أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th January,2001 العدد:10337الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,شوال 1421

تحقيقات

(الجزيرة) زارت أسواق الماشية في الرياض والتقت بالباعة والزبائن
ارتفاع حاد في أسعار الأغنام
زيادة الأسعار وصلت إلى 100%والهرافي هي الأغلى
تساؤلات عديدة وشكاوى كثيرة حول الارتفاع المهول في اسعار الاغنام والذي لم يسبق له مثيل والذي تشهده اسواق الاغنام هذه الايام خصوصا بعد هطول الامطار وزيادة الرقعة الرعوية حيث وصلت نسبة الزيادة الى 100% في بعض الاحيان وحرصا من (الجزيرة) ومن منطلق تقصيها للحقائق فقد حملت كل هذه التساؤلات لتبحث اسباب هذا الغلاء رغم وجود العوامل الفعالة المساعدة على اعتدال الاسعار وليس ارتفاعها بهذا الشكل وما هو المبرر لهذا الغلاء ما هي توقعات الزبائن والباعة لأوضاع السوق خلال الايام القادمة خصوصا مع قدوم موسم الاضاحي والذي بدأت الاستعدادات له مبكرا هذا العام فإليكم حصيلة هذه الجولة في اسواق الاغنام بالرياض,.
* تحقيق : ثامر السحيمي فارس القحطاني:
بداية وفي سوق الاغنام بالعزيزية التقينا البائع ثلاب العصيمي حيث قال عن الغلاء انه في الفترة الماضية والتي سبقت هطول الامطار قد اثرت مباشرا بمعظم الباعة واحدثت خسائر كثيرة جراء ظهور مرض حمى الوادي والذي ادى الى عزوف زبائن اللحوم عن الشراء واتجاههم الى اللحوم البيضاء وترتب على ذلك الوضع ان بقيت مواشينا في الحظائر وتكبدنا مشقة الصرف على علفها من جيوبنا فترات طويلة مما حدا بنا الى البيع بالخسارة في اغلب الاحيان ولكن عقب السيطرة ولله الحمد على هذا المرض وتحسن الاجواء وطول الاجازة العيدية ساعدت على انتعاش حركة البيع مع وجود نسبة ارتفاع طبيعية لهذا الموسم بالذات والذي كثرت فيه رحلات البر والحفلات والاعراس وعودة الناس مرة اخرى للحوم الحمراء ففي اعتقادي ان هذا الوضع والزيادة طبيعية.
عزوف الزبائن بسبب الأسعار
وتوجهنا كذلك الى احد الباعة الموجودين في ساحة البيع وهو شبيب الحميد وبسؤاله عن سبب الغلاء اجاب ان هذا الغلاء قد خالف المعروف والمألوف وتسبب في خلو السوق من المشترين الا من توجد لديه مأدبة او يريد تقديم هدايا الاعراس اما غيره فبمجرد سماعه السعر يغادر السوق فورا.
كما أننا لا نستطيع ان نبيع اقل من السوق بنسبة كبيرة خوفا من الخسارة لانه يوجد على كفالتنا رعاة ولسنا في البر لنرعى بها بل ننفق عليها من اعلاف وايجارات ورواتب عمال ومياه وادوية الىغير ذلك ويظن هذا البائع ان هذه الموجة سوف تقل نسبتها في اقرب فرصة اذا استمر الحال المتمثل في خلو الاسواق من المتسوقين كما هو واضح حاليا.
الغلاء شامل
وتوجهنا الى زبون آخر وهو عبدالمحسن السديس وبسؤاله عن الأسعار اجاب في استغراب شديد ان ما يلاحظه حاليا لا يصدق وكأنما هو ضرب من الخيال ان يحصل الهرفي الصغير الذي تعودت شراءه بقيمة 250 الى 350 ريالا قد يصل سعره الان الى 500 ريال تقريبا مع العلم ان البراري كما شاهدنا وسمعنا وقرأنا في الصحف اكتست معظمها بالغطاء النباني الصالح للرعي لأشهر مقبلة ولكن حصل ان وجدت العكس من غلاء شامل لكافة انواع الضأن بدأ بالنعيمي والنجدي والبربري والسواكني انتهاء بالشياه والتي احرص بين كل فترة واخرى على زيارة السوق واقتناء بعضها مما تكون صغيرة في السن وفي صحة جيدة او ان تكون حبلى او يتبعها صغارها فتعودت على شرائها الرأس ب 300 الى 400 ريال الفردية والوالدة ب 500 الى 600 ريال اما الان فكما تلاحظون شياه كبيرة في السن وليس معها نماء تصل الى 500 ريال مما حدا بي الى التوقف عن الشراء وكذا التفكير في جلب بعض مما عندي اذا كان الوضع كما هو عليه وعن سبب مجيئه للسوق رغم ما ذكره من غلاء وكونه احد الخبيرين باسعاره اجاب انه مجبر على شراء خراف لوجود عزومة عشاء لديه فاضطررت الى الرضوخ والشراء بهذه الاسعار حيث اشتريت اثنين ليست بافضل الموجود بقيمة 1100 ريال.
قلة الاستيراد والأمطار
كما التقينا ابراهيم يوسف اليوسف حيث كان يجوب سوق الاغنام بحثا عن طلبه المناسب من الاغنام وتحدث لنا عن ازدهار سوق الاغنام والاسباب في ازدياد الاسعار فقال بان ما نسمعه وما نقرؤه عن مرض حمى الوادي المتصدع الذي يصيب الاغنام وكيف ينتقل الى الانسان والتحذير من الاصابة به مما ادى الى قلة الاستيراد وهذا بدوره ادى الى ارتفاع الاسعار بشكل ملحوظ.
كما يضيف اليوسف بان سبب هذا الارتفاع في اسعار الماشية هو الامطار بحيث تجد صاحب الاغنام لا يكلفه مأكل ومشرب الاغنام اذا كان البر بيعا وتجد الاغنام ترعى هنا وهناك اما في حالة قلة الامطار فتجد ان صاحب الاغنام يحرص على توفير مأكل ومشرب الاغنام لقلة الاعشاب وكذلك ما تعيشه المراعي من قحط وشح في المياه في السابق فتجد بان صاحب الاغنام قد خسر الكثير لذلك يبيعها بأي سعر حتى يسلم من المأكل والمشرب لاغنامه.
كما يضيف بأن بعض أصحاب الاحواش الكبيرة يقومون باخفاء او العمل على تقليل عدد نوع معين من المواشي او عدم اظهارها في السوق مما يؤدي الى شح السوق من هذا النوع ويترتب على ذلك زيادة سعر هذا النوع وهذا العمل له علاقة بنظام السوق وهو العرض والطلب فاذا قل العرض وزاد الطلب فان الاسعار تزيد والعكس وبذلك نجد انفسنا امام اسعار تزيد في الارتفاع وهذا ما يزيد الجو دفئا لارتفاعها رغم برودة الطقس.
أسعار قبل رمضان
وأضاف اليوسف بأن أسعار المواشي قبل رمضان كانت مناسبة للجميع وهذا رغم اقبال الناس على المواشي لاستقبال شهر رمضان وبعد رمضان لاحظنا ان الاسعار مرتفعة جدا فتجد بان الاغنام ما كان في السابق منها غير مرغوب تجد الناس يقبلون عليها لانها افضل سعرا هذه الايام رغم غلاء السعر فكيف بالاغنام المرغوبة مثل النعيمي والنجدي.
فترة الربيع
وفي موقع آخر التقينا عبدالعزيز الرشيد وحدثنا عن سبب ارتفاع الاسعار فقال: بان ما نعيشه اليوم من فترة الربيع حيث نجد المناطق الصحراوية تحولت الى مناطق ربيعية ورعوية يرتادها كل محبي البر وتجدهم يعتزلون المدن ويستقرون بالبر لفترات تتراوح من اسبوع الى شهر لذلك فانهم يذهبون الى سوق الاغنام لشراء الذبائح وهذا بدوره يؤدي الى ارتفاع اسعار المواشي لذلك فان لموسم الربيع دوره في ارتفاع اسعار الاغنام وهذا ما نعيشه هذه الايام.
سوق الشمال اغلى
ويضيف الرشيد قوله ان هناك زيادة في الاسعار بسوق الاغنام في شمال الرياض عنها في جنوبه.
أغلى من العام الماضي
وفي موقع آخر التقينا منذر الدرباس فقال عن اسعار السوق بانه يلاحظ هذه السنة بان اسعار الاغنام اغلى من العام الماضي بشكل كبير حيث ان الاغنام غير المرغوبة قد اصبح لها زبائنها ومنها الشياه والتيوس الكبيرة مع الارتفاع المخيف في اسعار خراف النعيمي والنجدي.
كما يضيف الدرباس بان ما شاهدناه من ظهور لمرض حمى الوادي المتصدع وكيف يصيب الاغنام وكذلك طريقة انتقاله الى الانسان فان استيراد الاغنام من الخارج قل عن سابق عهده لذلك فان السوق يعاني من شح في عدد الاغنام مما يؤدي بدوره في ارتفاع اسعارها رغم ما نبذله من محاولات لتخفيض سعر الماشية نجد بان السوق محكوم من قبل الاخرين بحيث لا يبيعون اقل من سعر السوق الحالي ويتقيدون به ولا يوجد بائع يريد ان يبيع بأرخص من الاخرين ويريد مشاركتهم في الاسعار المرتفعة للربح السريع فتجد بأن هناك اشخاصا يشترون رغم غلاء السعر لانه مضطر لذلك لاكرام ضيفه او لتوفير متطلبات المنزل من اللحوم وهذا ينطبق عليه المثل القائل مرغم اخاك لا بطل ومثل هذا العمل يشجع الباعة بان يزيدوا من اسعار المواشي وبذلك فإن اغلب الباعة يتفقون على سعر معين لا ينزلون عنه لضمان استمرار مهرجان الاسعار الخيالي على حساب المواطن.
عيد الأضحى ستزداد القيمة
وفي احد مواقع السوق التقينا محسن بن محسن الدوسري وهو من اصحاب المواشي وتحدث لنا عن النشاط الذي يعيشه سوق الاغنام قال بان هذه الايام تجد الشخص يقوم بشراء الماشية لكي يضعها في منزله حرصا على استقبال عيد الاضحى حيث افضل مواسم البيع وبالطبع سوف ترتفع الاسعار بشكل كبير ولذلك يضطر المواطنون لشراء الاغنام بأسعار مرتفعة ما نعيشه نحن اليوم من ارتفاع الاسعار لا يقارن عند حلول عيد الاضاحي فتجد ان بعض الاشخاص يقومون بالشراء لكي يبقوا مواشيهم داخل احواش منازلهم ويرعونها الى حين اقتراب العيد وبذلك يهرب من اسعار الاغنام في عيد الاضحى الذي يعد بحق مهرجان ارتفاع الاسعار وهذا احد اسباب ارتفاع سعر الاغنام هذه الايام.
الرحلات استنزفت الماشية
ويضيف الدوسري بان الربيع في هذه الايام كان له دور رئيسي في فتح شهية المواطنين وكان مغريا لهم للتخييم والاقامة في البر ولذلك تجد بان الناس تأتي لاخذ الماشية والاغنام دون اكتراث للسعر بقصد عدم التأخر في سوق الاغنام والاستفادة من الوقت للوصول إلى الموقع المطلوب فتجد بان سوق الاغنام لايزال يوجد لديه مواسم متعددة.
لا نعرف السبب
كما التقينا فهد الدوسري وبسؤاله عن موجة الغلاء اجاب على الفور بانه لا يعرف السبب ولكنه يعرف بانه يحبذ الرجوع الى اللحوم البيضاء كمما حصل سابقا ابان ظهور حمى الوادي والتحذير من اللحوم في تلك الايام وان ذلك اجدى من ان نقبل بابتزاز واضح وافاد انه عند سماعه ان خراف النجدي والنعيمي تجاوزت ال600 ريال قرر الاتجاه الى البربري فصعق بسماعه للاسعار التي تجاوزت في نسبة الزيادة 100% تماما حيث قال كنت اشتري البربري ب110 الى 150 ريالا واليوم 200 و250 ريالا لذلك ومن جراء هذه الزيادة المخيفة قررت الرجوع الى الدجاج والاسماك افضل من ان اقبل واشجع على هذا الابتزاز.
لماذا إذن؟!
وأخيرا التقينا بندر القحطاني والذي ابدى اسفه لدخوله السوق في هذه الموجة العالية من الاسعار وبين انه صاحب اغنام ويعرف كذلك بأسعارها اما هذه الاسعار فليس لديها ما يبررها كون البلاد قد نعمت بالامطار والاعلاف متوفرة وقلت قيمتها وتلاشت مخاطر حمى الوادي وعدم معايشتنا لعيد الاضحى او دخول رمضان او الصيف وزواجاته مما يجعلنا نسلم بارتفاع في الاسعار مع العلم كذلك ان الارتفاع لا يصل لهذه الدرجة وعن سبب مجيئه للسوق اوضح انه مسؤول عن استراحة تضمه مع مجموعة من زملائه في العمل وتعودوا على شراء ذبيحة كل 15 يوما ووضعها في الثلاجة واسعار الشراء تتراوح بين 400 الى 500 ريال اما الان فالخراف وقطعان الشياه تغزو السوق وسعر الهرفي تجاوز ال600 ريال وبسؤال القحطاني لاحد الباعة اجاب بان القيود المحكمة على الاستيراد جراء التأكد من خلو الاغنام من الامراض وكثرة المتلف منها ادى الى ارتفاع الجزء المتبقي منها كما هو حاصل الان.
من الجولة
* فضول باعة الاغنام وانقضاضاتهم على الزبائن تعدت الى انقضاضهم على السيارات التي تحمل الاغنام وهي تسير في منظر خطر وهمجي في نفس الوقت.
* باقتراب سيارات المراقبين يفر الباعة بقطعانهم للساحات المعدة للبيع وبابتعادها يتحركون الى مواقف السيارات للتحريج والبيع معطلين بذلك حركة السير.
* كما لاحظنا ان دور البلدية في سوق الاغنام غائب تماما مما ساعد على ظهور تجاوزات عديدة لعل من اهمها السيارات المصندقة والتي تعمل على شراء وذبح النطيحة والمرتدية والمسنة وبيعها في محلات الجزارة والمطاعم واهمال نظافة السوق بشكل عام.
* منظر ارتال الطوابير المخيف على مسلخ السوق والذي يضع اكثر من علامة استفهام حول بقاء هذاالوضع على ما هو عليه والعمل على سرعة تجهيز مسالخ اضافية لتخفيف العبء وفك الاختناقات الشديدة.
* افتراش بعض الباعة لأرصفة الطرق العامة باغنامهم في منظر غير حضاري يشوه جمال العاصمة وخروجه من دائرة البيع امر يدعو للاستغراب من غياب عين الرقيب عن تلك التصرفات الواضحة.
أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved