الله.
الأصل في الكتاب تجميع قام به ابن المترجم له العلم محمد بن عبدالله الحميد الذي ورث رئاسة نادي أبها الأدبي عن والده وكان عبارة عما سبق نشره للعلم عبدالله بن حميد في الصحف من مقالات رأي حر مستنير وطروحات متنوعة في القضايا التاريخية والوطنية منذ أكثر من نصف قرن, وتم نشر هذه التجميعات في كتاب تحت عنوان أديب من عسير وطبع الكتاب على نفقة نادي أبها الأدبي وصدر عام 1400ه عقب وفاة ذلك العلم البارز وبعد ربع قرن أعيد إصدار الكتاب تحت عنوان علم من عسير عبدالله بن علي بن حميد 1326 1399ه على نفقة نادي أبها أيضاً وجاء بعنوان جديد على انه من إعداد.
صالح عون هاشم هاشم عدنان كما هو على الغلاف بينما داخل الكتاب على انه صالح عون الغامدي؟ وبعد قراءة الكتاب تبين أن حفيد المترجم له قد قام بتكليف من والده رئيس نادي أبها الأدبي بمراجعة الكتاب وانه قام بإجراء بعض التعديلات والإضافات على فصول الكتاب أثناء متابعة تجارب الطبع والمراجعة النهائية كما جاء في صفحة 334 ولم يشر الباحث صالح عون الغامدي إلى هذا العون الذي قام به الحفيد من تعديلات وإضافات ؟؟ كما أن ما قام به الباحث عمل سطحي لم يضف أي جديد سواء في الفكرة أو منهجية البحث العلمي التاريخي وفي هذا ظلم للتاريخ والإنسان المترجم له وتصرف لالزوم له من النادي والابن والحفيد, ويبدو أن الباحث قد قام بعمله هذا تفضلا وإصرارا على النادي الأدبي وليس نتيجة عمل فكري أكاديمي فقد أشارت كلمة إدارة النادي إلى تفضل المؤلف الأستاذ الشاعر الدكتور صالح عون الغامدي بتقديم دراسة عن عبدالله بن علي بن حميد, بينما أشارت مقدمة المؤلف إلى أنها شروع في تاريخ سيرة الشيخ ابن حميد , وفي البدء أشار المؤلف/ الباحث إلى أن أصدقاء وأقرباء للمترجم له قد أمدوه بما لديهم من معلومات, وطبعا لم يرد أي ذكر لأحد من أولئك المعارف والأصدقاء ولا عن الطريقة التي تمت بها عملية الإمداد للمؤلف، وقد بدأ المؤلف مصاحبا بعدم التوفيق وما ذلك في نظري سوى عدم الجدية, فقد بدأ بتناقض صارخ في المعلومات حين أشار في ص 4 إلى أن مولد ونشأة الشيخ عبدالله بن علي بن حميد كانت في قرية سبل من قبيلة بني مالك عسير وذلك في منتصف عام 1326ه وهذا مناقض لما كان الشيخ رحمه الله قد كتب عن نفسه أو رضي بما كتب فقد جاء في تحقيقه لكتاب الدر الثمين في ذكر المناقب والوقائع لأمير المسلمين محمد بن عايض الذي ألفه حسن بن احمد اليمني وصدر عام 1398ه 1978م عن دار الفكر دمشق, فقد جاء في ذلك الكتاب المحقق من عبدالله بن حميد تحت عنوان المحقق في سطور: ولد عبدالله بن علي بن عبدالله بن عايض بن ثقيل بن عبدالله بن راشد بن حميد عام 1326ه في قرية سبل, وتنتمي إلى قبيلة بنو ضبة التي حالفت قبيلة بنو مالك بن عبدالله بن نصر بن الأزد التي نزحت من مدينة جرش بعد اختفائها من على مسرح التاريخ , وهنا فإن المؤلف قد جانب الصواب في نسبته ابن حميد إلى قبيلة بني مالك عسير الأزدية فلقد نسب ابن حميد نفسه إلى قبيلة بني ضبة تأصيلا ثم ولاء إلى عسير, ولا نستطيع أن نكذب الرجل بعد ربع قرن من وفاته ونصدق أي رواية من باحث أو قريب, سيما وان الكتاب المحقق قد صدر والرجل حي ولم ينكره أي أحد آخر على الساحة الفكرية منذ وفاته وهنا عيب مهني وقع فيه الأستاذ الجامعي غفر الله له, ولم يقف الأمر على هذا المنوال بل سار على نفس الوتيرة فقد أبان المؤلف/ الباحث أن الشيخ بن حميد قد تلقى تعليمه على يد عدد من المعلمين مستندا في ذلك إلى رواية ابن المترجم له محمد بن عبدالله الحميد وحفيده الدكتور عبدالله لكن الشيخ بن حميد خالف ذلك كله فقد أوضح في كتاب الدر الثمين انه تلقى مبادئ علومه على يد والده والذي كان إماما لمسجد أبها ومدرسا فيه أيام الأمير علي بن محمد آل عايض، كما درس في مدرسة قريته، ثم نقله والده إلى مدينة أبها ليواصل علومه على بعض مشايخها وعلمائها في الدين والأدب ثم توجه إلى الرياض بعد سقوط عسير والإطاحة بحكومة آل عايض وقد أشار الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله في اللمحة التاريخية التي أعطاها عن عسير وأحال فيها إلى شروحات جميلة عن عسير الأرض والإنسان والتاريخ إلى أن الدافع له لتحقيق كتاب الدر الثمين كان كل من الأستاذين حمد بن محمد الجاسر رحمه الله وعبدالله بن محمد بن خميس حفظه الله فقال: انهما كانا قدوة لي في العمل وكان لابد لي من أن ألبي نداءهما في بذل مما أستطيع بذله لإجلاء ما خفي من تاريخ منطقتي ومعالمه والرجل قد مضى، إلى رحمة الله منذ قرابة ربع قرن وكذا حمد الجاسر منذ اشهر ومازال ابن خميس بيننا وهو شاهد مستشهد به ولم ينكر أي منهما صدور كتاب الدر الثمين بتحقيق ابن حميد ولا غيرهما طوال حياة محققه ولابعد مماته من ربع قرن ولا ماجاء فيه من معلومات أشار إليها, فمن نصدق هنا الشيخ نفسه أم الباحث والرواة, الخلق الإسلامي يندب إلى تصديق ما قال الرجل في حياته لا أن نكذبه بعد موته وبعد ربع قرن من الوفاة, جاء في هامش ص 14 ما يشبه نسبته إلى حفيدالمترجم د, عبدالله بن محمد الحميد ولم يرد في المتن ما يشير إلى ذلك ويقول نص الهامش حدثني الجد عبدالله,,؟ ولا ندري متى كان الحديث بين الجد والحفيد ولا كم كان عمر الحفيد ولا كيف عرف الباحث ذلك أم أن الأمر جهد من الباحث لم يوثقه!!
ويستمر الباحث في عدم الحرص على صحة ودقة المعلومات فقد جاء في ص 17 قول المؤلف/ الباحث إلى أن المترجم له غادر أبها إلى الرياض إبان إمارة ابن إبراهيم مسندا أسباب المغادرة إلى جوانب سلبية من أهمها: طموحه في سبيل العلم ثم قلة وجود المشايخ والعلماء.
وهنا فلا نعلم كيف نوفق بين أن يكون والده إماما ومعلما وانه قد بعث ابنه المترجم له إلى أبها لتلقي العلم على يد المشايخ إبان حكم آل عائض!! وبين هذا القول بقلة وجود المشايخ والعلماء!!, ولم يشر أحد من المؤرخين في عسير ولا غيرها إلى سفر الشيخ ابن حميد للرياض أو نسب تعلمه في الرياض وما دام أن الباحث قد أورد هذا ومقابلته الملك عبدالعزيز رحمه الله فان الأمر يحتاج إلى توثيق كمنهج علمي بحثي ولا شك عندي أن الشيخ حفي بالتكريم !! ومن الأخطاء وعدم الدقة والجدية من الباحث الأكاديمي ما أشار إليه ص 21 أن الشيخ قد عاد من رحلته إلى الرياض عام 1343ه بينما أشار في ص 23 في الهامش إلى انه قد كلف من قبل الملك عبدالعزيز بإمارة بيشة نيابة عن أميرها عبدالرحمن بن ثنيان المتوفي عام 1342ه ويبدو أن هذا الخلط والغفلة كان اعتمادا على ورقات مخطوطة لدى ابن المترجم له محمد بن حميد كما اشار الباحث رغم عدم إيراده أي ذكر عن تلك الأوراق, وفي ص 65 تحدث الباحث عن بعض المداولات الفكرية التي دارت قبل نصف قرن بين الشيخ وعدد من مجايليه من قادة الفكر والرأي على صفات الصحف, وهي التي سبق نشرها عام 1400ه بعد وفاة الشيخ من قبل ابنه كما سبق الإشارة إليه, وتحت عنوان: التعقيبات التاريخية قال الباحث ما يلي: لم يكن الشيخ عبدالله أديبا فقط، بل كان مؤرخا ومعجميا في آن واحد، فنلاحظ اهتمامه بتاريخ منطقته، وبعض أجزاء مملكتنا الحبيبة، استشففنا ذلك من قيامه بنقل بعض الكتب التاريخية المهمة بخط يده، مثل ذلك مخطوط الدر الثمين، كما كان ينوي تأليف معجم جغرافي لمنطقة عسير ومناطق أخرى تجاورها هذا عمل جيد من الباحث حيث شهد بتأكيد تحقيق الشيخ كتاب الدر الثمين الذي أعطى فيه لمحة عن نفسه والذي نشره في حياته ولم ينكره أحد سوى ابنه وحفيده كما سيأتي، وبالطبع لم نجد ما استند إليه الباحث في شهادته هذه إذا عرفنا انه قد أورد في هامش ص 118, أن أسرة المترجم له قد فوجئت بنشر هذه الرسالة بعد وفاته طبع دار الفكر بدمشق عام 1398 على انه قام بتحقيقهاوالتعليق عليها مع انه رحمه الله لم يشر في حياته إلى انه صنع شيئا من ذلك وهذا تناقض عجيب ، لكن الأمر غير صحيح فقد كانت وفاته عام 1399ه ونشر الكتاب عام 1398 أي قبل أكثر من عام على الوفاة!! وعدم الجدية من الباحث والخلط تكررت ص 68 حين أوضح فيما أسماه من تعقيباته المترجم له غير المنشورة مقال بعنوانجناية من يجهل التاريخ على التاريخ والذي يبدو انه تعقيب على مقال نشر في مجلة آخر ساعة المصرية نبذة عن كتاب أصدره الكاتب الفرنسي بنوا ميشان في الذكرى الأولى لوفاة الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله, ومما قاله الشيخ: وتصحيحا لما جاء في هذا المقطع ، أقول إن أول حملة عسكرية لاحتلال عسير كانت بقيادة الأمير عبدالعزيز بن مساعد آل سعود في أواخر عام 1338ه وهذه شهادة من رجل شاهد عيان إذ كان عمره آنذاك 24 عاما ووالده كان إمام مسجد علي بن محمد آل عايض, وفي ص 72 حيث نهاية التعقيب المشار إليه أشار الباحث/ المؤلف بقوله: هنا انتهى تعقيب الأستاذ عبدالله بن حميد وان كنت اعتقد انه لم يقف عند هذا الحد إلا أنني لم أجد في أوراقه التي بين يدي تكملة التعقيب، فلربما أنها سقطت هنا أو هناك أو أنه أرجأ التكملة فوافاه الأجل قبل أن ينهي التعقيب !! ولو كان الباحث جادا أو صاحب منهج علمي لعاد إلى أرشيف مجلة آخر ساعة على الأقل عام 1396ه بعد عام من وفاة الملك فيصل ليقف على معرفة نشر التعقيب من عدمه أو بالبحث في الصحف التي كان الشيخ ابن حميد يكتب فيها حتى يكون له عذر منهجي بدلا من انه لم يجد بقية المقال أو التقرير انه غير منشور هذا من ناحية ومن أخرى فلم يبن الباحث كيف وقعت الأوراق المخطوطة بين يديه ولا متى كان تاريخها وكيفية وصولها إليه؟ نسخا/ إهداء/ شراء أو تصويرا!! أو هل كان في التعقيب اشارة الى عدد المجلة الناشرة للمقال: التعقيب.
وهنا انتهى عمل الباحث/ المؤلف الأستاذ الاكاديمي للتاريخ ، أما بقية العمل من ص 91 312 جل الكتاب فكله منقول من كتاب أديب من عسير جمع محمد بن عبدالله الحميد الذي نشره نادي أبها الأدبي عام 1400ه, ولا نعلم كيف تم هذا الجهد الذي هو واقع تحت طائلة مخالفات حقوق الطبع بتكرار موضوع واحد بمجرد تبديل العنوان .
ولا يكتفي الباحث بهذا فقد قال كلاما دون تحقق أو تحقيق فهاهو في ص 115 يقول تحت عنوان: دور أمراء عسير في نشر الدعوة السلفية وهو نقل عن ابن الشيخ في كتاب أديب من عسير: أطلعني المتحدث هنا المترجم له أطلعني بعض الإخوان على ورقتين قديمتين وجدتا مهملتين بين أوراق وكتب قديمة, الورقة الأولى مكتوبة بخط رديء ولا يعرف كاتبها، إلا أنها على بساطة أسلوب الكاتب وضعف تعبيره بعيدة عن التكلف وكأنما أراد بتسجيل الحوادث التي ذكرها إيداع مما في ذاكرته في ورقة مكتوبة أشبه ما تكون بالمذكرات التي يدونها المرء ولا يقصد نشرها , وهذا الحديث عن الورقتين هو نفس حديث الابن محمد بن حميد في إثارته وتعليقه على كتاب إمتاع السامر!! الذي نشرته دارة الملك عبدالعزيز عام 1419 ه, إلا أن المترجم له قد أشار صراحة إلى ما قام به إزاء تلك الورتقين فقال: وقد قابلت بين هاتين الورقتين وبين ما بين يدي من كتب التاريخ فوجدت تطابقا في تاريخ السنين وبعض وقائعها على اختلاف في الصيغة عدا تاريخ وفاة الأمير عايض بن مرعي فقد اتفقت الروايات على أن وفاته كانت يوم الأربعاء الموافق 8 رجب 1273ه بينما صاحب كتاب الدر الثمين يقول إن وفاته كانت ليلة الأربعاء 23 رجب ه الخ,, ومضى الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله في الحديث والإسناد إلى صاحب الدر الثمين الذي حققه ونشره أو نشر في حياته ولم ينكره أحد طوال ربع قرن من وفاته إلا أن الغريب والعجيب هو ماجاء في الهامش من نفس الصفحة من إنكار من ابن الشيخ محمد رئيس نادي أبها الأدبي وحفيده الأستاذ المساعد في الجامعة أن يكون والدهما قد نشر ذلك الكتاب أو حققه وقد سقنا من الإيضاحات والتدليل ما يدحض هذا, وهنا تبرز عدم جدية الباحث العلمية للمبررات التالية:
* ما نقله موجود في كتاب أديب من عسير الصادر عن النادي الأدبي في أبها عام 1400ه ولم يرد فيه أي إنكار لما جاء في كلام المترجم له والذي كان في الأساس منشورا في جريدة يومية سيارة قبل اكثر من نصف قرن وقبل وفاته بربع قرن.
* أن وفاة المترجم له كانت في شهر صفر 1399ه كما ورد في الفصل الأول من هذا العمل علم من عسير بينما المقال المشار إليه منشور قبل ذلك بربع قرن.
* لقد كتب الشيخ حمد الجاسر رحمه الله كما سبق التنويه في ثنايا هذا المقال ستة مقالات في جريدة الرياض عن كتاب إمتاع السامر الذي كان محمد بن حميد أحد المعلقين المنكرين لجل ما جاء فيه على نقيض ما سبق وضوحه من تأييد والده له كما سبق وفيما نشره عن الورقتين كما مر بنا, وهذا ما أثار حفيظة الأستاذ محمد بن حميد .
* الشيخ عبدالله بن خميس علم من رموز الفكر الشامخ في العالم العربي ولا نعلم هل استوثق المؤلف ما ورد في مقال الشيخ عبدالله بن حميد من اشارة له مع حمد الجاسر انه قد شجعه وكان قدوة له.
* لم يتضح متى كانت مفاجأة أسرة المترجم له بنشر الكتاب الذي حققه اهو بعد وفاته مباشرة وما الإجراء القانوني الذي اتبعته لمقاضاة دار النشر أم ان المفاجأة جاءت بعد ثلاثة عقود من موته رحمه الله.
* لم نجد مايشير إلى نسبة الإنكار لشخص محدد من أسرة الراحل الكبير فلم يحدد الباحث هل كان الإنكار أو يسند ما قرره في الهامش إلى أحد من الأسرة
ومما يدل على ضعف الباحث حتى في المعارف العامة انه لا يعرف من هو السيد تويتشل فقد أبان ص 171 في الهامش 1 الذي ذكر المترجم له كتابه: المملكة العربية السعودية , قائلاً: ولعله كتاب مترجم إلى اللغة العربية ما اطلع عليه الشيخ عبدالله بن علي بن حميد عند كتابته لهذا المقال، ولكننا لم نعثر على هذا الكتاب!! وهنا يبرز التساؤل الإنكاري المشروع في الشأن الفكري والبحثي: كيف يكون الباحث دكتورا وأستاذا في الجامعة ويقول عن كتاب مذكور المؤلف والعنوان انه لم يعثر عليه ؟؟ هل كانت أدوات ومنهج البحث لديه عقيمة إلى هذا المستوى في عصر الحاسوب وشبكة المعلومات العنكبوتية إنترنت التي يمكن من خلالهما الوصول والحصول على اسم المستر تويتشل بالبحث لدى مراكز البحوث العالمية في الجامعات أو دارة الملك عبدالعزيز أو ارامكو على وجه الخصوص ليقف الباحث على الكتاب ووجوده باللغة الإنجليزية أو العربية فقد كان السيد تويتشل معروفا حتى للبادية لارتباط اسمه بالكشف عن النفط, ولم يراع الباحث الدقة في منهج البحث التاريخي ففي ص 172 أورد حديث المترجم له في مقال عنوانه: تهلل أو جبل عسير القسم الثالث عن أنماط العمران في عسير وعن مقتل الأمير محمد بن عايض واعتقال ذوي الرأي والمشورة من الوجهاء والعلماء وقتل من قتل منهم ونفي البقية إلى استامبول وقد أشار الباحث في الهامش في نفس الصفحة قائلا: وكان ذلك عام 1289ه نفي العلماء والوجهاء وذوي الرأي والمشورة حينما أرسلت الدولة العثمانية قواتها إلى عسير برئاسة محمد رديف باشا، الذي قتل محمد بن عايض وعددا من أفراد أسرته وأرسلت آخرين منهم مع مجموعة كبيرة من علماء عسير واعيانها إلى استانبول منفيين وقد اسند الباحث هذا إلى د, عبدالمنعم الجميعي في كتابه عسير خلال قرنين من إصدار النادي الأدبي في أبها عام 1411ه وقد غاب عن الباحث موقف رئيس نادي أبها في تعليقه على كتاب إمتاع السامر الذي نشرته دارة الملك عبدالعزيز ونفيه القاطع أن يكون أحد من أهل عسير قد نفي إلى تركيا رغم مناقضة ذلك لما قام به نادي أبها من نشر كتب تتحدث عن واقعة النفي ومنها كتاب الجميعي وعمر العمروي ويحيى المعلمي رحمه الله.
ولم يعر الباحث تدخل حفيد المترجم له في التأليف ففي ص 236 أورد نقلا عن كتاب أديب من عسير مقالا للشيخ بن حميد سبق نشره في صحيفة اليمامة بتاريخ 19/9/1375ه تحت عنوان من دعائم حياتنا الاقتصادية فذكر في الهامش 2 في نفس الصفحة كلاما منسوبا فيما يبدو إلى حفيد المرتجم دون ذكر من الباحث كيف جاء ذلك الإسناد لكن الأمر يهون مع ماجاء ذكره في ص 316 تحت عنوان رجل من العصاميين حين تحدث محمد بن عبدالله الحميد عن والده المترجم له عن إصرار الباحث د, صالح عون الغامدي بدافع من وطنيته وحسه الأدبي على إعداد هذه الدراسة، وكانت عونا لي على إعادة نشر ما سبق أن جمعته اثر وفاة والدي رحمه الله عام 1399ه من شعره ونثره,, الخ وهنا قد يفهم أن العمل هو لمحمد بن عبدالله الحميد وليس للباحث د, الغامدي, أما الحفيد عبدالله فقد أشار فيما كتبه عن جده في ص 323 انه رافق جده إلى سوريا عام 1392ه وزيارة لبنان وشهد لقاء الجد بالشيخ حمد الجاسر وان الشيخ الجاسر قد أعار جده مخطوطة كتاب بعنوان الدر الثمين في ذكر المناقب والوقائع لأمير المسلمين محمد بن عايض واستاذن جده الشيخ الجاسر في نقلها ثم قام الجد بنسخ هذا الكتاب بيده ونشر بعد ذلك عن دار الفكر بدمشق عام 1398ه، والغريب أن هذا الكتاب لم يظهر للناس إلا بعد وفاة الجد عبدالله رحمه فتناهبته الأيدي من المكتبات التجارية في فترة قصيرة، ونفدت طبعته ومما قال في مقدمة تحقيقه لذلك الكتاب وقد شجعني على هذا البحث علامتا الجزيرة الشيخ حمد الجاسر خرّيت المنطقة الذي قدم للأجيال خدمات في المعرفة الجغرافية والتاريخية، وأديب نجد وابن بجدتها عبدالله بن محمد بن خميس الذي بذل جهدا خيرا لتوضيح الطريق أمام السالكين، فكانا قدوة لي في العمل، وكان لابد لي من أن ألبي نداءهما في بذل ماأسطيع بذله لإجلاء ما خفي من تاريخ منطقتي ومعالمها ثم ختم الحفيد كلامه عن جده قائلا: وهاهو أديب من عسير يعود إلى النور مرة أخرى بعد أن نفدت,

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved