أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th January,2001 العدد:10336الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شوال 1421

متابعة

فقيد الامة
طلاب الشيخ يروون قصص الشيخ ومآثره
* جولة فيصل الواصل:
كانت وفاة الشيخ محمد بن صالح العثيمين مصيبة على الأمة كلها فالكبير والصغير ينعي هذا الشيخ الجليل وما عزاؤنا إلا قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
ولمعرفة مآثر الشيخ زرات الجزيرة السكن الخاص بطلابه وسألتهم عن ذلك كما سألناهم عن العلاقة الحميمة التي تربطهم بالشيخ وبعض القصص التي رواها طلابه,, كما تحدث لنا بعض أصحاب المحلات المجاورة للجامع الكبير عن مآثره وما يمثله فقد هذا العالم,.
** الطالب : عبدالرحمن الوكيل:
لقد قدمت إلى عنيزة منذ بداية هذا العام رغبة في الدراسة على يد الشيخ محمد بن صالح العثيمين إلا ان مرضه حال دون ذلك إذ ان حضور الشيخ كان في فترات متقطعة ورغم ذلك فقد حضرت للشيخ العديد من الدروس في الحرم المكي وأذكر قصة حدثت في أحد تلك الدروس حيث كنت جالساً إلى جوار الشيخ وعندما انتهى من الدرس قدم له أحد طلابه كوبا من الماء فشرب نصفه وقدم لي نصفه الآخر فكان موقفا لا ينسى بالنسبة لي وهو من الأدلة على تواضعه رحمه الله.
** الطالب: ناصر السعدي من سلطنة عمان:
كان الشيخ رحمه الله تعالى جلدا وصابرا مستمرا في العلم والعبادة دائبا على ذلك، وأذكر أنه عندما علم بالحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تأثر كثيراً وظهر ذلك واضحا في قسمات وجهه وهذا دليل على اهتمامه بواقع المسلمين وله جهود واضحة في ذلك.
وقد كان له علاقة لصيقة بطلابه وكان يأكل ويشرب معهم حتى انه عندما كانت تأتيه بعض النفقات الخاصة يحيلها لطلابه، وأذكر في أحد الاجتماعات الخاصة التي كان يجتمع بها مع طلابه من سلطنة عمان قمت لأسأله فقال لي من أنت؟ فقلت: ناصر السعدي فقال: وما العلاقة التي تربطك بسهل (يقصد الصحابي سهل بن ساعدة رضي الله عنه) فقلت: أسأل الله أن يجمعني به في الجنة فقال: ونحن معكم.
** الطالب : عبدالله بن حمد العسيلان:
جئت للدراسة على يد الشيخ إلا ان مرضه حال دون ذلك ولكنني التقيت به عدة مرات ولكن على فترات متقطعة، وعندما سمعت بخبر وفاة الشيخ كدت أن أكذب الخبر ولكن تواتره أجبرني على التصديق وحينها قلت: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت أعني أن البشرية كلها إلى زوال ولن يبقى إلا وجه الله، نسأل الله أن يخلف على الأمة إماما أعظم منه وفوق كل ذي علم عليم,, ومن القصص التي تدل على تواضعه رحمه الله تعالى أنه كان يجتمع بطلابه شهرياً وفي نهاية هذا الاجتماع كان يمازحهم ويؤانسهم كما أنه يخرج معهم في نهاية السنة إلى أحد الاستراحات حيث كانت لهم مكانة خاصة لدى الشيخ, وقد قص لي أحد طلابه موقفا مع الشيخ يستحق الذكر حيث قال إن هناك صندوقاً في سكن الطلاب ومن أراد أي مبلغ بإمكانه الأخذ منه ويقول لي هذا الطالب ذهبت إلى هذا الصندوق وكان خاليا وكنت حينها مضطراً إلى السفر الأمر الذي يحتاج إلى مبلغ من المال فذهبت إلى الشيخ وطلبت منه ذلك وبكل بساطة قال لي: اخرج معي خارج المسجد وسوف أعطيك ما تحتاج فخرجت معه وأدخل يده في جيبه واعطاني مبلغا فوق حاجتي ففهمت من ذلك أن الشيخ لا يريد إحراجي أمام الطلاب حرصا منه على مشاعر طلابه.
وأخيراً أقول بأن عزائي لإخواني من عنيزة خاصة وطلابه والمسلمين عامة ان يحذوا حذو الشيخ ويأخذوا العلم حتى لا تضيع أمتنا الإسلامية.
** الطالب يحيى ستيفن من أمريكا:
لقد جئت هنا منذ سنة ونصف السنة ودرست على يد الشيخ مدة سنة كاملة.
يقول ستيفن: لقد كان الشيخ رحيما رؤوفا بي لأنه يعرف حالي فأنا قد أكون أضعف على الثبات من غيري فإذا أخطأت سامحني ولا يؤاخذني رغم أنه قد يعاقب غيري وأنا ألمس ذلك وأظن الجميع يلاحظه ففرق المعاملة بيني وبين غيري واضح,, ومن أعظم ما استفدته من الشيخ هو معرفة أهمية الدين والثبات عليه والعمل بالعلم والتربية, وأذكر أنني عندما جئت لأول مرة قال لي: أنتم من أحق الناس لهذا يقصد طلب العلم ومن هذه الحقيقة كان اهتمام الشيخ بي واضحا.
** المشرف على سكن الطلاب عبد الله أحمد الشريفي:
في الحقيقة لا يعرف وقع خبر وفاة الشيخ إلا من جرب فقد أبيه فقد كان أكثر من الأب بالنسبة لنا,, وبصفتي المشرف على السكن كان دائما ما يأخذني جانباً ليوصيني على الطلاب ويقول: إذا كنت تعرف طالباً يحتاج إلى مساعدة فبلغنا به وهناك أمثلة كثيرة على مساعدته للإخوة الطلاب حتى حينما كان في مرضه وعندما زرته في المستشفى أوصاني على الطلاب وأن أحرص عليهم هذه الوصية منه رحمه الله في الوقت الذي كان فيه في صراع مع المرض كما أوصاني على السكن والحرص على شؤونه وكانت هي آخر وصية أوصاني بها تغمده الله بواسع رحمته.
وأود أن أذكر طلابه من المسلمين بقوله تعالى: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل فهذا درس للصحابة من قبلهم فعزة الدين لا ترتبط بأحد فتخيل بأن الشيخ لم يولد هل تظن أن الله عز وجل سوف يضيع دينه؟ طبعا لا, فالذي يتعلق بالأشخاص لا بالدين ولا بالمنهج فسينقلب على عقبيه ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وأخيرا على الجميع أن يتذكر قوله صلى الله عليه وسلم (تعزوا بموتاكم بي).
** الطالب خالد الجرعاوي تشادي:
كان الشيخ خلال جلساته حريصا على طلابه ويقوم بتوجيههم وحثهم على الآداب مع الكبير والصغير والعامي وخاصة مع العلماء ومع الطلبة فيما بينهم وكان يدعونا إلى كل خير وكنا نعتبره أباً لنا ومربياً,, ومن حرصه على طلابه أنه عندما تعرض أحدهم إلى حادث مروري كنت أزوره وكان الشيخ كثيراً ما يسألني عنه ويوصيني به وكانت آخر مرة أوصاني فيها بأن أذكره بأن هذا من فضل العلم وقد أعطاني رقم (جواله) الخاص لأعطيه إياه إذا ما احتاج لشيء, ووصيتي لطلابه أن يتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
** عبدالرحمن العبرة:
كان أبا للفقير والضعيف والمحتاج وقد عم خيره على الجميع من صغير وكبير, وقد سمعت خبر وفاته رحمه الله تعالى عبر الإذاعة فتأثرت كثيراً بهذا الخبر لكن تذكرت أن كلا من عليها فان ورضيت بقضاء الله وقدره.
** عبدالله الرشيد:
كان الشيخ باذلاً للخير ليلا ونهارا فيساعد المحتاج ويعطي الفقير كما انه يساعد في تأهل الشباب للزواج, ويعتبر الشيخ والدنا جميعاً ولكن هذا هو القضاء والقدر وعلينا أن نؤمن ونرضى به.

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved