أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 8th January,2001 العدد:10329الطبعةالاولـي الأثنين 13 ,شوال 1421

مقـالات

من وحي مساءات العيد
التي لم تأت
د, علي بن شويل القرني
تجول في المدينة
تفيق كالسجينة
تنظر في الوجوه
تحدق العيون
تركض في التواريخ السحيقة
* * *
تبحث عن حروف، نثرها الأيام والسنون,.
وحبرها الأوراق والفتون,.
وعطرها الأحلام والجنون,.
تقول ماهي؟
تقول من هي؟
تقول أين الأمس والقصيدة,,؟
أين الدرب والشيخ والطريقة,.
* * *
تقف على عيون المدينة,.
تزرفل الأبواب في البيوت
توصد نوافذ الكلام
تذر الغبار في الدروب العتيقة
تلفحها الشموس
تلفها عباءات الطقوس
لكنها تصمد امام مغريات الحزن والناس والرذيلة,.
* * *
تقلب اوراق الخريف
وتطوي صفايح الأزمان
وتبحث عن وجوه الأبحار والأمطار
تقف على حروف، رسمها الظل والأشجار
وشكلها الأنهار والجبال
وطلعها الأحبار والمدامع الطليقة
* * *
هناكانت تعيش
في قرية المدينة
وفي ليالي الصوم
وفي الحقول,, والميادين الفسيحة
وتحت ظل الشمس وفوق صوت الأرض
وفي الأخاديد الصفيقة
* * *
هنا كانت تعيش
مع الفراش
والطيور,, والوحوش,, وكاسرات الليل
وقاهرات الماء,, وزاحفات الأرض
وفي الحريق
وفي الطوافين المقيتة
* * *
هنا كانت تعيش
مع الفصول تركض
وللجمال تطرب
وللخطوط والألوان,.
والأفراح والأحزان
وللغياب والحضور
والظل والشموس,.
والنار والصقيع,.
هنا كانت تعيش,.
* * *
هنا كانت تعيش
في قرية المدينة
وفي الظلام والنهر,, والبئر العميقة
وفوق السقف والبيت وداخل الحديقة
* * *
هنا كانت تعيش,.
وتلفظ الحروف
وتنطق الأسماء
وتكبر هاهنا الصغيرة
تفيق,, انسانة في قرية
تعيش قرية في داخل المدينة
تمدد الأظافر
تلون الأساور
تطول الاشعار
تستدرج الأخبار والأسهار
تسترجع الأمطار والفصول
والأوراق والعطور
تستملك الأوامر,, والنواهي
والصدود والوقوف
ولحظة البداية والجمود
ولحظة السقوط والصعود
* * *
هي التي أتت هنا
وأدركت زماننا
وقولبت حياتنا
وها هنا صاغت لنا,, اليفنا ووحشنا
وخاصّنا وعامّنا
وأمسنا ويومنا
وصبحنا وليلنا
ولم يعد هنا,.
ولم تعد لنا,.
هنا كانت تعيش,.
* * *
وها هي الخيام والمرابع
والدلال والبراقع
والنخل والرمان
والهيل والأطياب
ولحظة الهجور للشمال
ورسمة المواقع
ولحظة التراحيب الصديقة
* * *
تطوف في المكان
تدور في الزمان
لتنثر الحروف
وترسم المدى البعيد
وتوصل الكلام بالاصوات
والحروف بالاطياف
والصمت بالرحيل
والقرية بالمدينة
فهاهنا تفيق
في لحظة السكون
تنطق بما تقول
تقول مايكون
هنا كانت تعيش
وهاهي تموت,.
في باطن الحقيقة,.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved