أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th January,2001 العدد:10333الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شوال 1421

متابعة

فقد جلل ومصاب عظيم
عزيزتي الجزيرة
الحمد لله القائل (وما كان لنفس أن تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا,,) الاية
وقال تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون).
لقد فجعت الامة الاسلامية قاطبة في انحاء المعمورة في مشارقها ومغاربها بفقد جلل ومصاب عظيم الا وهو فراق عالم الامة وامام من أئمة السنة وحيد عصره ودهره ذلكم هو محمد بن صالح بن عثيمين أسكنه الله فسيح جناته وألهم اهله وذويه والامة الاسلامية الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
كان - رحمه الله - تعالى من الاعلام الثقات في زمانه المبرزين في علمهم جمع الله له بين العلم والورع والسماحة وبذل المعروف وقضاء جوائج الناس كان - رحمه الله - من دعاة الخير والحق على منهج السلف الصالح منهج اهل السنة والجماعة، وكان مشعل خير للأمة اضاء لهم الطريق وكان يملك من العلم والحلم والتحقيق والتدقيق في المسائل ماتعجز عنه فحول الرجال كان يتحين الفرص للدعوة فيدعو بما يراه مناسبا حتى اسر القلوب بمواعظه وعلمه، واحبه القاصي والداني وكان له أسلوبا مؤثرا ومباركا ولذا بارك الله فيه وفي وقته واصبحت اعماله وافعاله في شرق الارض وغربها ولم يترك بابا الا ولجه بالدعوة ويعتبر -رحمه الله- من القلة المحققين حتى صارت فتاواه هي حديث الناس واذا صدرت منه الفتوى اطمأنت لها القلوب حتى صار لها صدى واسعا في دول آسيا وافريقيا ولذلك صار - رحمه الله - تعالى من نوادر عصره لما جمع الله له من العقل ونبذ الحسد والبعد عن الخلاف وكان -رحمه الله - تعالى امة وحده مطلعا على احوال العالم الاسلامي يتتبع قضاياهم وهمومهم وله صلة قوية بالدعاة من خارج هذه البلاد وداخلها, ولقد نفع الله به نفعا عظيما سواء في حلقات التدريس ام في المحاضرات في جامعة الامام والمدارس والهيئات ام في نصحه وارشاده في كل مناسبة يراها محب لولاة امر هذه البلاد ناصحا لهم وعونا لهم على كل خير كان -رحمه الله- مثالا في التواضع والسماحة والكرم والايثار والزهد , كان رحمه الله يسعى حثيثا لتحقيق المطالب وتفريج الكربات والشفاعة الحسنة وان املنا بالله ثم في بقية الصفوة من علمائنا الاجلاء ان يكونوا خير خلف لخير سلف وبلادنا ولله الحمد مليئة بآمال هؤلاء.
ولا شك انه:


وهي الجزيرة امر لا عزاء له
هوى له احد وانهد ثهلان

وعزاؤنا في هذا المصاب الجلل والخطب الجسيم في جانب الله ان يجمعنا الله واياه في دار كرامته وان يرحم شيخنا واستاذنا ووالدنا ويعلي درجاته في جنات النعيم، وان يحسن له المثوبة ويحسن لنا الخلف عنه وهو حسبنا ونعم الوكيل.
عبدالعزيز بن محمد الفنيسان
المعهد العلمي في محافظة الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved