أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th January,2001 العدد:10333الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شوال 1421

الثقافية

مقالة
خلق الأرضية الثقافية أسلوباً ونتيجة!!
لا معنى لكلمة ثقافة حين تتقاذفها الالسن كلعبة لفظية متعددة المداخل، واللاعبون في رحابها يتطاولون صفات المهارة والحذق كي يفوزوا بقصب السبق طولاً أو عرضاً او هما معاً لنيلها جامعة او مجزأة,, وتتداخل الرؤية ويختلط الحابل بالنابل حينما يرتج على الرقيب، أو قل الحكم، من السبق، أو الاسبقون ومن صاحب الرقم القياسي بين الفائزين, والمتفرج في هذه الحالة اي من هو خارج اللعبة يرى ويعجب, فالمسألة ليست من البساطة في شيء وعمر المرء الثقافي قد لا يقاس بعمره الزمني لأن التكوين العقلي وسلامة الادراك والرؤية في اي مجال من مجالات الحياة يخضع لاعتبارات تتفاوت قوة وضعفا بحسب ما تمليه ظروف التربية اصلاً وعلى ضوء جدول زمني مفترض قد يبدأ بداية منطقية اي منذ الصغر متدرجاً إلى الكبر, وقد يبدأ مع تجربة مؤسسة على النضج وحسن التوقيع وقد يبدأ أيضاً بفعل الحاجة ثم يتأصل بأوبة مؤزرة بالاستعداد الفطري الكامن وهكذا, والمتطلع الى هذه المسارات أو المحاور الاساسية لعملية البناء الثقافي نظرية كانت أو تطبيقية يلمس تخليقاً منهجياً يتدرج في بدايته بسيطاً ثم ينتهي مركباً عميقاً وعلى مستوى الانتاج الفكري المنطلق يبهت القارئ (المتابع) من فعل أقلام ذات مستويات ابداعية تتكامل عناصر انتاجها الفنية مع العناصر الموضوعية للفكرة لتنتهي بالقارئ إلى نتيجة معقولة هي حصيلة النظرة العامة زاخرة بالسعة والاحاطة كشريحة اولى مروراً بالمعالجة المتمثلة في الاحتمالات كشريحة ثانية ثم قمة الابداع التي تبلور نظرة الكاتب الموثوقة من قبل هذا القارئ أو ذاك وهي المبنية أبداً على مثاليتيهما كطرفين متلازمين يحترم كل منهما الآخر ويدفعه نحو الايجابية وقوة العطاء, في محيط الاكاديميات العلمية توازي خطوط البناء المنهجي وزن الفكرة العلمي بل وأحيانا في بعض من هذه الاكاديميات يتفوق تأصيل المنهج ذاته كقالب رئيسي على ما قد يصبه الباحث في ثناياه من أفكار ومعلومات انطلاقاً من أن بناء المنهج علم قائم له اصوله وله قواعده وله مميزاته وبقدر المعرفة العلمية والثقافية في بنائه بقدر ما يكون بامكان الكاتب أو الباحث او الدارس اقناع القارئ بقيمة انتاجه في أي مجال موضوعي كان.
من هنا فإن مشكلة الكاتب في جل احواله وما ينعكس على القارئ في كل الاحوال معاناة الفكرة اسلوبا ونتيجة فقد يكون بمقدوري مثلاً تصور ما أعانيه عداً او تحليلاً بكل ما تحققه القناعات من منطق وصدق ولكن الصعوبة تكمن في اقناع الآخرين واعتبارهم ومتى ما توصلت إلى مرحلة الرضى عما انتجه خدمة للقارئ وهو الحكم الأول والأخير كان لي مبرر البقاء وتعميق الصلة واستمرارها وهذا في ذهني ما يؤدي إلى ثمرة طالما تمناها الكاتب وعمل على تحقيقها ألا وهي ايجاد القارئ الجيّد!!
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved