أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th January,2001 العدد:10335الطبعةالاولـي الأحد 19 ,شوال 1421

متابعة

في سِردَابِ الحُزنِ
دَفقةُ حُزنِ على معلِّمنا فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته.


لا لا تقُل إني سئِمتُ حياتي
لا لا تقُل عُدنا إلى النَّكباتِ
لا يَا أخي هذا قضاءُ إلهِنِا
فَلتدعُهُ يُعلِي لهَ الدرجاتِ
لا يَا أَخي هذي حقِيقة عَيشِنَا
طَعمُ الفِراقِ أشدُّ من طَعناتِ
يمضي الحبِيبُ وتنتهِي أيامُه
وتفِيضُ عينُ الخِلّ بالعَبراتِ
ويُودِعُ الأبطالُ ظَهر حياتِنَا
ويعِيشُ كلُّ الناسِ في حَسَراتِ
فاصبِر على الألمِ الرَّهيبِ وقُل لهُ
إنس سأَمضِي في طريقِ ثَبَاتِ
كن واثِقاً بالله لا تَيأس وإِن
طَالَ المدى فالوعدَ بِالجَنَّاتِ
أواهُ يا قَلمِي فليتَكَ ترتَوِي
من نبعِ قلبي كي تبُثَّ شِكَاتِي
وترى رياضَ مشاعِري قد أجدبَت
واغتالها الهَمُّ العظيمُ بِذاتِي
وترى خُيولَ الشِّعرِ في أصفادِها
قد كَبلَتهَا مِعصمُ الأزماتِ
إني لأعجَز يا يراعِي عِندما
أرثي إماماً قدوةً بحياتي
إني لأعجزُ يا يَرَاعي عِندما
أدنُو لأكتُبَ سِيرةً لأُبَاةِ
إني لأعجز يا يراعي عندما
أجِدُ الفَضَائِل دُونها ورَقاتِي
حتى الُأنامِلُ خارَ مِنها عَزمُها
وسُطورُ أوراقٍي رَمَت كلِماتِي
في كُلِّ شيءٍ صِرتُ ألمحُ حُزنَنَا
حتى هِضَابِ الرَملِ في الفلَوَاتِ
في كلِّ شيء صِرتُ أُبصِرُ مأتَمَاً
يَشكُو إلى الرَّحمنِ مَوتَ دُعاةِ
في كُلِّ شيء صِرتُ أُبصِر دَمعةً
م ُهَراقةً لِوداعِ خيرِ هَدَاةِ
رَحَل المعلِّمَ بعد أكرمِ عِيشةٍ
كانت تَقُوم بِمَنهجِ الدَعَواتِ
رَحَلَ العَثَيمِين الذي أبقَى لَنَا
شَمسَ العُلُومِ تُضِيء في الظُلُماتِ
رَحَل العُثَيمِينُ الذي أبقى لَنَا
بَحرَ المعَارِفِ وافرَ الخَيراتِ
أمضى الحَيَاة مُربياً وَمُجاهِداً
حَتى بَنى صَرحاً مِنَ الحَسَناتِ
أمضى الحيَاةَ عَلى كِتَابِ إلهِنَا
يَجنِي الفَوائِدَ مِنه والثَّمراتِ
يَفتِي ويُرشِدُ لا يُجامِلُ كائِناً
ويُحَطِّمُ الأغلالَ والشَهَواتِ
يَدعُو إلى الدينِ الحَنِيفِ مُثابِراً
ويَظلُ مِقداماً لدى العَزَماتِ
يَروِي عِطاشَ النَّاسِ من فِقهِ الهُدى
ويَرُّدُهُم عن موطِنِ الشُبُهاتِ
والله ما أبصرتُ شَيخاً مِثلَهُ
في فَضلِهِ ووفائِهِ بحياتِي
هُو هيبَةٌ لمّا تَراهُ مُعَلِّماً
يَلقِي على الطُّلابِ خَيرَ عِظَاتِ
هو هَيبةٌ لمّا تراهُ مؤدِّباً
لِلنَّاسِ كي يَعفو عنِ الهفَواتِ
هُو هيبَةٌ لما تراهُ مُربِياً
للنَّاسِ كَي يَنأَوا عنِ الهَفَواتِ
لكِن إذَا لامستَ عُمقَ فُؤادِهِ
لوجَدَتَ فِيهِ مَنَابِعَ الرَّحَمَاتِ
أدَبٌ وعِلمٌ فِي صَفَاءِ سَرِيرَةٍ
ونَقَاءِ صَدرٍ دائِمَ الأوقَاتِ
إنِّي لأذكُرَ مسكَناً عِشنا بِهِ
خَير الليَالي أجَملَ اللَّحظاتِ
كَم زَارَنا كَيمَا يُقَوِّيَ عَزمَنَا
و َيَمُدَّنا بِعَطَائِهِ وَهِباتِ
كمُ كان يَذكُرُ دائِماً قولا لَهُ
إنِي لأرجُو أن تطُولُ حَيأتِي
فأَراكُمُ أشياخَ عِلمٍ مِثلمَا
كَانَ الصَحَابةُ قَدوةً لدِعاةِ
إنِّي لأذكُر حَلقَة العِلمِ التِي
جَمَعت مِنَ الطُّلابِ خيرَ فِئاتِ
يَتَذاكرُونَ شُروَحه في هِمَّةِ
وَيَرونَها قَبَساً لدى الظُلماتِ
يَتَذاكَرون شُرُوحهُ في فرحةٍ
ويَرونها حِصناً مِن الزَلاتِ
والآن أَمسَوا في عظِيم هُمُومِهم
وكَأنَّهم أيتَامُ في الطُرُقاتِ
والآن صَارُوا يشتكُون لِرَبهم
بُعدَ الأبِ الحانِي على الفَلَذَاتِ
لكن عَزاؤُهُم مآثِرُ شَيخِهم
في نُصرةِ الإسلامِ بالعَشراتِ
إني لأبصِرُ كُلَّ شِبرٍ باكِياً
يَرثِي مُعَلِّمَنا بخَير صِفاتِ
إنِّي لأحزَنُ حِين أفقِدُ والِداً
تَبقى فضَائِلهُ مَعَ النَّسَماتِ
إُنيَّ لأَحزن حِينَ أفقدِ عَالِماً
يَلقى جَمِيعَ النَّاسِ بالبَسماتِ
مَا زِلتُ أذكرُ نُورَهُ متألِّقاً
لمَّا يَجِيءُ مُصَلِّياً لِغَداةِ
ما زِلتُ أذكُرُ وعدَهُ ويَقِينَهُ
بالنَّصرِ للإيمانِ بعدَ شَتاتِ
ورَحَلتَ يا شَيخِي وحِيداً صَادِقاً
وَسموتَ عَن دُنياكَ في إخبَاتِ
ورَحَلتَ تَرجُو رَحمةً مِن خالِقٍ
فهُو الذي يُسدي مِن الرَّحَماتِ
سأظَلُّ أذكُرُكم بِكُلِّ كَريمةٍ
في كلِّ صُبحٍ بل دَوَامَ حَيَاتِي
أدعُو إلإلهَ بأن يُبلِّغَكَ المُنى
لُقيا النَّبِيِّ بِسامقِ الجَنَّاتِ
تَلقَى الصَحَابة والأحِبةَ والألى
سَكَبُوا الدِّماء لِنَصرةِ الحُرُماتِ
هذا العزاءُ مِدادُهُ مِن مُقلَتِي
دَوَّنتُهُ للنَّاسِ مِن خَطَراتِي
الدَّمُعُ قد يَهمِي لِحُبٍّ صَادِقٍ
والشِّعرُ أبَلَغُ إن أتَى بِثَبَاتِ

محمد الصاوي
القصيم

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved