أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 18th January,2001 العدد:10339الطبعةالاولـي الخميس 23 ,شوال 1421

مدارات شعبية

لمن الكأس؟
سليمان بن عبدالعزيز الموسى
منذ فترة طويلة وفي حقبة ماضية من الزمن، تنافس على كأس الهوى في الشعر شاعران كبيران ذاع صيتُهما وأحبهما الناس في ذلك الزمان، ومازالوا يحبونهما واختلفوا على مَن هو أحق بالكأس من الآخر، لأن كليهما مبدعان، وكليهما يرسمان بالشعر أجمل وأحلى الألوان الشعرية، خاصة أنهما برزا في الشعر العاطفي، وهاما فيه أشد الهيام، وما زاد التنافس بينهما تقارب فترتهما الزمنية.
شاعرنا الأول هو الشاعر الرائع شاعر المشاعر وشاعر الغزل العفيف محمد بن لعبون الوائلي، له العديد من القصائد الرائعة والقصص الجميلة، عُرف بسلاسة شعره وعذوبة كلماته حيث يقول:


ياعلي صحت بالصوت الرفيع
يامره لاتذبين القناع
ضحكتي بينهم وانا طفل رضيع
ما سوت بكيتي يوم الوداع

ولا ملامة إن عَشِق الناس هذا الشاعر بعد هذين البيتين.
شاعرنا الآخر هو شاعر الغزل الرقيق والكلمات الجذابة محسن الهزاني الذي هام في الغزل وقدم لنا قصائد تَعَانَق فيها جمالُ القصيدة وصدق المعنى ووضوح الرؤية,.
ومن قصائده هذا المقطع الذي يقول فيه:


بيني وبين صويحبي وقفة أحوال
يا من يدير الصلح بينه وبيني
أعطيه ماتملك يميني من المال
واجعل مقره بين قلبي وعيني

لذلك كله فقد كان كأس الهوى حائراً بين هذين الشاعرين، فإذا انتقل إلى أحدهما عاد بسرعة إلى الآخر,, والحق أن كليهما يستحقان الكأس ولا عجب في ذلك,.
والآن,, وفي عصرنا الحاضر نرى التاريخ يُعيد نفسه وما أشبه الليلة بالبارحة,, ففي ميدان الشعر شاعران كبيران في كل شيء,.
شاعر تميم الكبير عبدالله بن صقيه أحد فحول الشعر,, تعجبك كلماته بجزالتها وقوة معانيها، وله ديوان شعر جميل يستحق التأمل والاقتناء,,, ونتمنى ان يتحفنا بما هو جديد وجميل.
الشاعر الآخر,,, شاعر هوازن الشاعر الكبير عبدالرحمن العطاوي,, شاعر تأسرك قصائده بجمالها ووضوح معانيها,.
والحقيقة أن كلاً منهما يستحق هذا الكأس,,, فإذا كان كأس الهوى بالأمس حائراً بين الهزاني وابن لعبون فهو اليوم حائر أيضاً بين ابن صقيه والعطاوي.
والحق أن هؤلاء الأربعة يستحقون كؤوساً من الحب والتقدير والاحترام,, نسأل الله للأموات منهم الرحمة والمغفرة، وللأحياء طول العمر وحسن العمل.
وختاماً عزيزي القارئ لك الحق في تقديم كأس الهوى لمن تشاء من هؤلاء المبدعين وإن كان التتويج صعباً,,, فلمن الكأس؟
وإلى لقاء قريب.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved