أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th January,2001 العدد:10336الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شوال 1421

مقـالات

هل سلبوك عقلك ومالك بالبهارج والمهارج؟
محمد العثيم *
اذا كان الاعلان الضمني الذي يسلبك قراراتك ونقودك يعنيك فاقرأ هذا الموضوع وبدلاً من ان تحاول ان تقاوم الاعلام استفد منه وضع لك صورة بين العالم بتبني ما يجعلك سلعة رائجة فالأشياء والناس في هذا الزمان سلع تلمع وتغلف وتباع.
اما ان كنت خارج صف المتفرجين والقراء فأنت بلاشك قد اقفلت على نفسك ابواباً من المنافع تستطيع ان تجنيها من وسائل الاعلام دون ان يدري احد لأن اللعبة بسيطة وسهلة ولا تحتاج الى عبقرية، فقط يكون عليك ان تكون مألوفاً مثل اصدقائك ليألفك الناس.
ندخل في الموضوع بتوسع ونفترض انك من المستهلكين العاديين للوسائل الاعلامية وبعيد عن العمل في عالم الاعلام وأساليبه وهنا قد يفوت عليك انك تتعرض لعشرات الرسائل الاعلانية الضمنية التي تتسلل اليك دون ان تعيها تماما في مرشحات عقلك.
إنها تستهويك (استهواءً) في كل مادة اعلامية تتلقاها وفي كل لون من ألوان الطيف تلتقطه عيناك من البهارج والمهارج.
هذا أنت هانىء في حياتك تبتلع طعوم الاعلان والترويج والتلميع سواء كانت مدسوسة في مادة فكرية توجيهية او كانت مادة عن بيع او ترويج سلعة او خدمة او جاءت المادة الاعلانية بصفتها فكرا مرافقا للسلعة مثل الاغذية السريعة التي ارتبط مفهومها بحضارة الغرب أو أجهزة الاليكترونيات التي نعرفها انها من بلد متحضر هو اليابان او اساليب كرة القدم التي نعرف ان بعض اساليبها برازيلية مع ان الاجدر ان نتذكر البن البرازيلي,, أفكار مقرونة بالسلع المعلن عنها لولا اعلامنا عنها ضمنيا لما عرفنا عن اليابان والبرازيل كل ما نعرف بمعنى ما يعرِّفه بعض المنظرين بأيديولوجيا السلعة التي تعني ولاء للمنتج مع الولاء للسلعة.
تبتلع الطعم وتتخذ قرارات الشراء والاتجاه كما يريدون.
نعم نحن المستهلكين الحديثي العهد بعالم السوق والعرض قد نبتلع الطعم ونحن آمنين مطمئنين لأن معدي الرسائل يعطونك مادة مجانية ولكنهم يكونون قد باعوك سلفاً عن البث ما تحتويه المادة وأخذت شركات الاعلان والبث والوسائل ضريبتها عليك دون ان تدري وانت تتفرج على حلقاتك المفضلة اوبرنامجك المحبوب.
فإذا كانت تشاهد برنامجاً عادياً او درامياً فإن الفندق الذي يدور فيه المشهد والسيارة التي تنقل البطل والادوات التي تستعمل واللوحات التجارية التي تبدو لك عابرة معظمها ان لم تكن كلها تكون مباعة سلفاً لصالح المنتج قبل أن تُصور المشاهد في المسلسل ويبقى بعد ذلك براعة المنتج والمخرج في تمرير المشاهد ومنها اللوحات وواجهات العمارات وانواع السيارات المستعملة والملابس وطرق اللبس كلها يتم تمريرها دون ان تشعر انت واحيانا دون ان يشعر ممول العمل او القناة التي تبث واحيانا تمر عبر الخاطر لكنها تصل اليك وقد يبلغ الامر ان تتذكر مواقع في بلاد العالم المختلفة اكثر مما تتذكر مواقع قريبة في وطنك,, وقد تخسر لتشد الرحال اليها اكثر مما تنفق لو ذهبت اليها في وطنك,, وقد تذهب الى عالم من الاحلام فتصدم بواقع وقذارة ورائحة المكان التي لم تنقلها لك الصورة.
هذا في المادة المرئية اما في المادة المكتوبة المتسربة في الصحف فأنت تتعرض لثلاثة انواع من الرسائل هي الاعلان المباشر والاعلان التحريري والاعلان الضمني الذي لا يشي بنفسه ولكنه يصلك وفي كل الاحوال فقد تشتري الجريدة بمالك من اجل موضوع او اثنين او لمجرد الاخبار لكنك تلتهم عالماً من التجارة والترويج وصور الناس والاشياء وكلها تبقى في خلفية ذهنك الى اللحظة المناسبة التي تستدعي فيها مألوفيتك لأسماء ودكاكين وتأمن للتوجه اليها بالذات والشراء منها دون غيرها.
اسأل نفسك لماذ تتذكر المحل الفلاني اوالسلعة الفلانية اوحتى الفكرة الفلانية التي قد تتبناها بدل فكرة اخرى ولا تتذكر كثيراً من مثيلاتها المتوفرات؟ السر انك تعرضت لها قبلاً ولتكون المسألة قريبة فأنت في الغالب تألف الناس الذين تعرضت لهم سابقاً وتتريث بقبول الناس الذين لم تتعرض لهم او لا يشبهون من تتعرض لهم في الغالب.
الساسة ورجال الادارة يدركون هذه الحقيقة وهم بالتالي لا يريدون الغياب عن الذهن العام يتواجدون في كل خبر ويوفرون صورة حزينة وصورة فرحة وصورة مبتكرة وصورة متواضعة للاستعمال في كل مناسبة,, وانت تتلقى انفعالاتهم حتى يصبحون مألوفين لك.
قضايا كثيرة قد تلقى الرفض لكن بمجرد ان تكرر في الصحف وتناقش تشكل رأياً عاماً حولها يقبلها بنسبة او اخرى ويعني اتساع رواجها.
كم من الافكار تقبل وترفض من الاعلان الضمني وكم من الافكار والصور تتلقى وتصبح لك بحكم الواقع ثم تصبح بمنزلة الصديق اين ما تراها تتلقاها او تعتنقها.
القضية التي أريد ان أصل اليها هي أحقية القناة بنصيبها من الترويج من عدمه,, وأحقية الصحفي بالمال عن ذكر اسماء ومنافع قد تبدو طبيعية في سياقها لكن آخرين يأكلون منها رغيفهم,, وقس على هذا كل من يمارس الظهور وتتردد أسماؤهم وازيدك من الشعر بيتاً ان كنت لا تعرف ان المؤلفين والفنانين يروجون لأنفسهم ويركضون للنشر عنهم اكثر مما يركض الاداريون ومن في سياقهم من الاثرياء,, وأزيدك من الشعر بيتاً آخر وهو ان سعر الانسان يرتفع عمليا بقدر رواجه.
وهنا اقف لأعود للقضية الاهم وهي ان وسائل الاعلام تستطيع ان تسوقنا وتبيعنا بأي سعر ولأي مشتر لأننا جمهور يتلقى بسلبية ولا يناقش ما يتلقى أو يرفضه.
الحديث طويل لكنك الآن ترى الصورة فهل تريد ان تركب الموجة وتسوق نفسك,,؟ اذا كان الأمر كذلك ستجد من يخدمك ولكن كن حذراً فقد كان البعض ضحوكة لأنه سوق من نفسه ما يجب ان يحجب وحجب من نفسه ما كان يجب أن يسوق.
Othaimm @hotmail. com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved