أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

مقـالات

نوافذ
التفاصيل
أميمة الخميس
بعث لي الأستاذ إبراهيم النملة بمجموعته القصصية الثانية تفاصيل وهي من اصدارات عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهي أول مجموعة قصصية اطلع عليها للأستاذ إبراهيم النملة على الرغم من أنه سبق وأن نشر مجموعة قصصية سابقة بعنوان دمعة الرداء .
ولعل الخبرة التي توفرت للأستاذ إبراهيم من خلال الانتاج الأدبي السابق اضافة إلى الكتابة الصحفية بشكل دوري جعلت أسلوبه يخلو من الثغرات والفجوات التي تتصل بالسرد، أو ما يسميه النقاد من ذوي الدراية بالسلاسة الأسلوبية، وهي ما يجعلنا نحس بأن كل كلمة قد اختيرت في مكانها بعناية فائقة وبعد الكثير من التجارب والمسودات، ولعل هذا الحرص الدقيق سلب من العمل تمرده ونزقه وبالتحديد تلقائيته ، فكان حضور الآخرين واضحاً وراسخاً، وأعني بالآخرين هنا ليس شخوص القصص، بل أولئك الذين يختبئون في اللاوعي والذين يتربصون بطيور الابداع النارية الجامحة، وطفرات الجنون!! وأحلام القمم النائية.
ولعل أولئك يظهرون في ملامح أب ودود، أو جار وقور أو لربما معلم تلاميذ متسلط حيث غادر التلميذ طفولته ولكن لم تغادره الأنظمة والقوانين التي انغرست في الداخل كل أولئك ألمس حضورهم مكثفاً بين السطور.
ولعل هذا أيضاً يفسر لنا سر الاغتراب الذي يلف الكثير من شخصيات المجموعة، ذلك الانشراخ على مستوى الزمان والمكان والذي يجعل البطل يشعر دائماً ان وجوده طارئ ومؤقت,, كما في قصة أحاسيس وشروق وثمن الغربة وحاول مرة أخرى وسلة المهملات وعدت مرة أخرى وأرض الوعد ولكنه في قصة حاول مرة أخرى يدفع البطل الثمن قاسياً فالمحيط المجدب وخيول الابداع الجامحة المعتقلة بالداخل، تجعل هناك سداً منيعاً وافراً بينه وبين وصول صوته للآخرين، تميزت في المجموعة قصة وعاء الأحلام والبكاء والتي استطاع المؤلف فيها بمهارة أن ينقل تلك العوالم الخاصة والقصية في حياة النساء من خلال قصص لنساء ليس بأيديهن لاحول ولا قوة أمام عالم ذكوري متجبر.
ولعل الأسلوب التجريدي الذي يجعل من الأمكنة والشخصيات والأزمنة مجرد عوالم غامضة وأشباح مبهمة تخدم فقط الفكرة على حساب باقي عناصر القصة، بدت أسلوباً أدبياً واضحاً على قصص المجموعة، ولعل الكاتب يتوسل هذه الوسيلة في الكتابة كإحدى المناورات والحيل التي يروغ بها من شخوص الظل في اللاوعي والذين يترصدون بطفرات الابداع وجموحه عندها يخبئهم الكاتب خلف ستارة التجريد، والتي بدورها تقلص من العلاقة الحميمة التي من الممكن ان تقوم بين الشخصيات والمتلقي.
ويبدو من المجحف أن أقلص حديثي عن هذه المجموعة في هذه القراءة الانطباعية المقتضبة ولكن بالتأكيد تظل مجموعة واضحة الجهد والتميز.
E- mail: omaimakhamis @ yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved