أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th January,2001 العدد:10333الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شوال 1421

متابعة

رحلتي مع ابن عثيمين رحمه الله
في رمضان عام 1420ه أردت الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة على الطائرة من مطار القصيم الاقليمي وكان وقت إقلاع الطائرة بعد صلاة المغرب فأفطرنا في المطار وكان معي ثلاثة من الزملاء وثم ذهبنا إلى مسجد المطار وإذا الناس واقفون لأداء الصلاة، ولم يتقدم منهم أحد فسألنا أحد المأمومين فقال الشيخ ابن عثيمين موجود ثم قدموا أحد زملائي فكبر للصلاة، وإذا الشيخ يأتي ويصلي معنا، وكلنا فرح بأنه سوف يرافقنا بالطائرة، وبعد انتهاء الصلاة قام ليصلي العشاء فقمنا وصلينا خلفه واجتمع عليه الناس للسلام عليه، ثم أتى موعد إقلاع الطائرة فكنا نتمنى الجلوس بجانبه فلما جلسنا في مقاعدنا بالطائرة وإذا بالشيخ يأتي يبحث عن مكانه فقلت يا شيخ تعال هنا لمكان بجانبي فقال: أريد هنا يشير لمكان زميلي فقلنا : الذي تريده ثم جلس عند النافذة وبدأ ينظر في تعليمات الطائرة الموضحة في شاشة العرض وكان لابسا ثوبه وغترته ومشلحه ولابس تحتهما الإزار لكي يسهل له الإحرام عند محاذاة الميقات فبدأ الناس يسألونه قبل إقلاع الطائرة وبعدها وكنت بجانبه فكنت أسأله عن مسائل كثيرة والحمد لله فسألني هو أيضا عن قبيلتي ومسكني وكان يعرفهما فقرأ دعاء السفر وبإقلاع الطائرة أخذ يحمد الله ويثني عليه ثم أخذ في المداعبة معنا لما أتوا للكل بوجبة الإفطار يسمونها وجبة الإفطار، وهي بعد الصلاة ثم ما زلنا في أحسن وأمتع رحلة في حياتنا مع فضيلته، ولما قربنا من الميقات خلع مشلحه وملابسه، وكان لابسا لإزار الإحرام فأخذت حقيبته باستئذانه لكي أجعل فيها ملابسه وأخرج له الرداء فلبس ثياب الإحرام فقال لنا: هل نويتم الدخول في الإحرام وكان ذلك قبل الميقات فقلنا لا: فأخرج الطيب وطيَّب رأسه ولحيته، وكذلك رؤوسنا وقال: لا يمس ثياب الإحرام منه شيء، فلما حاذينا الميقات رفع صوته بالتلبية، فلما توقفت الطائرة بالمطار الدولي في جدة قلنا له: نطلب منك ان نذهب سويا إلى مكة، وكان الشيخ لوحده فقال أنا سوف أنام في جدة وغداً إن شاء الله سوف أدخل مكة ثم قال لنا: لنمكث حتى ينزل اكثر أهل الطائرة فلما انتهوا قام وقمنا وحملت حقيبته وكنت بجانبه، ثم ذهبنا خلفه وكل من مر سلم عليه وتبسم له الشيخ بوجه طلق، فلما نزلنا في أرض المطار إذا بسيارة عند سلم الطائرة تستقبله ونحن سوف نذهب مع النقل ومن ثم إلى مكة فقبلنا رأسه وسألناه الدعاء وودعناه.
حق على كل مسلم أن يدعو للشيخ وانظر إلى الذين يتوفون من غير أهل الصلاح والدين هل يبكى عليهم لقد مات الشيخ فلا نامت أعين الجبناء من أفراخ العلمانية والعقلانية الذين يريدون الفساد في الأرض إنه لأن تموت قبيلة بأسرها أخف من موت عالم، فموت العالم ثلمة لا تسد وذهاب العلم بموت العلماء، وللذين فرحوا بموت الشيخ والذين يظهرون الحزن وهم فرحون من أراذل القوم الذي يعلمون ان الشيخ كان حصناً امام ما يريدون فعله وتطبيقه قل موتوا بغيظكم،عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين رحمك الله يا شيخنا، وجعل جنان الخلد مثوانا وإياك إنا لله وإنا إليه راجعون .


فكلما اندملت جراح او جعت
جدت جراح في الفؤاد عواتيا
واليوم ثار الجرح في مبرحاً
وتحرك الزلزال أحشائياً
قالوا لنا: الشيخ المجاهد جاءه
امر السماء وكان أمرا ماضياً
علامة ا لإسلام فارق أرضنا
ليصير في كنف المهيمن راضياً
رحل المحدث تاركا في إثره
للسنة الغراء صرحاً عالياً

خالد بن سليمان الربعي
القصيم بلدة الشفة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved