أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th January,2001 العدد:10336الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شوال 1421

متابعة

إلى جنة الخلد ياشيخنا
سمعت بمرض سماحة الوالد الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله أول وهلة عندما كنت متواجداً في (لوس انجلوس) مع العائلة في الصيف الماضي,,, وكان سماحته قد قدم للفحص في (بوسطن تكساس) فكان وقع النبأ علينا عظيماً، فبذلنا محاولات للاتصال هاتفياً للاطمئنان عليه إلا أننا لم نوفق، فقرر الشيخ فهد المطيري أحد طلبة سماحته والملازمين له، والذي كان حاضراً للمشاركة في الدروس التي تقام بمسجد الملك فهد بلوس انجلوس، قرر هو وبعض الأخوة من محبي الشيخ التوقف في بوسطن للاطمئنان على سماحته وتطميننا عليه حيث منعني وجود عائلتي من مرافقتهم، فجاءت الأخبار بأن سماحته قد أنهى فحصه وعاد إلى المملكة والنتائج مطمئنة,,, إلا أنه يبدو أن الداء لم يفارق الجسد، وبعد العودة من السفر قمت بزيارة سماحته في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ولم يكن يدر بخلدي أنها زيارة توديع وأنها النظرة الأخيرة,,.
وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك جاءنا صوت الشيخ رحمه الله وهو يلقي درسه المعتاد بعد صلاة التراويح في المسجد الحرام عبر مكبرات الصوت ففرحنا واستبشرنا خيراً,,,وفي صبيحة يوم العيد اتصلت بفضيلة الشيخ سعود الشريم حفظه الله وعلمت أنه في زيارة سماحة الشيخ في الحرم، فأسرعت لعلي أحظى بلقاء الشيخ قبل نقله إلى المستشفى التخصصي بجدة، والتقيت بالأخ الدكتور عبدالله بن عثيمين (شقيق الشيخ)، وتألمت كثيراً حينما علمت منه عن تردي حالته الصحية، ودعونا الله أن يلطف بسماحته.
وعند باب الحرم كان المنظر حزيناً، فسيارة الإسعاف في انتظار الشيخ لنقله إلى المستشفى والجموع المحيطة به واجمة حزينة,,.
وفي منتصف شهر شوال فجعنا والأمة الإسلامية بفقد علم من أعلامها وإمام من أئمتها رحمه الله رحمة واسعة، وإنه لخطب جلل، ومصاب عظيم، لايهونه ولايخفف منه إلا ما خلفه من علم غزير سيبقى نبراساً يستنير به طلبة العلم ونوراً يهتدى به في زمن كثرت فيه الفتن وتشعبت فيه المسالك، واختلط فيه الحق بالباطل، والإخلاص بالهوى عند من ضل طريق الحق والصواب.
وإن كانت قد توالت المصائب على الأمة الإسلامية بفقد علمائها، فلنا في الباقين من علمائنا خير عزاء، نسأل الله ان يمد في أعمارهم، ويمتعهم بالصحة والعافيةحاملين لواء العقيدة الصافية، يذودون عن حياض الشرع المطهر في وجه أهل الزيغ والفساد وأصحاب الشبهات والشهوات والضلال,,.
وإننا إذ نعزي أبناء الفقيد وأشقاءه وأهله وذويه فإننا نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية بفقد عالمنا الجليل سماحة الوالد الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته، وأنزله منازل الأبرار، وإنا لله وإنا إليه راجعون,,.
د, فهد بن ابراهيم آل ابراهيم

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved