أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 13th January,2001 العدد:10334الطبعةالاولـي السبت 18 ,شوال 1421

متابعة

وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون
ابراهيم بن سعد الماجد
وإذا أتتك مصيبة تشجى بها
فاذكر مصابك بالنبي محمدِ

ورحل العالم الجليل، والشيخ الورع، والناصح الأمين محمد بن صالح بن عثيمين تاركا فراغاً عظيما يصعب سده, لما كان يتمتع به رحمه الله من صفات قل ان توجد في سواه, فالعلم الغزير صفة من أعظم صفاته والورع منذ نعومة اظفاره هو ديدنه تقياً نقياً عادلاً في حكمه مع خصومه منصفاً من نفسه لا يرضى ان يأخذ حقاً له إذا احس انه قصر في أداء ذلك العمل ولو كان بسيطاً قصص تروى تصل الى الخيال في أحايين كثيرة وهي حقا مؤكدة.
مواقفه مع ولاة الأمر مشهودة ومعروفة يعطي كل ذي حق حقه فكما للعلماء من قدر ومكانة فلولاة الامر المكانة والطاعة فيما يرضي الله فأحبه قادة هذه البلاد وقدّروه واستمعوا الى نصحه لما يعلمون عنه من حب للخير ونصرة للاسلام وقادة هذه البلاد الذين هم حماة حمى الاسلام,, ان الحديث عن الفاجعة التي حلت بهذه الامة بفقد هذا العلم العالم الجليل يصعب التعبير عنها بالكلمات والابيات فلا الكلمات ستوفيه حقه ولا القصائد ستعبر عما يُكن لهذا الرجل الفاضل الزاهد من حب ليس في هذه البلاد وحدها وانما حيثما اتجهت ستجد له محبين فلماذا هذا الحب يا ترى؟ ان هذا الحب لاشك انه من عند الله,, (لو انفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم,,,) من عند الله,, إذاً هناك سبب آخر بينه وبين الله عز وجل والإجابة بكل بساطة ان شيخنا مخلص عمله لله وحده لا رياء ولا سمعة,, لا يتقرب بقوله ولا بعمله لاي كائن كان علا أو نزل.
مساء يوم الاربعاء لم يكن ككل المساءات لقد ضجت البيوت في انحاء بلادنا عند سماع نبأ وفاته رحمه الله وصل خبر وفاته بعد خروج روحه بدقائق معدودة لانحاء كثيرة من المملكة قبل الاعلان الرسمي فكان للهواتف رنين ممزوج بالحزن ولو كانت قادرة على البكاء لبكت.
هل نبكيك ام نبكي حالنا,,؟ رحلت الى رب غفور كريم مقدما عملاً متوجاً بإخلاص فشهد ويشهد كل من عرفك او سمعك او قرأ كتبك بهذا الاخلاص.
البكاء عليك كما كان على من سبقك من علماء ربانيين مهما انهمر يبقى قليلاً فبكم وأمثالكم أنار الله السبل وحمى الاوطان والاعراض والأموال فالعلماء ورثة الأنبياء.
ونحن نودعك ونواريك الثرى نعزي انفسنا بهذا الإرث العظيم الذي خلفته لنا إرث في شؤون الحياة كلها,, حديثها وقديمها,, ونعلم ان لا صفاء دائم في هذه الدنيا.


الا تلك المسرة لا تدوم
ولا يبقى على الدهر النعيم
نبكيك ونبكيك وعلى مثلك فليجُد الدمع
كذا فليجل الخطبُ وليفدح الأمر
فليس لعين لم يفض ماؤها عذرُ
توفيت الآمال بعد محمدٍ
وأصبح في شغل عن السَّفَر السَّفرُ

لقد عانيت يرحمك الله معاناة شديدة مع الأوجاع ومع ذلك أبيت الا ان تعطي وتعطي حتى وأنت على فراش المرض,, في الحرم المكي كان في تواصل مع المسلمين من خلال الاتصال الهاتفي حتى آخر ليلة من شهر رمضان لم يكن قادراً على الحراك أو استقبال الناس ومع كل هذا أبى الا ان يؤدي رسالته.
وأنت تمضي الى ربك كأنني اسمع كل قبر يتمنى انك فيه.


مضى طاهر الأثواب لم تبق روضة
غداة ثوى الا اشتهت أنها قبرُ

فالى الملتقى (برحمة الله) في جنة عرضها السموات والأرض.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved