أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

مقـالات

رعاية الموهوبين
د, خليل إبراهيم السعادات*
اكتشاف الموهوبين ورعايتهم يحتاج لبيئة معينة تتوفر فيها النواحي العلمية والثقافية والاجتماعية المناسبة التي تؤدي إلى تفريخ عقول تكون قادرة على الاكتشاف والاستنباط, البيئة السعودية بدأت تتوفر فيها هذه العناصر بتأسيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وبتكريم الموهوبين السعوديين وبافتتاح الملتقى الأول لمؤسسات رعاية الموهوبين في دول الخليج.
يحق لمجتمعنا أن يفخر بأبنائه المخترعين والمفكرين والموهوبين الذين استطاعوا بفكرهم واختراهم وابتكارهم تسجيل أسمائهم في سجلات براءات الاختراعات, الشواهد المعاصرة تخبرنا انه لا يخدم المجتمع ويحرص عليه ويسعى لتقدمه ورقيه إلا أبناؤه ومن ترعرع على ترابه، فهم يحسون بالمجتمع ويحبونه ويعرفون مشاكله واحتياجاته ويعيشون قضاياه وهمومه كل يوم بل كل ساعة ودقيقة، وعندما يخرج أي اختراع أو ابتكار أو مؤلف قيم من مثل هؤلاء فهو فعلاً يتحدث عن هذا المجتمع ويخضع لخدمة قضاياه وهمومه, فمهما تعددت الاختراعات والابتكارات والأدوات والأجهزة التي نستوردها من الشرق والغرب ومهما كانت سهولة الحصول عليها يبقى أي مخترع أو جهاز صغير أو مادة علمية تخرج من هذا المجتمع ويبتكرها أبناؤه مبعثاً للفرحة والاعتزاز ومصدر أمان واطمئنان بأن المستقبل بإذن الله سيحمل معه الكثير من المبتكرين والمخترعين الوطنيين واننا بدأنا أول خطوة من خطوات الاستقلالية العلمية والتقنية وأننا في طريقنا للاعتماد على أنفسنا وما اعتمادنا على الغير إلا لفترات ومع أنها طالت إلا ان المهم هو ان يتعلم الإنسان منها وألا يكون مستهلكاً فقط بل يكون مقلدا لما هو صالح ومتعلماً ومتعرفاً على خبايا هذه العلوم والأجهزة والتقنيات المختلفة ثم مفكراً ومخترعاً, الإسلام في عصوره المزدهرة كرم العلم والعلماء والخلفاء والأمراء المسلمون كانوا يكرمون العلماء ويحتفون بهم ويشجعونهم على النقل والترجمة والدراسة والاكتشاف لأن هذا هو ما طلبه الإسلام منا وما حث عليه، ويأتي تكريمنا لرجالنا الموهوبين ورعايتنا لهم تحت هذه المظلة الإسلامية, المجتمع السعودي يحوي الكثير من الموهوبين والمخترعين ولو بشكل محدود وربما لا نعلم عنهم ولا نعرفهم إلا عندما نقرأ عنهم في صفحات الجرائد, والكثير من مشاريع التخرج التي يقدمها الطلاب تدل على إمكانيات وقدرات طيبة كالمشروع الذي قدمه عدد من طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بتطويرهم نموذج طائرة وغيرها من المشاريع الكثيرة التي تحتاج للدعم والتشجيع والتطوير, هنا يأتي دور المدارس في اكتشاف الموهوبين ورعايتهم وتنميتهم إذ ان اكتشاف هذه الملكة وتنميتها وتطويرها لا بد ان يبدأ منذ مراحل التعليم الأولى فيجب الا ننتظر الموهوبين حتى يكبروا ويقضوا أكثر من نصف عمرهم ويشيخوا حتى نكتشف موهبتهم بل يجب ان تكون هناك برامج معينة ومدرسون كشافة يستطيعون التقاط من تبرز عليهم بوادر النبوغ والذكاء في النواحي العلمية والأدبية ورصدهم في سجلات تحمل جميع البيانات عنهم ثم متابعتهم ووضع البرامج المناسبة لتطوير قدراتهم لخدمة وتنمية هذا المجتمع وأهله وقد يكون هناك تعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في هذا الجانب نظراً لخبرتهم في هذا المجال,, نبارك للموهوبين السعوديين هذا التكريم ونتمنى ان نرى المزيد منهم في جميع المجالات,, والحمد لله رب العالمين.
* كلية التربية جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved