أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th January,2001 العدد:10336الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شوال 1421

مقـالات

نهارات أخرى
حلول جذرية
فاطمة العتيبي
** إلى ماذا تقودنا مشكلاتنا,.
الى ماذا يقودنا تهاوننا في حسمها,.
والى ماذا يقودنا هذا الشعور باللا مبالاة الاجتماعية التي تسود الناس حيال مشاكلها التي يتسببون بها أنفسهم,.
** متى نكون أكثر وعياً في التعامل مع مشكلاتنا ومواجهتها,, فالمريض النفسي لمَ لا يعالج في عيادات الاطباء لم يتركه أهله مكتفين بسقايته ماء منفوثاً به وحسب ومرضه اكتئاب, او انفصام أو خلافه فيتفاقم عليه المرض ويقدم على الانتحار لأننا نتعامل مع المرض النفسي دائماً وكأسهل الحلول على أنه عين حاسد سيشفى منها بالرقية الشرعية بإذن الله,, مع أن الأمراض النفسية مختلفة عن العين وليست في مجملها آتية من الحسد الذي نصدقه ولا شك لكننا ندرك أن كثيرا من الامراض العضوية والنفسية تحتاج الى أسباب شفاء وهم الاطباء وعلمهم بإذن الله,.
** والى متى تتجاهل الأسر أمر وقوع بعض أبنائها في حبائل المخدرات فتتركهم ضحايا لها وحين تبدو عليهم ملامح الإدمان يؤولونها إلى سبب آخر وينأون تماماً عن فكرة الإدمان وضرورة المعالجة السريعة فتصل بهم الحال الى ارتكاب الجرائم وإفزاع الآمنين وربما التعدي على أسرهم نفسها تلك التي لم تبادر بمعالجتهم.
** الى متى يتهاون المجتمع آباءً وأمهات بخروج بناتهم متبرجات متعطرات راسمات العين والحاجب مصبوغات الوجوه بالألوان يضعن على مؤخرة رؤوسهن طرحات من الحرير الشفاف تتهفهف معهن بالأسواق وتتفتح العباءات الرقيقة عن بناطيل ضيقة ومخزية وبلايز ضيّقة قصيرة تكشف عن أول الصدر ومنتصف البطن.
فإذا تحرش بهن ابن الجيران وابن الحارة الثانية من المراهقين الذين يتجولون في شوارع المدينة جنَّ جنون الآباء والأمهات ورموا شباب المدينة بالويل والثبور وسائر التهم لعل أغربها التخلف وعدم احترام المرأة كإنسان,.
والاخبار التي تصلنا من امريكا واوروبا تقول ان كثيراً من المؤسسات حظرت على موظفاتها لبس التنانير القصيرة لعدم استثارة الموظفين وإشغالهم عن أداء عملهم مما يترك انخفاضاً باهظاً في مداخيل هذه الشركات.
حظرت على النساء التبرج ولم تحظر على الرجال النظر فلقد قضت على الفعل ولم تنشغل بردة الفعل,.
والأخبار الواردة من اليابان تقول ان شركات المواصلات سيّرت عربات إضافية مستقلة للنساء الموظفات العائدات بعد الثامنة مساء حماية لهن من تعرض الموظفين العائدين لهن,.
إنها لم تنشغل بالرجال بل أخذت بالحل الجذري ففصلت النساء عن الرجال لتأمن النساء على أعراضهن وكرامتهن,.
فلا تزاحم المرأة الرجال ولا تكشف عن مواضع جمالها ثم تطلب من المراهقين ان يصمتوا وهي تعبرهم بعطرها وتبرجها,.
** إن صلاح النشء من إناث وذكور لا يستقيم أمره وتكتمل تربيته وهو يقضي ثلث وقته الأول في فصول مكتظة يتلوا عليهم معلمون مكبلون بالأعباء بضع عبارات من القيم والمثل,, ثم يقضي ثلث وقته الثاني في التسكع والتبرج في الأسواق والحدائق وثلث وقته الأخير يقضيه غارقاً بين فوضى الإنترنت والفضاء,.
** إن نشأً يعاني من الانفصال بين معاني القيم والمثل وواقعها التطبيقي لا بد أن تظهر معه سلوكيات مثل الجريمة والانتحار والتحرّش وهي فوضى أخلاقية تصاب فيها كل الأمم وفي شتى العصور لأن الله جلّت حكمته خلق الشر والخير وأصاب كل أمة منهما ما أصابها غير أن المعدلات المرتفعة للجريمة والانتحار والتحرّش التي بدت نسبها لافتة في هذا الشهر الاخير تجعلنا ننصت الى وجيب قلوبنا خوفاً على تسرب كنزنا الثمين ونفاذه من بين أصابعنا فليس لنا إلا الأخلاق وقياً ووجاءً من برودة الزمان وجليده,, فاللهم ادفء قلوبنا وابنائنا بالإيمان وامنح كل الآباء والأمهات القدرة على إقناع أبنائهم وبناتهم بالمفاهيم والقيم التي تحميهم من معتركات التناقض والفراغ النفسي.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved