أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 10th January,2001 العدد:10331الطبعةالاولـي الاربعاء 15 ,شوال 1421

المجتمـع

آثار الجوف شواهد على تاريخ عريق وتراث أثري!!
* الجوف إبراهيم الحميد
تعد منطقة الجوف إحدى أعظم مناطق المملكة غنى في تاريخها الذي يتجاوز عتبات الزمن القديم إلى أزمان غابرة تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامي والعصور الوسطى وصولا إلى التاريخ الحديث.
وتشير أعمال المسح الأثري إلى ان موقع الشويحطية في منطقة الجوف يعد أقدم مكان استوطنه الإنسان في الجزيرة العربية وتدل على ذلك الشواهد الأثرية التي تبين ان المنطقة عاشت عهودا من الازدهار التاريخي منذ العصر الاشوري والبابلي والذي يجيء فيهما بداية ذكر المنطقة في المصادر المدونة.
ولهذا تعد منطقة الجوف من أغنى مناطق المملكة بالتراث الأثري وذلك لقدم الاستيطان البشري وتدل على ذلك الآثار الموجودة التي تؤكد وجود حياة منظمة في هذه المنطقة منذ ما قبل التاريخ والمتمثلة في بعض المواقع التي تعود للعصر البالوليثي القديم والعصر النيوليثي كما يوجد في الموقع آثار الرجاجيل مجموعات من الأعمدة الحجرية التي تعود إلى العصر النحاسي في الألف الرابع قبل الميلاد.
وتعتبر قلعة مارد احد اهم المواقع الأثرية في المملكة من حيث عراقة تاريخها الذي يعود إلى أكثر من ألفي عام كما يعد مسجد عمر بدومة الجندل بمئذنته الفريدة من أبرز الآثار الإسلامية في الجزيرة العربية، وهنا اطلالة مختصرة على أهم آثار المنطقة:
موقع الشويحطية
يؤكد الآثاريون على ان موقع الشويحطية شمال سكاكا هو اقدم مكان استوطن فيه الإنسان في الجزيرة العربية وهو ما أكدته الأعمال الاثرية التي تمت في الموقع، وقد عثر على بعض القطع التي تعود إلى حقبة العصر الحجري القديم التي ترجع إلى فترة ما قبل مليون عام.
أعمدة الرجاجيل
ان اقدم المواقع الاثرية التي تعود للألف الرابع قبل الميلاد في المنطقة هي اعمدة الرجاجيل والتي تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة سكاكا ويوجد بها خمسون مجموعة من الأعمدة الحجرية المنتصبة والمسماة بالرجاجيل في دائرة كبيرة غير منتظمة يبلغ نصف قطرها اربعمائة متر تقريبا,, ويقول بعض الآثاريين انها ربما تعود لمعبد او قصر قديم إلا انه لم يتم القيام بحفريات تكشف اسرار الموقع الذي يعود للألف الرابع قبل الميلاد.
مدينة دومة الجندل القديمة وقلعة مارد
يرجع تاريخ مدينة دومة الجندل وقلعة مارد إلى اكثر من ألفي عام عندما ورد ذكرها في مدونات من العصر الاشوري خصوصا ان هناك نصوصا مكتوبة ومفصلة تتحدث عن الجوف وتعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد وتحدثت تلك النصوص عن مدينة دومة الجندل بوصفها مقرا لعدد من الملكات العربيات مثل تلخونو وتبؤة وتارابوا وزبيبة وسمسي حتى ان بليس الثالث 744 727ق,م وسرجون الثاني 721 705ق,م في ذكرهما للجزية التي ارسلها لهما ملوك الدول المجاورة يضعان الملكة سمسي على مستوى واحد مع فرعون مصر وآن آمار السبئي,, وهذا المركز الرفيع الذي تبوأته دومة الجندل يمكن ان يفسره القول بأن بعض الآلهة مثل دلبات، واشتار اتارسامين كانت لهما تبعية وامتياز عظيمين في شمال الجزيرة العربية في ذلك الوقت ولكن النصوص لم تحدد الزمن الذي بنيت فيه قلعة مارد او من قام ببنائها.
ويذكر الرحالة الويس موسيل 1909م ان الملكة سمسي ملكة دومة الجندل قد اثارت نقمة الحاكم الاشوري بليس الثالث 732ق,م بعد مساعدتها لملك دمشق ضد الاشوريين فما كان منه إلا ان جهز حملة عسكرية لاخضاع الملكة العربية وقد ذكر النص الاشوري ان الملكة سمسي قد اصيبت بخسائر فادحة جدا مشيرا إلى ان خسائرها بلغت ألفاً ومائة رجل وثلاثين ألف جمل وعشرين ألفاً من الماشية، وقد دعم خبر الانتصار هذا بأن صور على اللوح الذي ورد فيه الخبر منظر فارسين اشوريين يحملان رمحين ويتعقبان اعرابيا راكبا جملا وتحت اعقاب الفارسين وأمامهما جثث الاعراب الذين قتلوا في المعارك.
وقد ذكر ان الاشوريين وجهوا اهتمامهم إلى دومة الجندل مرة اخرى حينما هاجم الملك سنحاريب دومة الجندل سنة 689 قبل الميلاد كما هاجم البابليون المدينة كالهجوم الذي شنه الملك البابلي نبوخذ نصر على قبيلة قيدار والهجوم الذي شنه الملك البابلي نابونيد 556/539 قبل الميلاد على دومة الجندل في السنة الثالثة من حكمه.
ويذكر الأمير عبدالرحمن السديري في كتابه الجوف وادي النفاخ ان الملكة العربية الشهيرة زنوبيا التي حكمت تدمر بين 267 و272م قد غزت دومة الجندل لكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن من اقتحامها فعادت من حيث اتت وقالت قولتها الشهيرة تمرد مارد وعز الابلق .
وقصر مارد عبارة عن قلعة مسورة تنتصب على مرتفع يطل على مدينة دومة الجندل القديمة واعيد بناء بعض اجزائها إلا ان القسم الأكبر منها ظل على حالته منذ إنشائها في قديم الزمان.
وفي كتابه في شمال غرب الجزيرة العربية قال علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمة الله عن حصن مارد لقد تجولت بكل ما يحيط بالحصن من بنايات فشاهدت ان هذا الحصن يقع على جبل او تل صخري بمعنى اصح يطل على الجوف من الجهة الغربية ممتدا نحو الشرق حيث تقع شرقه وشماله ارض منخفضة تنتشر فيها بساتين البلد وبعض قصوره القديمة وتقع بجوار الحصن,, والحصن يسيطر على الأمكنة الواقعة حول الجوف بحيث يشاهد كل من يقدم إليه من أي جهة من مسافات بعيدة، والحصن مرتفع ارتفاعا شاهقا وهو مبني من الصخر القوي .
وأشار الدكتور جواد علي في كتابه المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام إلى وجود كتابات ثمودية يظهر عليها اثر عبادة صلم وقال ان مدينة تيماء كانت من أهم الأماكن التي كانت تقدس هذا الوثن حوالي سنة 600 قبل الميلاد ويرمز اهل تيماء إلى صلم برأس ثور، ووجد هذا الرمز على النقش الروماني الذي عثر عليه في دومة الجندل.
سور دومة الجندل
وكان يحيط بالمدينة القديمة وقد بني من حجارة الجندل الصلبة وتبلغ سماكته مترا واحدا وارتفاعه يصل إلى خمسة أمتار ويشير الدكتور خليل المعيقل في كتابه الآثار والكتابات النبطية في منطقة الجوف إلى ان فترة بناء السور تشير إلى الفترة النبطية مشيرا إلى ان فترة بنائه لابد ان تكون في وجود سلطة محلية قوية وموارد مالية كبيرة.
مسجد عمر بن الخطاب
وهو أحد المواقع الأثرية في منطقة الجوف والذي ينسب بناؤه إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويتميز بمئذنته الفريدة من نوعها في الجزيرة العربية والتي يقول بعض المؤرخين تعد من المآذن المبكرة ويعدها آخرون اول مئذنة في الإسلام وقد وصفها احد الرحالة الذين زاروا المنطقة في القرن التاسع عشر انها تشبه المسلة ولها ارتفاع خمسة عشر مترا وقد اعيد ترميم بناء المسجد مؤخرا إلا ان المئذنة بقيت محافظة على شكلها منذ ان بنيت قديما.
بلدة الطوير القديمة لقطة
ويوجد فيها بقايا سور قديم وتم العثور على خزفيات تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.
قلعة الطوير
وهي بناء من الحجر والطين فوق جبل في قرية الطوير ويوجد عليها عدد من النقوش الثمودية والنبطية والرسوم.
بئر سيسرا
وبئر سيسرا بئر أثرية منحوتة في الصخر يعتقد ان اسمها يعود لأحد سكان المنطقة القدماء الذين عادوا اليهود واسمه سيسرا، يذكر سيسرا في بعض المصادر المسيحية واليهودية على انه أحد أعداء اليهود,, وتتميز البئر بوجود درج منحوت في الصخر، كما ان فيها نفقا يصل إلى خارج المدينة.
قلعة زعبل
وتقع هذه القلعة على رأس جبل شديد الانحدار في الطرف الشمالي الغربي لمدينة سكاكا وهو عبارة عن سور مبني من الحجر والطين وله اربعة ابراج في زواياه، ويتم الوصول إلى القلعة عبر طريق وحيد ومتعرج وقد وقفت القلعة حامية للمدينة ردحا من الزمن بسبب قوة تحصيناتها وصعوبة الوصول إليها.
قصر كاف وتل الصعيدي
يعتبر قصر كاف أحد القصور القديمة الذي اعيد بناؤه في اواسط القرن الهجري الماضي على أنقاض قصر قديم قبل توحيد المملكة ويدل على ذلك وجود بعض النقوش والرسوم على حجارة القصر التي لا تنتمي إلى فترة بنائه المتأخرة.
أما تل الصعيدي فيشرف على بلدة كاف وتوجد على قمته ابراج وفي وسطه صهريج للماء.
قصر المذهن
وهو بناء من الحجارة السوداء، وفيها بعض النقوش التي تؤكد ان القصر مبني على انقاض بناء قديم ويعتقد ان البناء الأخير يعود للعصور الإسلامية المبكرة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved