أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 12th January,2001 العدد:10333الطبعةالاولـي الجمعة 17 ,شوال 1421

متابعة

وداع في خيمة الحب
هذه الخيمة منصوبة على الوفاء والمودة، خيمة رفيعة العماد، ثابتة الأوتاد، فسيحة الابعاد، خيمة نُسِجت من خيوط المودة والحب في ا لله وحسبك بها خيوطاً لا يُخلقها تعاقب الاعوام.
في خيمة الحب كان اللقاء مع شيخنا الحبيب محمد بن صالح بن عثيمين يرحمه الله اللقاء الذي لا تعكّره الدنيا الفانية بشأن من شؤونها أبداً، ولهذا كان لقاءً متميزاً، فهو لقاء العلم والفقه، والنصيحة والارشاد، لقاء الكلمة الطيبة، والعمل الصالح، والحكمة والموعظة الحسنة، لقاء التواضع والتناصح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
لهذا كله كانت خيمة الحب عظيمة راسخة، ولهذا كانت تلك القصيدة التي كتبتها قبل شهر - تقريباً - بعنوان في خيمة الحب.


ورأيتُ واحات القصيم فما رأت
عيناي الا منزلي ومكاني
في خيمة الحب التقنيا، مثلما
تلقى منابعَ ضوئها العينان
يا شيخُ ما انتم لأمتنا سوى
نبعٍ يزيل غشاوة الظمآن

نعم,, في هذه الخيمة الرائعة التقينا مع شيخنا الراحل، وفي هذه الخيمة وقفنا مودعين له، وياله من وداعٍ حزين.
وداع حزين؟ إي وربي لان الفراق بعده طويل، ولاننا لا نحظى بعده بجلسة مباشرة في خيمة الحب مع شيخنا الجليل ابن عثيمين الذي ودع هذه الدنيا وداع العلماء الاجلاء الذين سكنوا في قلوب الناس ولاشك ان وراء هذا القبول الذي حظي به شيخنا الجليل يرحمه الله اخلاصاً - كما نحسب ذلك - وقد عُرف عن ابي عبدالله من تعهد النفس بالاخلاص وصلاح النية ما يصلح ان يكون قدوة تُحتذى، ومثلاً يُضرب للاجيال، ناهيك عن علمه الغزير، وصدقه في القول، ودقته في فتاواه مما جعل ثقة المسلمين به في انحاء العالم كبيرة، وتسليمهم بمعظم ما يقول وما يقدم من الآراء جلياً.
الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين يرحمه الله علم من اعلام المسلمين في عصرنا هذا ودعنا وداع الكرماء، وفارقنا فراق العظماء، وإنا لنرجو الله عز وجل ان يتغمده برحمته وان يجمعنا به في جنات النعيم.


ماذا تقول لقد جرحت فؤادي
وقد حت من ألمي احر زناد
ماذا تقول لقد اثرت مواجعي
ونثرت في عيني جمر سهاد
رفقاً بقلبي ايها الناعي فقد
ألقيت غصن الشوك فوق وسادي
وسكبت في ظلمات ليلي مثلها
الماً، يضاعف حرقة الاكباد
مات الحبيب اراك حين نقلتها
أذكيت نار الحزن بالإيقاد
رفقاً بوجدان المحب فإنني
بشر وماحسّي بحس جماد
مات الحبيب لو استطعت مسحتُها
وكتبت نصاً يلتقي بمرادي
يا خيمة الحب التي نصبت على
تَلّ الوفاء وثيقةَ الأوتاد
فيها التقينا منذ ان سمعت على
ارض المودة حمحمات جوادي
منذ استمعت الى حديث معلم
ووعيت معنى الوعظ والارشاد
منذ استقرت في مسامع لهفتي
نبرات صوت بالصلاح ينادي
سأظل القى فيك حكمة شيخنا
وجلال منطقه وصدق وداد
مازال حياً في مآثر علمه
والعلم نبراس العقول الهادي

وداعاً يا شيخنا الجليل وداع الاحباب، ولقاءً باذن الله - عند رب العالمين في جنات النعيم.
عبدالرحمن صالح العشماوي

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved