أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

متابعة

أمة في رجل
الحمد لله القائل: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد القائل: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء,,,) الحديث.
وفي مساء يوم الاربعاء الموافق 15/10/1421ه فجعت الامة الاسلامية في انحاء المعمورة جمعاء بمصاب جلل، ورزيّة عظمى بفراق إمام من أئمة أهل السنة وبقية السلف الصالح العالم الزاهد المجاهد محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله وجعل الجنة مثواه فأحسن الله عزاء المسلمين في هذا المصاب، ونتسلى بعد قول الله وقول رسوله بقول القائل:


وإذا أتتك مصيبة تشجى بها
فاذكر مصابك بالنبي محمد

وبفقده نودع سراجا مضيئا أنار بعلمه ظلمات الجهل، وعالماً فذاً وهبه الله قدرة عجيبة على دقة التحقيق والاستنباط وحسن الاستدلال في أحلك المسائل والمعضلات، مما كان له بالغ الأثر في إثراء ساحة الفكر الإسلامي على مدى نصف قرن من الزمان بالدروس والخطب والمحاضرات والمؤلفات والفتاوى والبحوث.
ولقد اثر عنه اطلاعه الواسع واخلاصه الكبير لامور دينه، فلم يكن المرض الذي كان يعاني منه من الاستمرار في القاء الدروس ومواصلة الاجابة على الاسئلة والفتاوى دون كلل او ملل، بل إنه لم يغلق هاتف منزله في وجوه المستفتين، إيثاراً لمصلحة الأمة على حساب صحته، وإرضاءً لربه، فظل الشيخ مجاهداً حتى الرمق الأخير في حياته، حيث كان رحمه الله وكما يقول أحد ملازميه بأنه يردد كثيراً قوله تعالى: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه .
وقد فتح الله على الشيخ علوماً كثيرة فهو عالم بالعقيدة والحديث والتفسير والفقه وأصوله وقواعده، والفرائض بل وحتى علوم النحو والبلاغة.
وبرحيلك أيها العالم الجهبذ حزنت القلوب وذرفت العيون وتقطعت الأكباد أسى وألماً، وحق لها ذلك كله، فنم قرير العين الى جوار قبر جبل الدعوة رحمكما الله وجبر مصيبة المسلمين بفقد علمائهم وأحسن الخلف عليهم وعوضهم خيراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فهد بن عبدالعزيز محمد الفهد
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved