أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th January,2001 العدد:10331الطبعةالاولـي الاربعاء 15 ,شوال 1421

مقـالات

مداد العقل
رسالة العمل التمثيلي
الدكتور سليمان الرحيلي
لكل عمل رسالة يريد صاحبه ايصالها الى المتلقين له ومن ثم ليس هو غوغائية وحركات بهلوانية أو اعتباطية تؤدى وإنما كل شيء هنا محسوب فالدقيقة هنا مكلفة وأوقات الناس ثمينة فهم يريدون ما هو مفيد بالمعنى الواسع للكلمة لتشمل هذه الفائدة تقديم موقف طريف يفيد في معالجة موقف آخر يتعدد بتعدد مجالات حياة المرء واستمراريتها أو ينتزع الابتسامة في وقت عزت أمام زحمة الحياة المعاصرة وثقل رتابتها.
وكذلك الجهة الراعية تريد أن تكون رسالتها في المجتمع سامية تكمل رسائل الجهات الأخرى نحوه أما أن تكون بعض جوانب تلك الأعمال أو رسالتها هزيلة فهذا ما لا يريده الجميع من جهات أو متلقين فمثلاً نجد بعض الأعمال المحلية المقدمة في ليالي هذا الشهر تصدم المتلقي بترديد مشاهد الكل يحاربها وهي التفحيط ونحن نعرف وندرك أن القصد في الحلقة الخاصة بها هو محاربتها إما أن تكون في مقدمة ذلك العمل كل ليلة فإنه أفسد ذلك الهدف ويؤدي الى الدعاية له وتكريره ومناقضة جهود الجهات الأخرى في محاربته والتحذير من عواقبه ناهيك عن الصورة التي يتركها عند الآخرين عن هذا المجتمع واسرافه في مباهج الحياة وسوء توظيفها وليس أدل على ذلك تكرار استخدام تلك السيارات الفارهة في مثل هذا المظهر السيئ, ولا يقل عن ذلك أن يقدم لنا أحد تلك الأعمال مرة مفهوما مقلوبا وهو أن العائلة المحلية العائشة في المدينة تنكر على أبنائها الأعمال المهنية وتصعق عندما تعلم أن أحد أبنائها يعمل ميكانيكيا بينما يرى ساكن القرية أن ذلك عادي بل أمر مطلوب فأي قلب هذا للمفاهيم في وقت تتضافر فيه الجهود من قبل الجهات التربوية والاعلامية بقيمة العمل المهني كأحد متطلبات التنمية والعصر ومن ثم حث الشباب على الاقبال عليه وكسر غربته التي طالت وتبوىء مكانه المناسب في ميادينه المختلفة, وأشياء أخرى حادت عن الصواب أو بالغت أو فشلت في تقديم البديل للعادة أو العرف الذي نريد انكاره لكن المقام هنا لا يتسع لذلك.
وأخيرا نريد أن نهمس كلمة لأصحاب تلك الأعمال وهي ان المجتمع في تشجيع العمل المحلي لا يعني انه سوف يتقبل كل عمل أو أنه تنازل عن العمل الابداعي عند الآخرين.
وكذلك تأتي هنا أهمية البعد عن المفهوم الغربي في مثل هذه الأعمال بحيث يكون هو الكاتب والممثل والمخرج أحيانا أو أن أحدهما يكتب وقريبه يخرج فالساحة المحلية والعربية مليئة بأعمال متميزة يمكن أن تنتقى وتحوَّل الى أعمال تلفزيونية تقدم الفائدة والمعالجة والترفيه في آن واحد بدل الفقر وضحالة الفكرة الذي تعيشه كثير من الأعمال.
وأخيرا فإن الافراط في عرض كثير من السلبيات ومحدودية علاجها في هذا العمل أو ذاك تؤدي الى نتائج عكسية نحو ترسيخ تلك السلبيات والتأثر بوسائلها وأدواتها, وقريبا من هذا الطرح الجنوح الى السخرية من فروق العادات والتقاليد بين شرائح أو بيئات المجتمع الواحد فهي وسيلة ممجوجة ومردودة لا تعكس إفلاسا في الطرح المميز فحسب وانما قصر نظر عن أبعاد مثل هذا الطرح.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved