أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 13th January,2001 العدد:10334الطبعةالاولـي السبت 18 ,شوال 1421

الثقافية

الغربال
أ,د, عبدالله بن محمد أبوداهش
لعل مما يستحسن الوقوف عنده في هذا الغربال قصيدة القاضي السيد عز الدين بن علي بن الحسن النعمي 1032 ,,,ه احد الشعراء المغمورين في القرن الحادي عشر الهجري من شعراء المخلاف السليماني بتهامة، والتي أنشأها حين ذهب بصره وخشي انقطاع معاشه سنة 1082ه وقد كان من قبل ذلك قاضيا للحج، يقول:


اليك يداً ذا العرش من متظلم
رمته قسيُّ البين من غير ظالم
يمد يداً منه ويبسط أنملا
(يبوح) بشكوى من أسى وجرائم
ومن عقد انت اللطيف بحلها
وما نفثت فيها ذوات التمائم
تبصرت الأيام مني خلسة
فصالت على جسمي برمح وصارم
وأشلت على صرمي بنيها تعمدا
فعفت بديوان الصلات معالمي

***


يرد مشير السوء عن مقعد الندى
ذميما ومن يسعى بقطع الفلاصم
فعطفا أمير المؤمنين كريمة
وأكرمها عادت اهل المواسم
لهم كل عام منك سيب الى منى
بمحكم ديوان جزيل المغانم
وقد كان لي فيه عطاء مخلد
برسم كريم رازق غير حارم
فان يكن الأمر الذي أضحت به
عيوني في قلبي محا اسمي وخاتمي
وألقى عن الظهر النحيف علائقا
لفصل القضا والرسم مفروض حاكم
فهبه فهلّا كان في سعة الندى
لفاقد عينيه إقالة راحم
واجراء مالي من نوال مدفتر
تخبُّ به نحوي حداة الرواسم
وماراش ذو سهم سهام ابن حرة
بريش اخيه من حديث وقادم

قلت: انظر اليه ولواعج الحزن عليه ظاهرة لم يشأ ان يبخس ايمانه بشيء من دواعي الرجاء الغالي لغير الله، فيسأل المخلوقين من دون الله او يجعلهم سببا في تحقيق مرامه، وانما صرف حواسه في دعائه نحو من يستحق الدعاء وتعول عليه الاجابة، حيث أقبل الى الله سبحانه وبسط راحتيه في دعائه نحوه,ولا غرو فرثاء البصر نادر في أدب الجزيرة العربية، بل هو قليل في أدبنا العربي اذا ما قيس بغيره من الألوان الشعرية الاخرى، ومثله يستحق الوقوف والدراسة، فهو أدب انساني يزيد في الايمان، ويدل على حياة الناس في البيئات الاجتماعية المختلفة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved