أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th January,2001 العدد:10336الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شوال 1421

متابعة

عندما رحل الشيخ
في فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم، هذا الفرع الذي يزخر بالمشايخ، عندما يقول قائل هل الشيخ موجود؟
يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى فضيلة الشيخ محمد العثيمين.
وفي مجلس الأمير عندما يُقال وصل الشيخ يعرف الجميع انه الشيخ محمد العثيمين.
وعندما يقول شخص ذهبت إلى عنيزة وصليت مع الشيخ نعلم علم اليقين أنه الشيخ محمد العثيمين.
هذا هو الشيخ الذي رحل وترك رحيله أثراً عظيماً في الامة الإسلامية قاطبة.
موت العلماء من أعظم المصائب ورحيلهم يترك اثراً بالغاً في النفس، والأيام التي يرحل فيها العلماء أيامٌ عصيبة.
وأمام هذه المصائب مالنا إلا ان نقول إنا لله وإنا إليه راجعون والمؤمن يبتلى بنقص في الأموال والأنفس والثمرات والمهتدي من يصبر عند المصيبة.
وكيف تكون المصيبة عندما يكون النقص في أنفس العلماء ونفقد العالم بعد العالم، أولئك العلماء ورثة الأنبياء الذين يزرعون الطمأنينة في الأرض ويُنيرون الطرقات.
ولكن ما لنا إلا الرضا بقضاء الله وتدبيره القائل لكل أجل كتاب .
رحم الله الشيخ محمد العثيمين الذي اعتذر وطلب الإعفاء عن العمل قاضياً وهو يعتبر مرجعاً في علم القضاء.
إضافة الى وقته الذي بذله لطلاب العلم وإفادة الأمة والدروس التي يلقيها في مسجده والمحاضرات والندوات التي يلقيها في مختلف الميادين، خصص مساء يوم في الاسبوع للطلبة من اصحاب الفضيلة القضاة، وأثر عن الشيخ تواضعه وملاطفته ومزاحه لطلبته مما يذهب السأم والملل حتى انه يقول عندما يقرأ أحد الطلبة هل ترغبون ان يكون سيبويه حاضراً معنا أم لا اي هل نرد على القارىء ونصحح جميع الأخطاء النحوية واللغوية ويأخذ موافقة القارىء على ذلك.
لقد رحل الشيخ بعد معاناة مع المرض، ولم أكن أتصور ان يرحل الشيخ من جراء هذا المرض إذ لم يقعده عن المشاركة في هيئة كبار العلماء وهو عضو من اعضائها ولا عن إلقاء الخطب والدروس حتى قبل وفاته بأيام كان حاضراً في آخر شهر رمضان في البيت العتيق يجيب على اسئلة المستفتين وبعد رحيله عرفت أنه عانى من المرض الخطير لكن قابله بالاحتساب والصبر طلباً للأجر.
وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة رواه الترمذي.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير أن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له,,, الحديث.


ياراحلاً وجميل الصبر يتبعه
هل من سبيل إلى لقياك يتفق

الشيخ محمد من الأخيار الذين ودعوا هذه الدنيا


إلى الله أشكو أن كل قبيلة
من الناس قد افنى الحمام خيارها

رحل الشيخ وترك في البيوت حزناً وألماً.


فالناس كلهم لفقدك واجد
في كل بيت رنة وزفير

والمسلم عندما يتأمل آيات القرآن الكريم يتعزى بكثير من الآيات وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون وماكان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً إنك ميت وإنهم ميتون .
وغيرها من الآيات الكريمة في الذكر الحكيم.
رحم الله الشيخ وأخلف على المسلمين خيرا ونفع الأمة بعلمائها.
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
سليمان بن إبراهيم الفندي

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved