أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th January,2001 العدد:10337الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,شوال 1421

متابعة

إلى جنة الخلد,, أبا عبدالله
فقدت الأمة الإسلامية قبل أيام,, واحداً من أبرز وألمع علمائها في العصر الحديث,, حينما غيب الموت صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين,, ذلك العالم الزاهد الورع,, الذي نذر حياته كلها لخدمة قضايا الإسلام، والدفاع عن جوهره,, بجلد لا يليق إلا بعالم فذ وعلّامة حاد البصر والبصيرة.
لقد هبت الأمة لتشييع هذا الشيخ الجليل,, الذي وقف كالطود في مواجهة أعداء الإسلام، وقدّم لدينه ولأمته من فقهه وورعه وزهده المثال الرائع والنبراس المضيء لأدبيات الانسان المسلم والعالم التقي، وأغنى المكتبة الإسلامية بالكثير الكثير من الشروح والفتاوى التي تجلت معها قدرته يرحمه الله على استيعاب معطيات العصر,, برؤية قادرة على فهم تلك المتغيرات,, واخضاعها لاحكام الكتاب والسنة,, فضلاً عن استمراره في ممارسة مهنة التدريس التي لم ينقطع عنها فضيلته طيلة حياته وحتى تلك الفترات التي كان يتعرض خلالها يرحمه الله لآلام المرض العضال الذي ألمّ به,, ايماناً منه بأهمية هذه الرسالة وعظم شأنها.
,, وإذا كنا قد فقدنا بفقد فضيلته العالم الرباني المنقطع تماماً لقضايا دينه وأمته,, فاننا قد فقدنا أيضاً ومن باب آخر,, أنموذج العالم الزاهد,, الذي عاش على الكفاف,, مكتفياً من الدنيا وزخرفها بما يعينه فقط على أداء عباداته وجهاده في خدمة الدين والأمة,, مستلهماً بذلك سيرة السلف الصالح,, وقد لا تغيب عن الاذهان عبارته الشهيرة,, حينما قدم له محاسب الرئاسة العامة لتعليم البنات راتبه لقاء تلك المحاضرات التي كان يلقيها فضيلته في كلية البنات في عنيزة,, حينما قال: وهل تريدني أن أتقاضى راتباً ازاء واجباتي تجاه بناتي واخواتي في الدين؟!
,, لقد رحل العلامة ابن عثيمين,, تاركاً وراءه سجلاً ناصعاً بأغدق العطاء وأجمله,, بعدما أثرى حياة الناس بفيض علمه وقوة حجته، ونبل مسيرته,, فلم يبق لنا سوى الدعاء للمولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جنانه مع الشهداء والصديقين والأبرار,, وان يجزيه عن أمته أجزل الثواب لقاء ما قدمه طيلة حياته لخدمة الدين.
,, غير اني سأظل اتمنى على تلامذة الشيخ,, وهم لا شك كثر ولله الحمد,, أن يعمدوا لكتابة سيرته,, وجمع بحوثه وشروحه وفتاواه,, وأريد أن أركز على سيرته العطرة,, التي لا شك أنها ستقدم للأجيال انموذجاً رائعاً للعلامة الزاهد والورع,, كيما تكون نبراساً يحتذى,, لرجل له أدبيات جيل صدر الإسلام,رحم الله شيخنا الجليل,, وجزاه عنا خير الجزاء,, وعوضنا به خيراً,, وألهمنا وإياكم الصبر والسلوان في فاجعة فقده.
وإنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين.
شديد بن غازي المطيري
مدير عام تعليم البنات بحائل

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved