أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th January,2001 العدد:10336الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شوال 1421

مقـالات

مرفأ
ومن يُعيد الأبناء إلى آبائهم,,,؟!
منيرة ناصر آل سليمان
بيوت كبيرة,, كبيرة,, فارغة من ساكنيها إلا من أمٍّ مسنة وأب أسن,,؟! وربما أحدهما,, فقط,,!وقد لا يخش صمت المكان سوى حركات الخادمة وهي ترفل وحدها في كل هذا النعيم,,!
فإن بحثنا عن الأبناء وجدناهم قد استقلوا بزواجهم!! وما اكثر ما يصطلون بالايجارات في بيوت ضيقة، فلا يهم الضيق هنا والرحابة حيث الآباء والأمهات فما يعنيهم هو الاستقلالية,؟!
فهل حُبست حرياتهم وقُيدت انطلاقاتهم حتى يهربوا بكل هذا الصبر والجدية,,؟
الحقيقة أنني فُزعت وأنا أسمع وارى هذا الاقتراف من الأبناء؟! شكاوى كثيرة تئن منها تلك البيوت التي كانت بهم عامرة,, ولم تلفظهم ولم تتأوه منهم,, أو حتى تشتك هموم صغرهم وتربيتهم.
فماذا أيها الابن؟!
أي استقلالية هذه التي تجعلك تهنأ في مضجعك وأنت تعلم ان بطناً حملك، وشيبة تعب عليك قد أوجعتهما وحدتهما,, بل كيف تهنأ وأنت تتوقع مكروهاً قد يحدث لهما,, أين أنت وقتها؟ من لهما المعين بعد الله عز وجل,,؟
أيها البائس هل كان لأمك أن تتجاهل صراخك,,؟ أم كان يمكن لأبيك أن يتجاهل جوعك,,؟! إن درجات العقوق لمتعددة,,! فلماذا لم يكن هذا النوع من العقوق قبل سنوات,,!
لماذا كانت العوائل تحتشد في بيت واحد؟ لا تقولوا انه ضيق اليد والحاجة,, لكم أن تتطلعوا الى القاطنين في شقق صغيرة مؤجرة هل خرج هؤلاء عن آبائهم من يُسر؟؟
ولكنها النفوس التي تغيرت,, والأنانية التي طغت والاحتمال الذي انتفى تماماً وانتفى معه الإيثار والتسامح وأيضاً شخصية الآباء والأمهات,, لقد كانوا في بيوتهم كالحكام يديرون شؤون العائلة الكبيرة بكل اقتدار.
فما السبب الحقيقي الآن,,؟!
هل هي الزوجة التي تحلم ببيتها لوحدها,,؟ إذاً ماذا عن البيوت التي تهيأت لتكون كذلك أقصد ان الابن يكون مستقلاً تاماً الا قربه في ذات البيت,.
فإن كانت زوجة الابن السبب ألا تدري أنها ستكون يوماً أماً وما شعورها حين تهرب أخرى بفلذة كبدها,,!
ثم إن هذا الابن إذا اضطر لذلك كصغر البيت مثلاً أو حتى ترحيب بعض الآباء بذلك إن كانوا في غير حاجته كوجود غيره من الأبناء,, لا يعني هذا ان يقطع زيارته لوالديه كما يحدث من الكثيرين الآن,,!!
وكحال تلك العجوز التي ابكتني كثيراً وأنا أسمع قصيدة شعرية قيلت على لسانها تشتكي جحود أولادها لها وكم اتمنى لو يحضرني الآن منها شيء لعلها تحرك قلوب المعنيين,,! وأمثالهم.
لا أدري يبدو انه موضوع كثر تشعبه,,! لكن لماذا حتى الآن ننتقد الغرب في تباعد الأسرة وتفككها.
رباه,, أدعوك ألا نصل الى ما وصلوا إليه فنحن مسلمون,, وديننا الحنيف ما أكثر ما يحث على صلة الرحم والإحسان الى الوالدين خاصة في كبرهما.
مرفأ صغير:
عندما يكبر الإنسان تتغير بعض طباعه مما يدعو الأبناء الى ضرورة تفهم ذلك وعدم مجازاتهم على أي خطأ,,!
حسبك يا هذا,, فمن تُجازي,,؟!!.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved