أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th January,2001 العدد:10331الطبعةالاولـي الاربعاء 15 ,شوال 1421

مقـالات

الحركةُ ,, ورمزيَّةُ الصّخر,,!
إبراهيم عبدالرحمن التركي
(1)
** اليومَ أمسٌ لا يراهُ المدلجون
** والحلمُ صحوٌ يرفضُ الإبحارَ,.
عادَ من الكرى
يستلهمُ التيّارَ
يُبصر في الورى
أشباحَ موجٍ
لم ترده
مدى السنين
أعلامُ مَن ركبُوا السفين ,.
نحو الغدِ الآتي
بصوتِ الساهرين والسادرين ,.
وَهِموا بما لا يستبين
في ظلِّ إبحارٍ حزين
نحو الكمين ,,!
***
(2)
** إن العالم العربي بحر بلا ماء كبحر العروض,,!
أبو الحسن الندوي
***
** وقف الخلقُ ينظُرون جميعاً
كيفَ أبني قواعد المجد وحدي
حافظ إبراهيم
***
** الوديان الفارغةُ لا تردُّ إلا الصدى، وواحدٌ من يتكلّم,.
حازم صاغيّه
***
3/1
** تمتد الحياةُ ,, ويتمادى الأحياءُ,.
* تختلط الصّوى ,.
* فردٌ يتجاوز,.
* نظام يحاسب,.
* مصلحون يفكرون,.
** وخطّاءون يكررون,, ويتكررون,,!
3/2
** هذه هي الحياةُ فلمَ التدفق ,,؟!
** وهؤلاء هم الأحياء فعلامَ التمزّق ,,؟!
** ومتى يقفُ الطريقُ ,,؟ وترسو المراكب والمواكب,,؟!
** متى يغادر النجمُ مساره فيتيهَ في المساءِ الصعب، ليؤوب في صباحِ الهوى,,؟!
***
(4)
** قد تبدو الأسئلةُ قلقةً غامضةً ، ذاتَ إطارٍ جدليّ، فلسفي، متناقض، فالعصرُ العربيُّ لا يحملُ أفكاراً، ولا يحتملُ تفكيراً، والساحةُ ملأى بالإجابات والمجيبين ممن يتطوَّعون ليحكموا بالنيابة، ويتحكموا بالقراءة وبالكتابة، ويحددوا مواعيد الحمل والولادة، ويُحاكموا ساعات الإشراق وساعات البلادة,,!
** الحكايةُ ليست مماحكة ، ففي العصر العربيِّ نحتاجُ أحياناً إلى أخذ الدروبِ المتعرّجة ، فالخطُّ المستقيم لا يصلُ بنا إلى الهدف، والالتواءُ سبيلٌ مشروع حين يُخيِّم الهُجوع ، فتتمايل الرُّءوسُ مع مَن يدنُو بها من مسافات الرِّضا المتواضع، والمصلحة العاجلة، والنوم الهادئ العميق,,!
***
(5)
** يعيش المجتمعُ الطبيعيُ حركةً دائبةً تُحيلُ مكوناتهِ إلى عمليات )Process( متصلة,, تنأى به عن الجمود والسكون والتقوقع,,!
** بخلاف ذلك يصبح المجتمعُ مختلفاً ومتخلفاً على حدٍّ سواء,, فالثباتُ منطقٌ دلالي حين يتخاطب مع الثوابت ، ولكنه منهج نُكوصيٌّ إذ يصبغُ لغة الفعل وآفاق التفاعل ,,!
** وقد استطاعت مجتمعاتٌ بتبني الحركةِ النفاذَ إلى استشراف التغيّر والتغيير مقدّمةً للحاق بالسباق الذي تخوضه الأمم الباحثة عن التطور ,,!
** وتقف مجتمعات أُخر في مواقعها حين يحجزُها الخوف من التغيير ومقاومته أو ربما رفضه فتقتعد مكاناً قصياً قانعةً بما تحقق، معرضةً عمّا يمكن أن يتحقق، وتكتشفُ دون أن تأبه أنها في مؤخرة القافلة ، ولا ضير من ذلك في مفاهيمها ما دامت في منأى عن استلهام دروب جديدةٍ تُضطرُّها للتعديل والتبديل، والحذف والإضافة، وشعارُها لنكن كما نحن ولنتجاوز ما يمكن أن يكون,,!
***
(6)
** يبلغ المدى برافضي أو مقاومي التغيير أو الخائفين منه إلى افتراض أن سلامةَ البناء رهنٌ ببقائهِ على حاله دون تحوير أو تطوير,, وهو ذاتهُ على سبيل المثال القريب ما شهده العالم في أثناء الانتخابات الرياسيّة الأميركية (عام 2000) حين وجد القانون المتقادم الذي كاد أن يوصل الولايات المتحدة إلى أزمةٍ دستورية من يحنُو عليه ويدافع عنه ويُصر على صلاحيته رغم ارتفاعِ الأصوات المنادية بضرورةِ إصلاحه ,,!
** وفي المقابل فثمة أنظمةٌ انتهت أو أوشكت، ولا تزال تتحكم بمستقبل الأجيال والآمال ، والسبب وجود محامين لها، أو منتفعين منها، أو وجلين من إبدالها,.
** ومَن يُتابع مشكلات الإدارة العربية بما فيها من طولٍ وبطءٍ في الإجراءات ، وسوءٍ وتداخل في التنظيم ، وتباين بين الخُطّة والتنفيذ ، ثم يدرك أن خُطى المعالجة متعثرة فإن الثقافة السائدة المتكئةُ على النسقِ الإرثي الماضويِّ مسؤولةٌ ومساءلةٌ عن التردُّد والتردي في هذا المسار الحيويّ المهم,.
** ذلكم جانب مهم مما يفرزه الجمود وفيه لمن تأمل جوانب أخرى أبعد شأواً، وإن شئتم أشد خطراً,,!
***
(7)
** وصل لينين إلى استحالةِ نقل التجربة الشيوعية إلى أوربا فاتجه إلى الشرق، وكتب حينها عن (آسيا المتقدمة وأوربا المتأخرة) معتمداً في نظرتهِ على مدى اقتراب الدول من حمل رايتهِ، فأضحى مفهوم التخلف والتطور مرتبطاً برؤيةٍ خاصةٍ تعكس مدى شعوره بنجاحه أو فشله,,!
** لم تجئ الأمور كما اشتهى، وما مرّ قرنٌ بعدُ حتى تداعى حلمُه وتكرر الحديث عن سقوط البناء إثر انهيار أساساته,, بعد انتهاج سياسة البيروسترويكا والغلاسنوسنت ,,!
***
(8)
** أشار إلياس كارنتي كما ينقل حازم صاغيّه إلى رموزٍ مهمةٍ في حياة الشعوب، فالبحرُ مثلاً هو رمز الإنجليز لأنهم به عبروا نحو العالم، وكذا فالخندقُ رمز الهولنديين ، حيث حماهم من الغزاة القادمين من جهة البحر، والغابات رمز الألمان ، والصحراء رمز يهود ، والثورة رمز الفرنسيين,,!
** لم يتحدث عما يُمكن أن يصلح رمزاً لبني يعرب، ولكنّ من يتأملُ أحوالهم منذ زمن مدركٌ لخاصيّة الثبات ومقاومة التغييرِ، والاستعصاء على عوامل التعرية والتجوية ,, فهل يصلح الصخرُ رمزاً عربياً ناطقاً؟!
***
(9)
** في سائدِ الثقافة العربية عناصرُ تفترضُ بقاء الرمز زمناً سرمدياً لا يزاحمُه موقعَه غيرُه ممن تجاوزُوه، فيظل الشاعرُ وحيداً، والناقد فريداً، والعالِمُ مميزاً، والمسؤولُ واحداً,, ويبقى الجمهورُ شاخصاً ببصره نحو أولاء مُعرضاً عن غيرهم، دون أن يُصدِّق أن في الأفق شعراء ونقاداً وعلماء ومسؤولين لم يستطيعوا النفاذ إلى عالم الضوء بسبب وجودِ من سدَّ الواجهة وألغى المواجهة ,,!
** هل ثم تفسيرٌ آخر لمثل هذه الظاهرة العجيبة التي نختلف بها عن أمم الأرض سوى الخوف من تبديل الرمز ، والتوجُّس من إبراز أسماءٍ جديدة ليس لها فيما يظنُّ طُهرُ وجمالُ وجلالُ رموزه العتيدة !
***
(10)
** أنشدنا حين كنا صغاراً وضمن محفوظاتنا المدرسية المبكرة :
* نحن الشباب لنا الغدُ
ومجدُه المخلّدُ,.
** ولا يزالُ كثيرون في جيلنا ينتظرون الغد والمجد وسيظلُّون حتى وإن أزف الهرم ، ودنا الرحيل ,,! وما أجمل التفاؤل,,!
** لم يقولوا إن مالكي الغد هم مالكو الأمس ،وإن المجدَ في الثقافة العربية حكايةٌ صوتيّة تتوارثُها الأجيال لتنام مطمئنةً على أنها عاشت وستموت في أمةٍ هي الماضي والحاضر والآتي، فلا داعي للقلق، ولا معنى للفَرَق (بفتح الفاء والراء)، فعن قريب سيبدو الفلق ,,!
***
(11)
** يردّنا الصّدى عن الصوت ، والصوتُ عن الفعل ، والفعل عن قراءتِه وتقويمه وتغييره ,,!
* لنا الغدُ كلاماً فلننعم ولنتجاهل الممارسات العربيّة التي تعيدُنا كُلَّ يومٍ إلى الوراء حتى نقفَ فعلاً في خَلف الخَلف,, ويكفينا أن يرددَ الجيلُ الناشئ:
** نحن الشباب لنا الغدُ
ومجدُهُ المخلّدُ,,,!
** إن توقفَ التاريخ في الحساب العربي عاملٌ فاصلٌ في رفض الجديد والتجديد ,, وإقناع السارين والسائرين وراءهما بانتظار الصبح ,, أليس الصبحُ بقريب؟!
** الوادي لا يستحيلُ جبلاً ,,!
***
تواصل
** الأخ الكريم سليمان بن مصلح:
سأعرضُ الرسالة على من شئت أو ربما على بعضهم,, متمنياً مزيداً من الإيضاح حول المحاضرة التي أشرتَ إليها,, أما المدينةُ (موضوع النقاش) فسوف تظلُّ في ذاكرة القلب، ومركز اللّب، وتكفي ريادتُها في الانفتاح الثقافي والاجتماعي مؤشراً على اختلافِها وتميُّزها، وفي أدبياتنا أن ليس يُرمى سوى مثمر الشجر ,,!
أليس كذلك,,؟!,, شكراً لمشاعرك,,!
Ibrturkia@HotMail.Com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved