أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 8th January,2001 العدد:10329الطبعةالاولـي الأثنين 13 ,شوال 1421

الاخيــرة

الرئة الثالثة
محمد الشرهان,, زامر حي لا يطرب أهله! لماذا؟
عبدالرحمن بن محمد السدحان
* المواطن والراوية والأديب الشعبي المعروف محمد بن علي الشرهان,.
نبتةُ خزَامَى جميلة في روض هذا الوطن!
يعرفه الكثيرُون من بدوٍ وحضر،
ويعرفه مَن يعشق تراث الكلمة الشعبية,, شعراً ورواية,, وقَصَصَاً.
**
* يأسرُك بحديثه حين يروي قصةً من موروث الأولين والآخرين، لكنّه يفتن سمعك بالفرح حين (يخرج عن النص),, فيضيف لروايته هوامشَ ووقفاتٍ وإيماءاتٍ جميلةً من نسج خياله المشحون بحلو الكلام!
**
* لأبي خالد ذاكرةٌ تتحدّى النسيان، وما سمعتُه قط إلّا وذكرت الله كثيراً,, وسألته أن يحفظه من نوائب الزمان، وأفئدة المكر وهُوَاة (زوال النِّعم)!
**
* ولأبي خالد قدرةٌ خارقة على رسم لوحاتٍ شفافة جداً ورشيقة جداً لقصصه,, يصفُ بريشة الكلمة أدقَّ التفاصيل لتضاريس روايته: زماناً ومكاناً وأشخاصاً وأحداثاً.
**
استضافه مؤخراً تلفزيون دولة قطر، عبر ثلاثين حلقة بُثَّت خلال شهر رمضان المبارك هذا العام، وقبل ذلك,, دعته فضائيةُ دولة الكويت في أمسيات ولقاءات أمتَع بها المشاهدين,, سمعاً وبصراً، وأقول (بصراً),, لأن لمحمد الشرهان أسلوباً يتفرد به في إلقاء روايته ,, مستخدما يديه وعينيه، ولذا فإن الاستمتاع برواية محمد الشرهان يزدان ويزداد بالمشاهدة لا بالسماع فحسب!
**
وقبل أيام سافر محمد الشرهان إلى دولة الكويت تلبيةً لدعوة تلقّاها من اللجنة المنظمة لمهرجان الكويت عاصمة الثقافة العربية لعام 2001، حيث حضر حفل الافتتاح,, ويشارك بنماذج من عطائه، صوتاً وصورة.
وفي ذلك كله دليلٌ على تنامي الاهتمام خليجياً ب (ظاهرة) محمد الشرهان,, كأحد أبرز فرسان الرواية الشعبية في الجزيرة العربية، شِعراً وقصَصاً!.
**
وبعد,.
أتساءل, ومعي كثيرُون، لماذا يحتفي الأشقّاء في إعلام الخليج بالراوية السعودي المتألّق محمد الشرهان,, فيدعونه تكراراً وإصراراً، في الوقت الذي لا تعيره وسائلُنا الإعلامية المحلية، مسموعة ومقروءة ومرئية,, إلا فتاتاً من اهتمام؟!
**
*لماذا لم يكن محمد الشرهان ضيفاً على قناتنا الأولى خلال شهر رمضان المبارك,, بدلاً من بعض البرامج (القليلة الدسم) أو الخالية منه؟!
* لماذا يتسابق إعلام الخليج مقروءه ومسموعه لاستضافته والتعريف به، في حين يبقى هو داخل بلده,, نصفَ معلوم ونصفَ مجهول؟!
**
إنني أعلم علم اليقين,, أن معالي الصديق الدكتور فؤاد الفارسي وزير الإعلام حريص على دعم وتشجيع مواهب الفن المحلي، ومنحها مركز الصدارة فيما يُسمع ويُشاهد,, ويقف المسلسل (المضحك المبكي) الشهي (طاش ماطاش) شاهداً على ذلك، فلولا أزرَ معاليه وحماسه لهذا المنجز الفني المبدع، لأفل نجمُه منذ حين!
**
إنّ محمد الشرهان,, مائدة سخية من عذب الكلام,, تتعدد فيها (وجباتُ),,ممتعة ممَا نسجه خيالُ الأولين والآخرين,, أو أفرزته ديباجة حياتهم رواية وشعراً,, فيه الحكمة التي توقظ العقولَ، وفيه الطرفةُ التي تكسو الوجوه فرحاً!
**
وأتمنى في الختام أن يتضاعف الاهتمام بمحمد الشرهان في هذه البلاد، فلا يكون زامرَ حيّ لا يطرب أهلَه!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved