أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

متابعة

رحل القدوة قولاً وعملاً
أنين مفجوع
بأي حديث أبدأ أم بأي عبارة انشىء كلامي أم بأي اسلوب انثر ما في خاطري، أأمزق قلوب الاخوة مع تمزيقها أأنعي للأمة عالمها وجهبذها إنّ اقل واجب لعلمائنا ان ندعو لهم.
لقد رُزئت الأمة الإسلامية منذ زمن وخصوصا في هذين العامين بفقد العلماء وليس أي عام حتى اصبحنا نسميه عام الحزن لم لا وقد وضعوا فجوة بموتهم لم لا ونحن بأمس الحاجة إليهم,,,
وبهذا نحس بدنو نهاية هذا العالم وقد قال جمهرة من علماء التأويل عند قوله تعالى: أولم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها ,, الرعد (41),, بموت العلماء وقال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينتزع العلم انتزاعاً من صدور الرجال ولكن ينتزعه بموت العلماء,,, الحديث,.
ولم تبرأ جراحنا بأولئك الكوكبة من العلماء حتى أدمي الجرح مرة اخرى بعدما سمعنا يوم الاربعاء 15/10 وبعد صلاة المغرب بوفاة علم من اعلام هذه الامة والدنا العلامة حبر الامة وترجمان القرآن,, العالم الرباني الشيخ/ محمد بن صالح بن عثيمين عليه رحمة الله,, لما سمع الخبر ابني في الرابعة من عمره بكى!! فما عساي أن أقول لأسرته وابنائه بل طلابه، خيم الحزن واسودت ليالينا,, اللهم لا اعتراض على أمرك,.
لا نبكي لرحيل الشيخ خوفاً عليه,, لا وألف لا,, لأنا نعلم ان الله جل وعلا أعد لأمثاله,, ولانزكي على الله احداً ما لا يعد ولا يحصى وما عند الله خير وأبقى ,,, ولكن نبكي لوداعه لان العين لتدمع وإن القلب ليحزن,,, نبكي لهذا الجيل الذي هو بأمس الحاجة الى أمثاله,,, اللهم عوضنا بخير منه,, آمين.
لقد وضع له القبول في الارض فما من أحد الا ويحبه وما يصدر من امر الا وتقبل ولا ادل على ذلك من فتواه رحمه الله في خياطة ثوب الاحرام,, كان رحمه الله على جانب كبير من العلم وقد تجمعت فيه صفات المعلم الاربع: 1 الاخلاص، 2 القدوة، 3 القوة العلمية، 4 اللين، فكان رحمه الله مخلصا عمله لوجه الله ولا نزكي على الله احدا وقد اتضح ذلك في بركة علمه، كما كان رحمة الله عليه قدوة في عمله وقوله وهيئته لما يسير في الشارع يسلم على كل أحد صغيرا كان أم كبيراً ثم يقول سنة غفل عنها الناس افشوا السلام بينكم كما كان على جانب كبير في القوة العلمية امام طلابه فهو رجل مربٍّ معلم اذا تكلم تكلم بأصالة وعمق وامام هذا وذاك فقد كانت الابتسامة لا تفارق محياه إلا اذا سمع نازلة بالامة او فتوى نقلت عنه خطأ,, يحب مجالسة من يزوره من خارج البلاد للسؤال عن احوال الامة وحال الدعوة والدعاة.
أما إذا سألت عن كرمه,, فهو البحر من أي الجهات أتيته ليعلم كل أحد ان جميع طلبته لا سيما المغترب يعيش على نفقة الشيخ بل لما يشتري الكتاب يعطيه الشيخ ثمن الكتاب ولما يعجز المبنى والذي كان ملكا للشيخ ان يستوعب الطلبة يستأجر لهم من حسابه الخاص,كان رحمة الله عليه صاحب كلمة طيبة وابتسامة صادقة وتوجيه سديد وبذل وسخاء وحب وتفان لهذا الدين.
كما كان وهو على فراش موته يوصي من يزوره بتقوى الله والحرص على العلم وتبليغه والعمل به.
لقد ادى الشيخ رحمة الله عليه رسالة خالدة ومضى فهل نقضي الوقت بالحسرة؟؟ ان الذي بقي علينا هو أن نحذو حذوه ونعمل بمنهجه الكتاب والسنة وان نبلغ ما بلغه وان ندعو الى مادعا اليه لتكون نهايتنا نهايته ومثوانا مثواه الى جنة الخلد ان شاء الله.
اللهم اجعله في راحة وابدله بكل مصيبة رفعة في الدرجات, اللهم اغفر لنا وله ولا تفتنا بعده وأبدلنا بخير منه إنا لله وإنا إليه راجعون .
ناصر بن صالح المزيني
رئيس هيئة قصر ابن عقيل / الرس

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved