أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th January,2001 العدد:10335الطبعةالاولـي الأحد 19 ,شوال 1421

متابعة

في رحاب الله يابحر العلوم
فُجعت الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها مساء الأربعاء 15/10/1421ه بوفاة أحد علمائها وهو الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية, فقدته الامة عالماً فذاً ومصلحاً ومربياً كريماً.
ايها العالم الرباني: يبكيك محرابك الأشم، في الجامع الكبير في عنيزة بالقصيم، تبكيك الأمة حامياً لعقيدتها من تأويل المبطلين وتحريف المرجفين، عُرفت ايها الشيخ الوقور بعلمك الجم وخلقك الفاضل، وتواضعك ونظرتك الثاقبة، وحسن معاملتك مع الصغير والكبير، والعالم والمتعلم، والعامي، والمعروف، والبعيد والقريب، تفيد المتعلم وترشد الجاهل، يبكيك المصلون في مسجدك، يبكيك طلاب العلم الذين أتوا إليك من كل فج عميق لينهلوا من علمك الوفير، فقد كنت لهم بقلبك الكبير، يبكيك المسلمون المخلصون في العالم أجمع، المحبون لربهم المتلهفون لنصرته، وقد لمسوك فواح العلم راعياً للمستضعفين المهملين عطاء للمحرومين الجاهلين, في رحاب الله يا بحر العلوم والمعاني والحكم، تفقدك الملائكة التي كانت تحف مسجدك، يفقدك الأيتام الذين كنت لهم كفيلا، والأرامل اللاتي كنت لهن عائلاً ومعيناً، يبكيك عشاق احاديثك العذبة وروحانياتك الغامرة، ولفظك المؤثر الجميل، تبكيك الحنيفية المحاربة التي كنت لها سنداً والملة المطاردة التي كنت لها مؤيداً ونصيراً، ايها الشيخ الوقور: لن تنساك حلقة علمك في الجامع الكبير بعنيزة والكلم الطيب يتقاطر من فمك شهداً من بحر علمك الوفير، في رحاب الله أيها الشيخ، فقد كنت كريماً متواضعاً تجيد أدب الحديث والاستماع والعناية بشئون المسلمين وقضاء حوائجهم، في رحاب الله ايها العالم، يا بحر العلم الرباني، العابد المتفاني، صاحب الخلق العظيم، والأدب الجم الرصين، ما زالت نبرات صوتك في الأسماع وأنت تجيب على اسئلة المسلمين من كل مكان، عبر برنامج نور على الدرب وسؤال على الهاتف من إذاعة القرآن الكريم من الرياض، قدمت العلم أيها الشيخ، في اصعب مراحل مرضك، وأنت على الفراش بمكة المكرمة ليستفيد المسلمون في البيت العتيق، رحمك الله رحمة واسعة أيها الشيخ الجليل، فقدك خسارة للإسلام والعلم والدعوة، وللمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فقد كنت شهاباً في سمائهم، وقمراً في ليلهم، وشمساً في نهارهم، وضياء للعلم والحقيقة والمعرفة، وما الجموع التي ودعتك بمكة المكرمة إلا لحبها لك وإجلالها لك:


انظروا كيف تخمد الأنوار
انظروا كيف تسقط الأقمار

رحمك الله أيها الشيخ بقدر ما قدمت لدينك وأمتك وما نقول إلا ما يرضي الرب: إنا لله وإنا إليه راجعون.
عبد الإله علي حمزة
سوداني مقيم بالقصيم بريدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved