أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th January,2001 العدد:10335الطبعةالاولـي الأحد 19 ,شوال 1421

لقاءات

بمناسبة تكريم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين للمخترعين السعوديين
د, الطريقي : شرف عظيم لنا أن نكرَّم من المؤسسة التي حملت اسم المبدع الحقيقي في مجال التوحيد والبناء
* * جدة مريم شرف الدين:
بمناسبة انعقاد فعاليات الملتقى الاول لمؤسسات رعاية الموهوبين بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي تنظمه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين,, تحت رعاية صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة الرياض وانطلقت فعالياته في صباح امس في قصر الثقافة بحي السفارات بالرياض.
ضمن هذه الفعاليات قامت مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين بتكريم المخترعين السعوديين الحاصلين على وثائق براءة اختراع وتسليم شهادات التقدير الخاصة بهم,, بتوجيهات من صاحب السمو الملكي ولي العهد ورئيس المؤسسة, وبهذه المناسبة التقت (الجزيرة) بالدكتور محمد بن حمود الطريقي استاذ هندسة تقويم الاعضاء والتأهيل بجامعة الملك سعود والباحث الرئيسي والمشرف العام على المركز المشترك لبحوث الاطراف الاصطناعية والاجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين ورئيس المجلس الاسلامي للاعاقة والتأهيل.
وحول نظرته الى هذا التكريم الذي تلقاه من مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين على نيله لبراءتي اختراع عالميتين في مجال الهندسة وتقويم الاعضاء وتأهيل المعوقين، عبر برؤيته وآرائه في فلسفة البحث العلمي والعطاء الابداعي الانساني والمواطنة بصفة عامة حيث قال:
انه من دواعي الاعتزاز والفخر والانتماء لهذا الوطن ان يقدر المبدعون والمبتكرون والموهوبون وهذا التكريم من مؤسسة يرأسها سيدي صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وتحمل اسم المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه هو شرف عظيم اذ ان جلالته رحمه الله كان هو المبدع الحقيقي في مجال التوحيد والبناء الذي شكل اللبنة الاساسية التي انطلق منها كل ابناء الوطن في بناء نهضة حقيقية.
كما ان التكريم من قبل سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض يُعد وساما على صدور المكرمين لأن سموه يعتبر المهندس المبدع الذي استطاع اعطاء ملامح جديدة لمدينة الرياض,, هذه المدينة التي اصبحت بفضل المكانة التي تقلدتها في قلب العالم عاصمة للثقافة العربية عام 2000م.
* في معظم كتاباتك تدين بالفضل لمن وقفوا بجواركم ورعاية مشاريعكم العلمية فهل تكشف لنا عن أهم هؤلاء الشخصيات في إطار مجهوداتك لابتكار هذين الاختراعين وجهودهم الملموسة فيهما؟
ينبغي قبل كل شيء الاعتراف بالفضل للأمير الانسان سلطان بن عبدالعزيز والاعتزاز بمواقفه واياديه البيضاء,, ولهذا اهدي أولاً هذا التكريم لسموه بحكم انه صاحب القلب الكبير الذي لا يألو جهدا في رعاية ابنائه ومواطنيه، والذي بفضله بعد الله سبحانه وتعالى استطعت ان اقدم لوطني كل ما قدمت في المجال العلمي وان أحقق الكثير منها بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل وتوجيهات ودعم سموه المادي والمعنوي,,, الذي كان له ابلغ الأثر في تقديم المزيد لإثراء هذا الجانب الذي يستحق الكثير من العطاء.
والتكريم الذي اناله اليوم هو في الواقع تكريم لسيدي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود,, أدام الله جوده الذي أعطى الكثير والكثير, ويحتاج منا الى شيء من التكريم مقابل جوده وكرمه.
* د, كيف ترون تقدير الدولة للمبدعين في وجود مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين؟
تكريم الدولة وولاة الأمر للمبدعين في مجال العلوم والتقنية وغيرها من المجالات التي من الممكن تسخيرها وسخرت لخدمة الوطن هو ترجمة لتقدير دولتنا السعودية أعزها الله لعطاء المواطن وابداعه وفي الانتماء والمواطنة والولاء لولاة الامر.
ومن هذا المنبر الإعلامي ادعو زملائي واخواني المبدعين واصحاب الآمال والمشاريع الذين يطالبون بالدعم قبل ان يقدموا الكثير بأن عليهم الانخراط في مجال العمل والعطاء وبذل المزيد من الجهود تجاه وطن يحسب لكل مواطن حسابه ويعطي حينما يشعر بالعطاء ويمنع حينما يمنع عنه هذا العطاء.
وفي تقديري انه بوجود مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين سيتضاعف اعداد المبدعين الذين سيكون لهم المقدرة على انجاز الكثير في مجال البحث العلمي وايجاد القاعدة الكبيرة التي لها المقدرة على حمل القواعد التي يرتكز على ارضيتها هذا الوطن، وحمل مسؤوليته بالصورة التي تتواكب باذن الله مع متطلبات المراحل التنموية القادمة.
وهذا مما يتطلب ان يكونوا هم انفسهم أهلاً للمسؤولية والعطاء الصادق حتى تينع هذه الثمار.
مسايرة الثورة العلمية
* في ظل هذا التكريم الذي منحتك إياه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين تقديرا لجهودكم في نيل براءتي الاختراع الاوروبية والامريكية لأجهزة طبية وتعويضية، الي أي مدى تنظرون الى اهمية البحث العلمي والابتكار في العالم الثالث؟
تختلف غايات البحث العلمي من مجتمع الى آخر في العالم فالغاية الاوروبية الامريكية هي الاستمرار في سبر غور المجهول والسيطرة من خلاله على السلطة التقنية في العالم وما يتبع ذلك من هيمنة واقتصاد وتنمية.
اما في دول العالم الثالث فأمر البحث العلمي يختلف تماما,, لان هذه الدول لم تشارك اصلا في الثورة العلمية التي بدأت منذ القرن السابع عشر الميلادي أي انها لا تملك ادوات مسايرة هذه الثورة,, وهي بذلك تراقب من بعيد وتحاول ان تتلمس مسيرة البحث العلمي العالمية عبر ما يكتب وينشر وهذا في الحقيقة لا يصنع حركة علمية,, ولا يؤهل احدا من خارج نادي البحث العلمي المغلق للاشتراك الحقيقي في مسيرته واسراره، وللإشارة هنا يمكنني ان اقول ان الغرب انفق حوالي 300 عام من عمره والمليارات من امواله في صنع النادي العلمي.
وبالتالي فله الحق ان يجعل اسراره حكراً عليه,, لان الاسرار تعني التفوق العالمي وتعني معرفة المعادلات الكفيلة بالمنافسة، وتعني الاستفادة المجانية من ابحاث الآخرين وبراءات اختراعهم، وتعني اخيرا,, والنقطة الأهم هي وصول 80% من نسبة سكان العالم المستهلكين,, الى نقطة الانتاج والاكتفاء عن المصنعين وهذا هو الممنوع بعينه.
فحتى تملّك العالم الثالث لأي سر من اسرار التقنيات الحديثة يعتبر من الممنوعات والمحظورات,, هذا ما تقننه اليوم (الجات) التي ستطالب ببدلات عن مجرد استخدام العالم الثالث معادلات الكيمياء او الفيزياء التي اخترعها الغرب وجعلها ملكا ناجزا من املاكه حتى يوم الحساب,.
الملكية العلمية وحمايتها
وبالتالي فان حماية الملكية العلمية تعني تقسيم العالم الى مصنِّع ومستهلك,, وحكر التصنيع على اصحاب براءات الاختراع وهذا مما يدعونا بالطبع للتساؤل بكل جدية ووعي عن فوائد البحث العلمي في هذا المناخ التجاري، وكذلك عن أبعاده ونوعيته ومدى الاستفادة منه,, وهذا ما فعلناه في مشروعاتنا البحثية.
الجدية والتصميم
* ذكرتم ان الغرب قد امضى حوالي 300 عام من عمره مع انفاق المليارات من امواله في صنع النادي العلمي لكن اين نحن من كل ذلك,, وهل باستطاعتنا نحن الاستفادة من ابحاثنا العلمية ومن براءات اختراعاتنا؟
في الواقع لا يمكننا الاستفادة من ابحاثنا العلمية وخصوصا اذا كانت تتعارض هذه الابحاث مع المفهوم الاقتصادي للغرب,, ولذلك لا بد من تحديد الجوانب الخاصة التي يمكننا من خلالها العبور الى البحث العلمي المشارك في التنمية وليس البحث العلمي المدمر للتنمية.
تجربة الإبداع العلمي
ولقد خضنا تجربة الابداع العلمي وبراءات الاختراع بالكثير من الجدية والتصميم فتمكنا والحمد لله من تسجيل اختراع (مفصل كاحل دوار قابل للانغلاق لطرف اصطناعي ذي بنية تجمعية للبتر تحت الركبة وبراءة اختراع امريكية رقم 4865611 بتاريخ 12/9/1989م).
ويعتبر هذا الاختراع من الضرورات الملحة لمعوقينا المسلمين لاعانتهم على ثني ركبتهم,, اثناء تأديتهم الصلاة ممن بترت سيقانهم تحت الركبة.
لكن هل تمكنا من تنفيذ هذا الاختراع وتحويله الى واقع عملي لا بالطبع فقد سعينا الى ذلك في كل الاتجاهات دون جدوى وبالمثل تمت محاولات جادة وحثيثة لتنفيذ اختراعنا (جهازاً للتحليل الكمي لعدم وثاقة الركبة البشرية في الجسم الحي دون التعرض لانسجته) براءة اختراع اوروبية رقم EP 0293372 B1 بتاريخ 19/6/1991م ولكن دون جدوى.
وبعد هاتين التجربتين كان لا بد لنا من اعادة النظر في جدوى هذه البراءات.
* في سياق هذه العراقيل التي يواجهها المخترعون في دولنا كعالم نامٍ,, كيف باستطاعتنا مواجهة هذا التحدي الذي يهدف الى تحجيم الامكانات والقدرات العلمية التي تساعد على الرفع من مكانتنا؟
هنا يأتي دور المؤسسات المختصة مثل: مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وغيرها من الجهات المسؤولة في البلاد وكذا الحال بالنسبة للدول العربية والاسلامية,, والاستفادة من امكانياتها المحلية وقدراتها الوطنية لتحقيق ذلك.
وأملي بالله سبحانه وتعالى ثم سمو سيدي ولي العهد الامير عبدالله بن عبدالعزيز بالموافقة على طلبي السابق لتمويل انشاء مصنع سعودي خاص لتطوير وإنتاج هذين الاختراعين.
ولا اخفي سرا وقد لا اكون مبالغا اذا قلت انني رغم ثقتي بتراثي وحضارتي الا انني اشعر بشيء من اليأس مما نحن فيه من الاحوال، نحن في واد من المحاولات والعالم كله في واد آخر.
نحن نسعى للملمة اوراقنا نحو التميز المنشود والعالم يضوغ سياسات الكرة الارضية وملامح العالم النامي ويرسم خرائط جديدة للشعوب والقارات ونحن من ضمن المنهوبين الذين لا حساب لهم في الرسومات الجديدة وفي الخطط الجديدة.
وأرى ان السبب الرئيسي لهذا الوضع يعود لأمة العرب,, ويكمن ذلك في فرقتها وتمزقها وغياب الوعي عند معظم ابنائها وعدم شعورهم بمسؤوليتهم تجاه هذه الامة,, وبالاخص عند الصفوة منهم.
* وما المطلوب في تقديركم؟
المطلوب عالم تتحقق فيه كرامة الانسان وسعادته عالمٌ يعيش فيه الناس ضمن عدالة اجتماعية حقيقية دون عبودية او قهر او تسيّد او لسيطرة الاقوى على الاضعف كما يمارس تجاه دول العالم النامي,, المطلوب تصور انساني للواقع يكون فيه للبشر حرية الانطلاق بعطائه وقدراته وامكانياته دون السيطرة أو تحجيم هذه القدرات.
لأن البشرية جربت كل الافكار والعبقريات واكتشفت قصور تلك الافكار والعبقريات على الرغم من انها مطالبة بعمارة الارض وعدم تفضيل شعوب على اخرى كما جاء في الحديث (,,, لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى كلكم لآدم وآدم من تراب,,).
مساحة الوطن العربي تصل الى 14 مليون كم مربع يعني انها تعادل 7,4 مرات لمساحة الولايات المتحدة الامريكية والتي تحكم العالم اليوم وثروات الوطن العربي وموارده الطبيعية متنوعة وفائضه المالي يقدر بحوالي الف مليار دولار وسكانه يصلون الى حوالي 400 مليون نسمة غالبيتهم من الشباب القادرين على الانتاج مع كل هذه المميزات يظل هذا الوطن مستهلكا مستوردا للتقنيات وللخبرات والتفكير فلماذا؟!
لأن السبب الرئيسي للتخلف في الوطن العربي يعود الى الفرقة والارتباط بالطرف الآخر المعادي ورفض الدين الاسلامي كجامع لشتات هذه الامة العربية وموحّد لشعوبها واختلافاتها.
* يتصارع الوطن العربي مع العدو الصهيوني المزروع في جذوره بقوة النظام العالمي الجديد والداعم له,, وقد انفق معظم ثرواته لادارة هذا الصراع ولكنه بكل أسف لم يتمكن من الانتصار في اي من حروبه ومعاركه ضد اعدائه فلماذا؟
لأن معظم الانظمة العربية ليست بحوزتها خطط محددة للمستقبل لا سيما فيما يتعلق بالتضامن العربي وبالتعاون العربي العالمي في زمن تحول فيه العالم كله الى قرية صغيرة
* هذا ما يجعلني أتساءل هل البحث العلمي اصبح ضرورة تنموية؟
نعم البحث العلمي ضرورة تنموية تتلاءم مع اوضاعنا في المملكة في الحالات المحددة التالية:
تكوين قاعدة معلومات دقيقة عن كل ما يتعلق بصحة المواطن وكيفية ايصال الخدمات الصحية والرعائية اليه لتكوين قاعدة معلومات عن الحالات الخاصة عند المواطنين كالاعاقة والمؤثرات الوراثية ومستوى الذكاء وبحث افضل برامج الرعاية للمواهب والمبدعين وما شابه ذلك.
لمعرفة الاحتياجات الفعلية لذوي الحاجات الخاصة كالمعوقين والمسنين والاطفال,, وتحقيق ذلك عبر المشاريع المسحية الوطنية,, كما فعلنا في المشروع الوطني لأبحاث الاعاقة والتأهيل واعادة التأهيل داخل المجتمع في المملكة العربية السعودية.
لمعرفة المسببات الفعلية لبعض الاعاقات كما فعلنا ايضا في المشروع الوطني للوقاية من الاعاقات الناجمة من الحوادث المرورية واعادة تأهيل المصابين بأعطاب الحبل الشوكي.
ولمعرفة اكثر تقنيات العالم ملاءمة للتأهيل في المجتمع السعودي وتطويرها ثم تصنيعها ومحاولة الاستغناء قدر الامكان عن استيراد التقنيات من الخارج.
التعرف على العوامل المسببة للاعاقة ودراستها من واقع الخصوصية السعودية كما فعلنا في (ابحاث الحثل العضلي) و(ابحاث تقييم كثافة العظام عند الاطفال المعوقين) والفحص المبكر للمؤثرات الايضية وما شابه ذلك.
وأخيرا التأسيس لنظرية (التأهيل الشامل) من منظور اسلامي والتي نخطط لدراسة جوانبها المختلفة على المعوقين.
ومن هذا المنطلق اصبح من البديهي ان افضل الاستثمارات هو استثمار عقل الانسان وطاقته واصبح المكمل لهذه البديهية هو ان افضل الانظمة هي التي تضع في اعتبارها التخطيط الامثل للرفع من مستوى الانسان في شتى مناحيه وبخاصة ما يتعلق منها البيئة والديمغرافيا والصحة والتعليم ذلك لأن الاحداث على مر العصور اثبتت ان الانسان القوي هو وحده القادر على تنمية بلاده والارتقاء ببني جنسه والاخذ به الى السعادة والامان كما حدث مع البلاد النموذجية كاليابان والمانيا والسويد.
ومن هذا المنطلق لا بد من التركيز في اي نظام من الانظمة وبخاصة أنظمة دول العالم الثالث التي نحن منها لان التنمية الحقيقية هي شبكة تترابط فيها العناصر والمصالح ضمن المنظومة الواحدة بحيث يصبح من العبث فصل رعاية عن اخرى وقضية عن اخرى مهما فصلت بينها الحيثيات والخصائص.
* من خلال حديثكم الدائم مع سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود,, ودعمه المسبوغ لكم لقيام المركز المشترك ومن خلال العلاقة التي تربطكم بهذا الامير الانسان,, ماذا تعلمت منه؟
الامير سلطان اطال الله في عمره هو الضمانة الواقعية بعد الله لكل خطوة اتقدم بها ومن لا يعرف سموه فلا أظن انه يعلم الكثير عن البذل اللا محدود الذي ينفقه سموه وكيفية متابعته لمجريات الامور بكل حيثياتها وتفاصيلها رجل يعيش مع المواطن ويملك خصوصية التدخل في الوقت المناسب, تعلمت من سموه ان العمل وحده هو القول الفصل في حياة الرجال الجادين والحقائق لا تحتاج لكثير من التاريخ لأن نورها وضياءها ينتشر في الكون، ولأن النبع الذي لا ينضب وان الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال.
ايضا الدعم اللامحدود الذي وجدته فكرة مجلس العام الانساني الاسلامي للاعاقة والتأهيل من سمو الامير سلطان علمني ان سموه ينظر للنشاطات الانسانية من منظور عالمي لا تحده الحدود ولا تقف امامه الحواجز وهو بذلك ينظر الى المعاق البوسني كما ينظر الى المعاق السعودي كلاهما انسان محتاج ونظرته تتمثل في الدعم المطلق والرعاية الشاملة,وقد شجعني سموه حفظه الله على نشاطات واصدارات المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية في دار الاستشارات الطبية والتأهيلية التي وجه سموه بتأسيسها لمؤازرة الدولة في التخطيط لمستقبل زاهر باذن الله وقوته.
وهذا مما يجعلني اقول انني لن آتي بجديد وأنا اعدد مآثر سمو سيدي الامير سلطان بن عبدالعزيز فمآثره قد طبقت الافاق وغمرت القاصي والداني فهذه السيرة الغراء في الحكم,, وهذه (المدنية) شاهدة على مفهومه الحضاري في الخدمات الانسانية واياديه البيضاء في (المركز المشترك) وفي صدور مجلة (عالم الاعاقة) وهذه افكاره في المفهوم الشامل للاعاقة والتأهيل وهذه الموسوعة العربية العالمية وهذه الجموع التي تتضرع الى الله بأن يديم على سموه نعمة الصحة والعافية دليل على محبة الله,, وهذه عشرات القضايا الاخرى التي تفخر بانتمائها اليه وارتباطها باسمه,, أوليس هو الامير الانسان قبل كل شيء؟!! ألا ينبغي علي اهداء هذا التكريم لسموه كأقل ما يمكن ان اقدمه الى سموه مقابل الدعم والمساندة التي ما زلت احظى بها من لدنه يحفظه الله؟
* المجلات المتخصصة التي تتولون رئاسة تحريرها (العالم) و(عالم الاعاقة) والمجلة السعودية للاعاقة مدى ايمانكم الكامل بأهمية الاعلام وتأثيره في المجتمع؟
كما تعلمون ان ثقافة الاعاقة والتأهيل محدودة بين العاملين والمتخصصين في هذا المجال وفي المجتمع بشكل عام.
ومن هنا التزمنا كما يمكنني القول برؤية ثاقبة موضوعية لأهمية التنوير واحداث الوعي الثقافي العلمي,, الى جانب نشاطاتنا العلمية وانجازاتنا المستمرة, وبفضل من الله سبحانه وتعالى ثم الرعاية الكريمة من لدن صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تحقق الكثير من الاصدارات الاعلامية والثقافية التي استقرت بنجاح كشعاع مضيء وممتد عبر المجتمع السعودي والخليجي والعربي والاسلامي بل والعالمي.
وفي هذه الاصدارات كانت لنا بصمات واضحة وخطوات راسية.
اما مجلة (العالم) التي تصدر عن دار الاستشارات الطبية والتأهيلية باللغة العربية فهي مجلة شهرية تعنى بفكر العلماء في الوطن العربي وهي ذات تأثير واسع في الحركة الثقافية والفكرية والعلمية.
(مجلة عالم الاعاقة) التي تصدر عن المركز المشترك بالاشتراك مع مجلس العالم الاسلامي للاعاقة والتأهيل تعنى بالرعاية الاجتماعية للمعوقين والمسنين,, وبرامج رعاية الامومة والطفولة وقد حققت المجلة خطوات رائدة في مناقشة قضايا المعوقين بالاضافة الى انها اصبحت نافذة هامة وحيوية لمختلف المعوقين في الوطن العربي واضاءت الكثير من الجوانب الصحية وخاصة في مجال الاعاقة والتأهيل,وكذا هو الحال بالنسبة لمجلة الاعاقة والتأهيل التي تهتم بالمعوقين والمختصين في مجال الاعاقة والتأهيل وعكسها لأوجه النشاط والخدمات التي يقدمها المركز المشترك في المملكة العربية السعودية.
الى جانب المجلة السعودية للاعاقة والتأهيل SJDR التي يصدرها مجلس العالم الاسلامي للاعاقة والتأهيل بالتعاون مع المركز المشترك باللغة الانجليزية وتقدم العديد من الخدمات الاعلامية والبحثية للمتخصصين في مجال الاعاقة والتأهيل وهذه المجلة تخطت حدودها المحلية والاقليمية الى آفاق العالمية وتتولى نشر افضل الابحاث والمقالات المتخصصة للمهتمين في كل انحاء العالم.
وبالتالي فان الاعلام أصبح يشكل رافدا حيويا للتعريف بالاعاقة والجهود التي تبذل في سبيل تذليل العقبات امام هذه الفئات وخلق اسلوب جديد من الوعي للوقوف على الكثير من الجوانب التي تهم الفئات ذات العلاقة بهذا الجانب والتي تساعد على الحد ايضا من نسبة هذه الاعاقة.
* وأنتم تستعدون لانعقاد المؤتمر الرابع للاعاقة بالعاصمة السودانية الخرطوم هذا المؤتمر هل يعتبر خطوة مكملة لبحث المعالم الاساسية والخطط المستقبلية للحد من الأسباب والمشكلات الخاصة بالاعاقة؟
في الواقع كل دراسات المجلس وادبياته في معظم الدول الاسلامية تقتضي ضرورة الالتزام بالمنهج الاسلامي في الوقاية من الاعاقة وبخاصة فيما يتعلق بتماسك الاسرة ورعاية معوقيها وحماية افرادها من الممارسات الشاذة المؤدية للاعاقة واعتماد التكافل الاجتماعي والزكاة وسيلة لتحسين الاوضاع المعيشية المتردية في العديد من الدول الاسلامية الفقيرة المهددة بالجوع والاوبئة والتحلل.
ولهذا سعينا بطاقاتنا المتكاملة في مجلس العالم للاعاقة والتأهيل ومحاولة تحديد حجم مجتمع الاعاقة من هذه الدول ومعرفة الحاجات الفعلية للمعوقين والمحتاجين فيها والاعتماد على الابحاث الوطنية والدراسات الميدانية وما انبثق من توصيات في مؤتمرات المجلس العالمية في باندونغ 1996م واوكلاند 1996م الرياض 1997م خاصة بعد تحديد الخطوط الرئيسية لخطط المجلس للسنوات القادمة وتتمحور حول التأهيل داخل المجتمع وحماية البيئة وتحسين الانظمة الغذائية والوقائية وحصر احتياجات هذه البلاد.
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved