أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th January,2001 العدد:10337الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,شوال 1421

متابعة

العَلم الذي فقدناه
قبل أيام فقدت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها البارزين وركناً من أركان العلم فيها ذلكم هو البحر الزاخر بشتى أنواع العلوم والمعارف العالم الرباني فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، فلقد كان لفقده عميق الأثر وبالغ التأثير على مجتمعنا خاصة والأمة الإسلامية على وجه العموم,, كيف لا وهو نبراس علم ومشعل نور يشع بالعلم والنصح والتوجيه كلما حلّ في موطنٍ أو جمعه مكان فرحمه الله رحمة واسعة.
إلا ان ما يطمئن النفس ويبعث الرجاء هو موروثه العلمي الرصين والسيرة العطرة لفضيلته علماً وتعليماً ومنهجاً وسلوكاً.
والحقيقة الواجب ذكرها هو ان الموت غاية كل حي والفناء منتهى كل شيء، إلا ان موت العلماء خطب كبير ومصاب جلل، إذ ان في موتهم فقداناً لمراجع اساسية وموارد مهمة يستمد منها التعاليم والأحكام الشرعية, بل ان في فقدهم لنضوباً لنبع العلم والمعرفة، غير ان المسئولية العظمى والمهمة الكبرى في تناقل هذا الإرث النبوي الشريف وتحمل أعبائه مسئولية الكل مع التفاوت والاختلاف فيما بينهم كل على حسب ما يلقى على عاتقه من مسئوليات ومهام.
إن العلماء وأهل الحل والعقد يتحملون العبء الأكبر في تبليغ الرسالة وتقريرها ونشر احكامها كيف لا وهم خير خلف لخير سلف، فالعلماء ورثة الانبياء والرسل في تبليغ الرسالة ونشر الفضيلة وسبب في إخراج الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم، فهم مصابيح الدجى ومشاعل النور التي تحرق نفسها لتضيء الطريق للآخرين، فحق علينا إجلال شأنهم وإكبار صنيعهم ورفع قدرهم وهذا من تعظيم شعائر الله والله يقول ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .
ومما يزيدنا فخراً واعتزازاً وجود نخبة كبيرة من العلماء وأهل الحل والعقد من ذوي العلم الغزير والرأي السديد والافق الرحب,.
ان الأمة الإسلامية بأمس الحاجة لمثل هؤلاء العلماء الربانيين لتبصير أفراد امتنا بأحكام دينهم وتنوير عقولهم ومشاطرة الآخرين ومزاحمتهم في كل ما من شأنه رفعة الأمة وعلو شأنها, فنحن في زمن تتعاقب فيه المتغيرات والمستجدات تعاقب الليل والنهار,, فكم نحن بحاجة لعلماء أفذاذ ينشرون العلم ويقدرون المسئولية على نهج رباني سليم يعيد للأمة عزها وكرامتها,, بعيداً عن الانزواء وإطباق الصمت في عدم مسايرة الزمن وسبر أحواله,, كي تحظى أمتنا بالمقدمة ولا تظل في ذيل القافلة,.
رحم الله الشيخ العثيمين وأجزل له العطاء وأنزله منزل صدق,, في جنات النعيم.
خالد بن عايض البشري
مدارس الرياض للبنين

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved