أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

محليــات

الشيخ محمد العثيمين وحقيقة موقفه من التداوي والعزاء
عبدالله الصالح العثيمين
كان العالمان الجليلان عبدالرحمن السعدي وعبدالعزيز بن باز تغمدهما الله برحمته ورضوانه أعظم استاذين للشيخ محمد العثيمين، رحمه الله، وكان لهما من غزارة العلم، وفضل نشر المعرفة التي وهبهما الله والتفاني في ارشاد الناس إلى ما يحتاجون إليه من أمور دينهم، ما جعل مودتهما تنغرس في افئدة الكثيرين, ولعل شهرة الشيخ السعدي عن طريق انتشار مؤلفاته بعد وفاته قد أصبحت أعظم من شهرته في اثناء حياته لاسباب منها أن وسائل الاتصالات الحديثة لم تكن بمثل ما تطورت إليه, ومن أدلة شهرته المتجددة المتسعة مع مرور الزمن عبر كتاباته المتضمنة لارائه ان هيئة كبار العلماء في المملكة قد استأنست برأيه في الحكم على بعض القضايا المعاصرة المهمة، وأن تفسيره القرآن الكريم بالذات من أكثر الكتب رواجا داخل المملكة وخارجها، وبخاصة في دول المغرب العربي, أما الشيخ ابن باز فمهما أوتي المرء من قدرة كتابية فلن يوفيه حقه.
وكان لتلميذ العالمين الجليلين، الشيخ محمد العثيمين، من العلم والجهد في نشره، والقبول لدى الناس داخل المملكة وخارجها ما له, مما لا مجال، هنا للاشارة إليه، ولان الشيخ محمدا رحمه الله حظي بمثل هذا القبول فإن من المناسب ان يبين موقفه من التداوي والعزاء, ذلك ان الكلام عن موقفه منهما كثر بين الناس، سواء في مجالسهم او في كتاباتهم، وذلك لئلا يفهم البعض خلاف ما كان واقعا.
لقد جاء اكتشاف مرض الشيخ، رحمه الله، متأخراً، وكان اكتشافه أول الامر في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني, وقد قام المستشفى ادارة ومختصين بما يشكرون عليه من عناية ثم اجريت له فحوصات اخرى في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ونال من إدارته والمختصين به كل عناية ورعاية فجزى الله الجميع في المستشفيين خير الجزاء, وقد اختلفت آراء الاطباء سواء من كشفوا عليه أو من اطلعوا على التقارير عنه واستشيروا حولها، في طريقة علاجه, فكان منهم من رأى علاجه بالأشعة والكيماوي، ومنهم من لم ير ذلك, وفي تلك الظروف كان الشيخ محمد متردداً لما رآه من اختلاف وجهات نظر الأطباء, ولمزيد من الاطمئنان، تشخيصا وعلاجا، جاءت مشورة ولاة الأمر في هذا الوطن له كي يسافر الى امريكا, حفظهم الله ورعاهم وجزاهم أفضل ما يجزي به عباده الصالحين على ما أبدوه تجاهه من عطف وما قاموا به من رعاية, وقد أكدت الفحوصات هناك ما تُوصل إليه من تشخيص في المملكة, واستقر الرأي الطبي على ان يعالج مدة بالاشعة، مع جرعات مخففة بالكيماوي، ثم يبدأ العلاج بالكيماوي وحده, وسُر الشيخ محمد بذلك، وقدم إلى الوطن ليبدأ في مستشفى الملك فيصل التخصصي ما استقر الرأي الطبي عليه، وعالج بالأشعة فعلا, على ان الأطباء رأوا أخيراً ان سلبيات علاجه بالكيماوي أوضح من ايجابياته، ففضلوا عدم علاجه به، وقبل الشيخ ما فضلوه.
أما بالنسبة للعزاء فقد تردد في المجالس وفي بعض الكتابات انه قد اوصى بعدم الجلوس للتعزية به, والوصية عرفاً لها مفهومها، مكتوبة أو منطوقة, والواقع ان الشيخ رحمه الله لم يوص، كتابة أو شفهياً، بعدم الجلوس للتعزية به, لكنه كان لا يرى من حيث المبدأ، الجلوس للتعزية, وطبق رأيه هذا بعدم جلوسه للعزاء في المنزل عند وفاة والده، ثم وفاة أمه، رحمهما الله, ولأن عدم الجلوس للتعزية هو موقفه، رأياً وتطبيقاً، فإن أولاده وبقية أفراد اسرته لم يجلسوا للعزاء، مكتفين بما حدث من تعزية لهم في المقبرة التي دفن فيها، وفي مسجد الجامع بعنيزة وغيره من المساجد، وبما تلقوه من تعزيات عبر الهاتف أو من خلال البرقيات والكتابات، وإن كاتب هذه السطور، وأولاد الشيخ محمد وأفراد اسرته جميعاً ليعبرون عن شكرهم الجزيل لكل من واساهم في مصابهم، ويدعون الله لهم بحسن الجزاء والمثوبة، ويسألونه سبحانه أن يتغمد الفقيد برحمته، ويلهم الجميع الصبر والسلوان.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved