أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 13th January,2001 العدد:10334الطبعةالاولـي السبت 18 ,شوال 1421

متابعة

ثلمة لن تسد
أصاب الأمة خطب عظيم ومصيبة كبرى أخرست أفواه الكثيرين وألجمت عبارات الأدباء وكمدت قرائح الشعراء، انفرط العقد وتناثرت حباته بوداع الثمرة اليانعة والنخلة الباسقة شيخ الأمة وحبرها وعالمها العلامة الشيخ الهمام محمد بن صالح العثيمين عليه رحمة الله الواسعة لقد حيّ حياة عزيزة ملؤها العلم والورع والزهد والخشوع والبذل والتضحية والاحتساب عَلِمَ فعلَّم ووجه وأرشد وخطب ووعظ وفقه واجتهد وأفتى وألف ونشر العلم في البقاع وامتلأت بذكره وعلومه الأصقاع والرقاع لم يبخل بوقته وبذل جاهه ووسعه وزهد في الدنيا وراحة العيش, آثر الآخرة على الدنيا الزائلة لم تخضعه الأمور، ولم يكن بدنيانا بمفتون، بعلمه فاق الأقران وباجتهاده أخرس المتعالمين وبابتسامته أمال اليه قلوب الغافلين والمتعامين, حجة في زمانه وعصره, بحر في علمه وفقهه أذهل المستمعين وأطرق لحجته المجتهدون رحمك الله يا نهج الأنبياء والصالحين ويا سليل المبتلَين, نِعمَ الصبر يا شيخ المسلمين وواحة الموحدين وإمام العارفين في زمن الفاتنين والمفتونين, سيبكي فقدك كل شيء فالإمتاع في الممتع امتنع وشكا فقدك الجامع وجزع, ومنارته السامقة الوفية للقياه في شوق وطمع.
وطالب العلم يدلف الباب ممسكا بكتابه قد ساقه الوجد والولع لشيخه حتى خلت البقعة وساده الفزع.
انا لله وإنا إليه راجعون, حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.
إن التحدث عن سيرة العلماء جدير والاقتداء بهم بما شرعه الله أمر على من يسره الله عليه يسير.
لقد مضى خلال أقل من سنتين علماء جهابذة وورثة للانبياء على قدر من الصفات قارعت عنان السماء عالية,
إن العقد انفرط نظامه وتتابعت حباته وإن الأجدر بنا ان نستفيد من السير العطرة لأمثال هؤلاء العلماء فهناك نرى أمامنا قدوة في العلم وقمة في البذل وتضحية بالصحة والراحة وايثارا ووفاء وايمانا وصدقا وبركة في الوقت والمال وسيلا مدرارا من العواطف والمواهب وصبرا عظيما.
عدة لمن يدرك وجلد على الطاعة وصدق في المعاملة ومحبة لله ومحبة من الناس وقبول في الارض وشوق ومحبة في السماء إن شاء الله.
اين نحن من تلك الصفات الحميدة أليس الاجدر بنا الأخذ بها ولو من بعضها ولو محاكاة لعلنا نتدارك برحمة الله سبحانه,
إن الشيخ العثيمين رحمه الله من المدارس التربوية والعلمية التي آتت ثمارها جيداً وتخرج من اروقتها علماء أفذاذ وطلبة العلم البارعون نسأل الله جلت قدرته ان يطرح فيهم البركة وأن يكونوا خير خلف لخير سلف وأن يؤدوا الأمانة التي أعطاهم الله إياها بنفع الأمة وبذل العلم والوسع ونشر الفتوى واشاعة الحب والمودة وان يكون لكثير من الاخوة ممن يفقدون الابتسامة ان يكون لهم في الشيخ قدوة فالابتسامة دعوة صامتة ودعوة بالقدوة, فحقاً وحقاً وحقاً قد ثلمت من الاسلام ثلمة.


اذا ما مات ذو علم وتقوى
فقد ثلمت من الاسلام ثلمه

أحسن الله عزاء الجميع والهمنا واخواننا المسلمين واسرة الشيخ وطلابه ومنبره ومجلسه الصبر والسلوان, وأخلفنا خيراً.
اللهم ارفع درجة شيخنا في المهديين واخلفه في عقبه في الآخرين واجعلنا وإياه من ورثة جنة النعيم ووالدينا ووالديهم وعلماءنا واخواننا المسلمين آمين.
محمد الغفيص
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved