أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

متابعة

إن أبكِه اليوم أبكِ الدهرَ من أسفٍ
(في رثاء صاحب الفضيلة العلامة الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله).


أسى بقلب طليح الهم محزونِ
يعتادُه الكربُ من حينٍ إلى حينِ
قد رقَّ حتى غدا من فرط رقته
يكادُ يوقفُه نبضُ الشرايينِ
وأسعفته دموعٌ سحَّ ساجُمها
كأنه الغيثُ يهمي في البساتينِ
تقرحت مقلتي من حزنها أسفاً
لفاجعٍ ظل بالدَّهياء يرميني
فاسكبُ الشعر دمعاً ساخناً ودماً
لعلَّه من أسى مُرٍّ يُسليني
وليس يُغني من العزَّاء ملحمةٌ
من حُر شعرٍ بديعِ النظم موزونِ
أضحى بياني عَريّاً من فصحاته
حتى غدا عاطلاً من وصف تبيينِ
غداة قيل طوت أيدي المنونِ لنا
ثوب الحياة عن الشيخ العثيمينِ
فأصبحت أمةُ الإسلام واجمةً
من الحجاز إلى القوقاز والصينِ
كأنما أُمتي من هوله ركبت
في فُلكِ خَطبٍ من الأحزانِ مشحونِ
معالمُ الدين قد دُكَّت جوانبُها
لعالمٍ مات بالأسقامِ مطعونِ
محمدُ الصالحُ المحمودُ شيمته
بقية السلفِ الزُّهرِ الميامينِ
وثالث ُ القمرين الفذُّ منهجُهم
بعلمه ازدان نهجٌ أيَّ تزيينِ
هوت كواكب كُثُرٌ قبله ومضت
تُضيءُ أفقاً بعلمٍ غير ممنونِ
قضى ابن بازٍ ولَهوَ الشمسُ قد كُسِفَت
ومثله قمر في العلم والدينِ
ولم يقم بعدهم في الناس من خلفٍ
سوى الشهابِ المنيرِ ابن العثيمينِ
حتى مضت روحُه لله طاهرةً
مغيَّباً شخصُه في التُرب والطينِ
إني لأحسبُه والموتُ يطلُبه
لينعمُ اليومَ في الجناتِ والعينِ
لكنَّما علمُه حيٌّ ليبعثه
بين الأنام ليبقى غير مدفونِ
إن أبكِه اليوم أبكِ الدهر من أسفٍ
فإن سيرتَه الحسناءَ تسبيني
أبكي العلومَ غزيراتٍ يُلقنُها
للطالبينَ بتوضيحٍ وتحسينِ
أبكي الفتاوى جريئاتٍ يفصِّلُها
بمنطقٍ زانه فصلُ البراهينِ
تبكي القصيمُ وطلابٌ وجامعة
ومسجدٌ في عنيزةَ جدُّ محزونِ
تبكي المنابرُ والقاعاتُ من حَزَنٍ
وسوف تندُبُه شتَّى الميادينِ
وكُتبُه سوف تبقى الدهرَ، شاهدةٌ
على براعته غرّ العناوينِ
قولٌ مفيد على التوحيد قيّده
أو زاد مستقنع في الفقه والدينِ
عقد ثمين يزين الجيد رونقُه
تلقفته أيادينا بتثمينِ
وسوف تفقدهُ للعلم أربطة
وسوف تذكرُه دُور المساكينِ
وساحةُ الأمر بالمعروف باكيةٌ
والنهي عن منكر بالرفقِ واللينِ
يذُبُ عن دعوة التوحيد يحرسُها
عن كل منتحل في الدين مفتونِ
ويحملُ المنهج الاصفى مواردُه
ما شابه من دخيل الفكرِ مأفونِ
لايتركُ السنة الغراء ملتفتاً
لمنهج باطلٍ بالصبغِ مدهونِ
ويبذُل النصح صِرفاً لايضِنُ به
ويُسمعُ الحق جهراً دون تلوينِ
يتابعُ النص في الفتوى يقولُ به
وليس يغفُلُ عن لحظ المضامينِ
أحيا الشعائر بيضاً حين أظهرها
من كل مُفترضٍ أو كل مسنونِ
إن مات أمسِ فقد باتت جلائله
تحكي المناقب عن خمسِ وسبعينِ
خمسُ وسبعون تمضي وهو يعمُرُها
مجاهداً بين لوح العلمِ والنُونِ
قد عاش من غير كبرٍ شامخاً جبلاً
فالشيخ من معشر شُمِّ العرانينِ
فما تعرض للأعراض يخطُبها
ولم يقف عند ابواب السلاطينِ
عاف المناصب والألقاب من ورعٍ
وظل يركلها من غير ما هُونِ
واهاً لشيخٍ جليل كان منتظراً
لفتنةٍ قد وراها كلُّ مغبونِ
قد كان سداً منيعاً دون مبتدعٍ
ودون منتفعٍ بالرأي موهُونِ
كم مُلحِدٍ ودعيٍّ ظل يُلقمُه
بكل فهرٍ من السجّيلِ مسنونِ
قد أصبح الناسُ أشياعاً ممزقةً
ما بين رامٍ ومرميٍّ ومزبونِ
وقولُه كان فصلاً عند مُحتكَمٍ
وعلمُه فاض في كلِّ المواعين
إن غيب الموتُ عنا شيخنا فلنا
إن شاء ربي لقاءٌ غير مظنونِ
والله نسأله للشيخ مغفرةً
ورحمةً يوم نشرٍ للدواوينِ

عبدالرحمن إبراهيم سالم الطقي
الدوحة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved