أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 15th January,2001 العدد:10336الطبعةالاولـي الأثنين 20 ,شوال 1421

العالم اليوم

أضواء
القصاص الفلسطيني,, وهمجية الاغتيال الإسرائيلي
جاسر عبدالعزيز الجاسر
منظر الأم الفلسطينية التي كانت تتحدث بحرقة بعد تنفيذ حكم الاعدام بأحد عملاء اسرائيل الذين تعاونوا مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي على إرشاد العصابات الاسرائيلية لاغتيال القادة الميدانيين لحركة الانتفاضة الفلسطينية,, منظر تلك المرأة الفلسطينية التي كانت بلا شك والدة أحد الذين اغتالتهم عصابات اسرائيل، وحديثها الذي تنبع منه الحرقة ويبدو الألم لم يكن تشفياً لأن واحداً من الخونة اقتص منه القضاء الفلسطيني وعوقب على جرائمه الكثيرة، فقول تلك المرأة الفلسطينية كل واحد له يومه,,!! يحمل معاني ومضامين كبيرة، فالشهداء العشرون ذهبوا ضحايا الغدر والخيانة من بعض الفلسطينيين الذين باعوا ضمائرهم وانتماءهم الديني والوطني وقبلوا مقابل حفنة من المال، العمل خدمة لأعداء دينهم ووطنهم، وإذا كان يوم استشهاد القادة الميدانيين يوماً للشهادة والفخر والاعتزاز لأهاليهم وأسرهم وأبنائهم الذين سيفاخرون بهم، فإن يوم الخونة سيكون يوماً أسود، يلاحق أسرهم وعوائلهم وإخوانهم وأبناءهم إذا كان لهم أبناء وإذا كانت المحاكم الفلسطينية قد حكمت على ستة من عملاء اليهود اثنان منهم نفذ بهما حكم الاعدام، واثنان صدر الحكم بحقهما ويُنتظر أن يتم تنفيذه في الأيام القادمة واثنان حكم في حقهما بالسجن المؤبد، فإن سرعة إجراء المحاكمات لهؤلاء الخونة وكذلك سرعة التنفيذ، يعد تصرفاً حكيماً من قبل السلطة الفلسطينية لعدة أسباب أولها قطع دابر الفتنة، لأن ذوي وأهالي، بل وحتى أصدقاء الشهداء الذين ذهبوا ضحايا غدر وخيانة المتعاملين مع اسرائيل، لن يسكتوا عنهم، وكان لا بد أن يقتصوا منهم، وعندما تترك عمليات القصاص للأفراد وللجماعات فإنه يمكن ان توجد حالة من الفوضى بل والاستغلال السيئ لهذا المبدأ الشرعي، الذي لا يكون شرعياً إلا إذا نفذ من قبل أولى الأمر أو السلطة الشرعية، وبقيام السلطة الوطنية الفلسطينية بهذه المهمة بعد إجراء محاكمات روعيت فيها كل الأصول الشرعية والقضائية من تقاضٍ ومناقشة للأدلة والاثباتات، تكون السلطة قد أدت واجبها والمطلوب منها على الوجه المأمول.
ثانياً: سرعة اجراء المحاكمات وكذلك سرعة التنفيذ يقطعان الطريق على ضعاف النفوس وقليلي الايمان والخونة الذين يفكرون في التعاون مع عدو لم يراع حرمة دين ولا كرامة انسان ويفرض على من تورط في التعامل مع هذا العدو مراجعة نفسه والتوبة الى الله أولاً ثم الاعتراف للجهات الفلسطينية الشرعية للتخفيف من الضرر الذي سببه لدينه وشعبه ووطنه.
زثالثاً: المحاكمات التي جرت وفق أصول قانونية، وعمليات التنفيذ التي راعت الاصول، تظهر الفارق بين الأسلوب الحضاري الذي التزمت به السلطات الفلسطينية في القصاص من الخونة، والأسلوب الهمجي، الوحشي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال الاسرائيلي في تنفيذها عمليات الاغتيال لقادة الانتفاضة الفلسطينية، تلك الاغتيالات التي تتم دون أية محاكمات إذا كان هناك مصوغ شرعي وقانوني لمثل هذه المحاكمات لو تمت ,, وما يعقب عمليات الاغتيال من تمثيل وتشويه لجثث الشهداء والاستهانة بها دون أي اعتبار لحرمة الموتى ومصداق ذلك ما شاهدناه قبل يومين لجنود اسرائيليين يسحبون جثة أحد الشهداء وبعضهم يضحكون مما يقف دليلاً على همجية وقذارة الجنود اليهود.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع












[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved