أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

مقـالات

اليهود وشرورهم عبر التاريخ
د, محمد بن سعد الشويعر
اليهود أمة جبلت على المكر والخداع والكذب، يخادعون الله وهو خادعهم، نصبوا من أنفسهم العداوة لله ولشرعه، منذ قدم التاريخ، وقد قصَّ القرآن الكريم، حكايات واقعة من حياتهم، وشروراً بانت في طبائعهم، حيث استحقوا لعنة الله عليهم، واللعن هو الطرد من رحمة الله سبحانه.
ولم تلعن نصاً أمة من الأمم باسمها، إلا اليهود، مما يدل على تأصّل الشر في نفوسهم، ومحاربتهم لله سبحانه علناً.
وقولهم عليه سبحانه بغير الحق، ولقتلهم الأنبياء، ولعدم تناهيهم عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يعتدون.
أما بقية الأمم فيأتي اللعن عن صفات لمن عملها استحق اللعن، ومن ابتعد عنها تجافى عن اللعن، من باب التحذير والتخويف من تلك الأعمال، لما فيها من ضرر على الفاعل نفسه.
يقول سبحانه: وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء (المائدة 64), جاء في التفسير الميسر على هذه الآية القول: يطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على شيء من مآثم اليهود، وكان مما يسرّونه فيما بينهم، أنهم قالوا: يد الله محبوسة عن فعل الخيرات، بخل علينا بالرزق والتوسعة، وذلك حين لحقهم جدب وقحط، غلت أيديهم أي: حبست أيديهم هم عن فعل الخيرات، وطردهم الله من رحمته بسبب قولهم، وليس الأمر كما يفترونه على ربهم، بل يداه مبسوطتان لا حجر عليه، ولا مانع يمنعه من الانفاق، فإنه الجواد الكريم، ينفق على مقتضى الحكمة، وما فيه مصلحة العباد.
وفي الآية إثبات صفة اليدين لله سبحانه وتعالى، كما يليق به، من غير تشبيه ولا تكييف، لكنهم سوف يزدادون طغياناً وكفراً بسبب حقدهم وحسدهم، لأن الله قد اصطفاك يا محمد بالرسالة، ويخبر تعالى: ان طوائف اليهود سيظلون إلى يوم القيامة، يعادي بعضهم بعضاً، وينفر بعضهم من بعض، كلما تآمروا على الكيد للمسلمين بإثارة الفتن، وإشعال نار الحرب، رد الله كيدهم، وفرق شملهم.
ولا يزال اليهود يعملون بمعاصي الله، مما ينشأ عنها الفساد والاضطراب في الأرض، والله سبحانه وتعالى لا يحب المفسدين , (118).
والمتتبع لآيات الذكر الحكيم، وما جاء فيها من حوار ونقاش، يدرك نماذج من أكاذيبهم على الله سبحانه، وعلى أنبيائه، وتعمدهم الإساءة لكل شيء أمر الله به، فحرفوا كلام الله، وغيروا في شرائعه سبحانه، بما تصف ألسنتهم، وتهوى قلوبهم، وتحايلوا على كل أمر يكلّفون به، حتى مسخوا قردة وخنازير، يقول سبحانه: قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله، من لعنه الله وغضب عليه، وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت، أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل (المائدة 60).
أما كذبهم على أنبيائهم، فقد جاء في تلمودهم المصحّف والمكذوب فيه: اتهام لوط عليه السلام بالزنا ببناته، حيث زعموا أنهما تواطأتا، أن تنام في فراشه كل يوم واحدة، لعله يأتي له ولد ذكر، حيث لم يكن له إلا بنات، كما قصّ الله علينا خبره في القرآن، وأنبياء الله مبرأون من هذه التهمة.
وزعموا أن نوحاً كان نائماً وتكشّفت عورته فمرّ به ابنه حام فلم يستر عورة أبيه، أكثر من مرة، وإذا مر به سام، أو ابنه يافث، مال ببصره عنه، ورجع إليه القهقرى، حتى يقترب منه، ويمد يده من الخلف حتى لا يرى عورة أبيه، ثم يغطيها,, فلما علم نوح دعا على حام بأن يذله الله، وأن يكون أولاده عبيداً وخدماً لأولاد أخويه سام ويافث، فكان من ذريته الجنس الأسود,, الزنوج .
أما أنبياء الله فقد أخبرنا الله جل وعلا عنهم انه يقتلونهم، فقد ادعوا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم (النساء 157) وقتلوا زكريا عليه السلام.
ولا يزال النصارى يطالبونهم بدم المسيح، على اعتبار أنهم قتلوه، وهذا من أسرار عداوة بعضهم لبعض، كما حاولوا قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالقاء حجر عليه، وهو تحت جدار لهم يفاوضهم، وسحروه في مشط ومشاطة، ودسوا له السمّ في لحم عضد شاة,, وتمالأوا مع المنافقين في المدينة، ومع كفار قريش وغيرهم، وساعدوا الأحزاب، في حصارهم المدينة في غزوة الخندق,, حتى حكم الله فيهم أمره، عندما نزلوا على حكم سعد بن معاذ - رضي الله عنه - الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرى أن تقتل مقاتلتهم وتسبى أموالهم ونساءهم وذراريهم، وكان قبل ذلك،وهو مصاب في أثر المعركة، ودمه يسيل يقول: اللهم لا تمتني، حتى أرى في يهود، ما يرضيك,.
وفي حكمه قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وافقت فيهم حكم الله من فوق سبع سموات ,.
فاليهود مهما حاولوا المسكنة، وشراء الضمائر والذمم بأموالهم وكلامهم المعسول، وتشويه الحقائق بتسلطهم الإعلامي، فإنهم ينكشفون، وتبين دخائل ضمائرهم,.
ولعل الخبر الذي نشرته جريدة الجزيرة في عدد يوم الإثنين الماضي 13 شوال 1421ه، فاتحة خير في اليقظة الأمريكية، من خطر اليهود، الذي نبّه إليه رئيسهم السابق: بنيامين فرانكلين، مشاركاً في هذا الرئيس الأمريكي جورج واشنطن، فيما سوف نورده في هذه الكلمة.
وما ذلك إلا أن اليهود جرثومة فتاكة، لا تحل في مكان إلا أفسدته، وما استوطنت بقعة من الأرض إلا آذت أهلها الأصليين بالحيل والمكر، والغدر والخيانة,.
يقول خبر الجزيرة في الصفحة الأولى: أكد السياسي الأمريكي الشهير، بول فيندلي: أن المسلمين الأمريكيين هم الذين فتحوا الطريق أمام جورج بوش إلى البيت الأبيض، وقال: انه ينبغي على الرئيس الأمريكي القادم ان يشكر هؤلاء المسلمين، وخاصة مسلمي ولاية فلوريدا لدورهم في فوزه، في انتخابات الرئاسة بالولايات الأمريكية,, جاء ذلك في مقال نشرته مجلة واشنطن ريبورت الأمريكية الشهيرة الشهرية، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط,, وكتبه فيندلي صاحب الكتاب المعروف: من يجرؤ على الكلام عن النفوذ الصهيوني في الولايات المتحدة، الذي أغضب اللوبي اليهودي الأمريكي، وأدى إلى فقد عضويته في الكونجرس، بعد أن ظل عضواً عن ولاية ألينوي ما بين 1961 إلى عام 1983م,, مثل هذا الشعور قد بدأت دائرته تتسع في المجتمع الأمريكي، حيث أحس بعيدو النظر بنفوذ اليهود يكبر مع أنهم يعتبرون أقلية في المجتمع الأمريكي وبسيطرتهم على السياسة الداخلية والخارجية، ولسوف يصحو الضمير الأمريكي خوفاً على سمعة أمريكا، ومكانتها بعد انحلال الاتحاد السوفيتي، وتفرق دويلاته بمنتهى السهولة، ولابد أن يدرك عقلاء أمريكا، ان مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، ومركزها العالمي، أهم من سيطرة اليهود الذي يعتبر عددهم بالنسبة للشعب الأمريكي، كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، ووفدوا إليها منبوذين من كل مكان,, فقد عاونوا الدول الأوروبية في طرد العرب من الأندلس، ولكنهم بدأوا بعد ذلك يتآمرون على الحكومة الأسبانية، ثم الحكومة البرتغالية,, فاضطروا إلى التضييق عليهم حتى نزحوا لأوروبا كما قال ديورانت في قصة الحضارة الذي أبان عن دور اليهود في زعزعة الأوضاع في هاتين الدولتين، ولم تستقر إلا بعد ابعاد اليهود,.
وفي أوروبا مقتهم في أغلب دولها معروفة، وما قال عنهم الألمان، وما عمله هتلر بشأنهم، حيث لا يزال العالم وخاصة في أمريكا يحوطهم بالعطف والتعويضات الجزيلة كناحية انسانية، امتصت الغضب ضد هتلر النازي ومبادئه,, ولكن الجذور لأعمالهم، لا تزال راسخة في سجل اعمال اليهود، الذين يكتوي بنارهم كل من فتح لهم صدره.
وفي تركيا لم يلعب الدور الكبير في إسقاط الخلافة الإسلامية إلا يهود الدونما، وحزب الاتحاد والترقي، الذي أقامته المحافل الماسونية، التي هي تدبير صهيوني، يريد به مخططوه تحقيق حلم الصهاينة، بالسيطرة على العالم، إعلامياً واقتصادياً، وفكرياً وسياسياً، لأنهم يرون جنسهم فوق الأجناس، ويريدون التحكم في مصائر شعوب الأرض, فهم يضعون المخططات، ولا يظهرون في الواجهة، بل يسخرون من ينفذ مآربهم وفق ما يرسمون، ولا يهمهم أي مركب يمتطونه في هذا السبيل، لأن المبدأ عندهم: الغاية تبرّر الوسيلة,.
فالمرابات المالية، ومص دماء الشعوب من مداخلهم، والدسائس والمؤامرات السرية من أعمالهم، والخيانة والغدر وفساد الذمم من أوفر خصالهم، والفساد الخلقي وأفلام الجنس والعري من وسائلهم,, وغير هذا من الأعمال التي يرونها سبباً في تحقيق ما يريدون، لأن المجتمعات إذا فسدت، والأخلاق اذا تدمرت، تسهل عليهم امتطاء ظهور الرجال لتحقيق ما يهدفون، ومن لا يستجيب يهدد إما بالفضيحة الإعلامية، أو بتشويه السمعة حتى يفقد مركزه الاجتماعي، ليبحثوا عن ضحية آخر، ولا يتورعون عن القتل ليخلو الجو، والكذب ووضع الدسائس.
أذكر في احدى المرات، وكنت عائداً من أمريكا عن طريق امستردام عاصمة هولندا، وعرجنا على كوبنهاجن بالداينمارك، وفي تجوالنا نبحث عن مسجد ذكر لنا بأنه في زاوية احدى العمائر، وقفنا عند مدخل جانبي لإحدى العمائر، لنسأل عن المسجد، فوجدنا شخصاً على مكتب في المدخل، فتجاهل سؤالنا عن المسجد، وحدثنا بالفرنسية يدعونا للدخول في هذا المكان، وكان من الرفقة من يجيد هذه اللغة,, فاطلع على لوحات الاعلانات واذا هي صور لراقصات وفتيات سيئة وطلب منه ذلك الرجل النزول درجات من السلم، فإذا الصور تختلف عما رأى لأنها صور فاضحة وعارية تماماً.
رجع ليستوضح من هذا الرجل عن هذا المكان، فإذا هو يرغبه وأن التذكرة رخيصة جداً، وبين الأخذ والرد رأيت ان في رقبة هذا الرجل سلسلة ذهبية معلق فيها نجمة داود السداسية رمز اليهود ورمز علم دولة البغي في فلسطين,, فهمست في أذن صاحبي بصوت خافت وباللغة العربية، ان هذا وكر من أوكار الصهاينة يجب الابتعاد عنه، والعلامة النجمة التي تتدلى على صدره,, وبسرعة رأيت الرجل يدخل هذه النجمة الذهبية تحت القميص.
فجذبت صاحبي، وبقية المرافقين للابتعاد، حيث ادركت انه يجيد العربية، ولكن لم يرد التحدث معنا بها,, وان مكانهم هذا من أوكار الفساد الخلقي الذي يحرص عليه اليهود, والذي عرفوا به.
ومن هذا ندرك السر الذي اغضب كثيراً من الدول الأوروبية، ورعاياها خاصة على اليهود، بعدما وقعت في أيديهم نسخ من بروتوكولات حكماء صهيون,, التي أحدث نشرها ضجة في العالم بأسره في أوروبا خاصة، واتسع نطاقها ومعرفة ما وراءها من خفايا اليهود، عندما تبنت جمعيات ومؤسسات في أوروبا وغيرها، نشرها وترجمتها لعدة لغات وطبعت,, رغم ان اليهود عملوا في المقابل جمعيات سرية، رصد لها مبالغ مالية كبيرة منهم، لشراء كل ما يجدون من هذه الكتب واحراقها,, فصار الأمر بين صراعين: اليهود يريدون إخفاء نواياهم وباطلهم، وغيرهم وخاصة النصارى في أوروبا يسترجعون العداء الكامن من القدم بينهم وبين اليهود، ليحذروا أممهم منهم,, بشواهد مما ظهر في هذه الوثيقة السرية في بروتوكولاتهم,, وما يضمرون من شر نحو البشرية جمعاء، وما يخططونه من أجل السيطرة بكافة وسائلها.
وما نريد إثباته هنا من تخوف الرؤساء الأمريكان، على دولتهم من اليهود دليل مادي يجب أن ينتبهوا له قبل أن يتعاظم أمر اليهود فيدمروا أمريكا بأنانيّتهم وحقدهم على جميع البشر على وجه الأرض، بما فيه من أحسن اليهم وآواهم، وشاهد ذلك أعمالهم الآن في فلسطين، وجرائمهم مع الأطفال والنساء المحرم قتلهم دولياً.
وهذه ترجمة للنص الانجليزي المنشورين معاً في صحيفة الإخوان العدد 209 الجمعة 7 شعبان 1421ه الموافق 2/11/2000م وهي تصدر في لندن,.
يقول الرئيس الأمريكي بنيامين فرانكلين، حول الخطر اليهودي على المجتمع الأمريكي: أنا اتفق مع الجنرال جورج واشنطن تماماً، في أننا يجب أن نحمي هذه الأمة الوليدة، من محاولات الاختراق والتأثير الماكر,, وهذا التهديد أيها السادة هم اليهود.
في أي دولة استوطنها اليهود بأعداد كبيرة، فإنهم قضوا على الأخلاق فيها، وهبطوا بالروح المعنوية، وعملوا على تدهور تكامله الاقتصادي، كما أنهم عزلوا أنفسهم، ورفضوا الاندماج فيه، وكذلك قاموا بالسخرية، والتقليل من شأن الديانة المسيحية، التي على أساسها قامت هذه الدولة، وذلك عن طريق معارضة تعاليمها وحرماتها، كما أنهم يقومون بانشاء دولة داخل الدولة، وحينما تتم مقاومتهم، يحاولون خنق هذه الدولة مالياً، تماماً كما فعلوا في اسبانيا والبرتغال.
لأكثر من 1700 عام يندب اليهود مصيرهم، البائس، بأنهم طردوا من وطنهم الأم، الذي يدعون انه فلسطين، ولكن أيها السادة اذا أعطاهم العالم اليوم، هذا المطلب بسهولة، ودون ثمن، فإنهم سيجدون على الفور سبباً آخر، أو تبريراً لعدم عودتهم.
لماذا,,؟ الجواب,, لأنهم مصاصو دماء، ومصاصو الدماء لا يعيشون على مصاصي دماء آخرين، فهم لا يستطيعون أن يعيشوا فقط فيما بينهم، أو مع بعضهم البعض، إلا أن يتطفّلوا ويغلقوا على المسيحيين والشعوب الأخرى، التي ليست من عرقهم.
إذا لم تمنعوهم ففي خلال 200 عام، سيصبح أحفادنا خادمين لليهود، وعاملين في مزارعهم وحقولهم، بينما هم جالسون في بيوت المال، يفركون أيديهم في نشوة.
أنا أحذركم أيها السادة,, اذا لم تمنعوا اليهود، وتتجنبوهم في جميع الأزمان، فسيلعنكم أبناؤكم في قبوركم.
أيها السادة دعوا اليهود يولدون أينما ولدوا، حتى وان ولدت أجيالهم أبعد ما يكون عن آسيا، فلن يكونوا شيئاً آخر، فأفكارهم لا تتوافق، ولا تتماشى مع أفكار الأمريكان، حتى ولو عاشوا وسطنا,, معنا لعشرة أجيال,, فالنمر لا يستطيع أن يغير جلده، اليهود تهديد لهذا البلد، اذا سمح لهم بدخوله,, ويجب أن يبعدوا عنه، بواسطة هذا الدستور,, التوقيع: بنيامين فرانكلين.
إنها وصية رئيس مخلص لأمته، شخص فيها الداء الكامن من اليهود، ووصف الدواء بابعادهم عنه، حتى لا يفسدوا ويثيروا الفتن بأنانيتهم,, فهل يسمع الأمريكان المتعاونون مع اليهود نصيحة رئيسهم السابق، وغيرهم من المفكرين نرجو الله ان يقدر ما فيه الخير والصلاح للمسلمين في كل مكان، وأن يكفيهم شر من جبلت نفسه على الشر.
جزاء الخيانة:
قال التنوخي في كتابه الفرج بعد الشدة: حكي ان رجلاً أمسى في بعض محال الجانب الغربي من مدينة السلام، ومعه دراهم لها قدر,, فخاف على نفسه من الطائف، أو من بلية تقع عليه، فصار إلى رجل من أهل الموضع، وسأله ان يبيِّته عنده فأدخله.
فلما تيقن أن معه مالاً، حدث نفسه بقتله، وأخذ المال,, وكان له ابن شاب، فنوّمه بحذاء الرجل في بيت واحد أي غرفة واحدة ولم يعلم ابنه بما في نفسه، وخرج من عندهما، وقد عرف مكانهما، وأطفأ المصباح فقدر أن الابن انتقل من موضعه إلى موضع الضيف، وانتقل الضيف إلى موضع الابن، وجاء أبوه يطلب الضيف، فصادف الابن فيه، وهو لا يشك انه الضيف فخنقه فاضطرب ومات,, وانتبه الضيف باضطرابه، وعرف ما أريد به، فخرج هارباً وصاح في الطريق، ووقف الجيران على خبره، وأغاثوه وخرجوا إليه,, وأخذ الرجل فقرر,, فأقرّ بقتل ولده، فحبس، وأخذ المال من داره، فرد على الضيف وسلم، قال المؤلف: وقد جرى في عصرنا مثل هذا، فحدثني مبشر الرومي قال: لما خرج معز الدولة، في سنة 337ه وانهزم ناصر الدولة من بين يديه انفذني مولاي لأكون بحضرته وحضرة الصيمري كاتبه، وأوصل كتبه إليهما,, فسمعت حاشية الصيمري يتحدثون: انه جاء إليه ركابي من ركابنته وقال له: أيها الأمير ان قتلت لك ناصر الدولة أي شيء تعطيني؟!,, قال: لك ألف دينار، قال: فأذن لي أن أمضى وأحتال في اغتياله، فأذن له,, فمضى إلى ان دخل عسكره، وعرف موضع مبيته من خيمته، فرصد الغفلة حتى دخلها ليلاً، وناصر الدولة نائم، وبالقرب من مرقده شمعة مشتعلة، وفي الخيمة غلام نائم.
فعرف موضع رأسه من المرقد، ثم أطفأ الشمعة، واستل سكيناً طويلاً ماضياً، كان في وسطه، وأقبل يمشي في الخيمة، ويتوقى ان يعثر بالغلام، وهو يريد ناصر الدولة,, فإلى أن وصل إليه، انقلب ناصر الدولة من الجانب الذي كان نائماً عليه، إلى الجانب الآخر، وزحف في الفراش، فصار رأسه على الجانب الآخر من المخاد والفراش، وبينه وبين الموضع الذي كان فيه مسافة يسيرة.
وبلغ الركابي إلى الفراش، وهو لا يظن إلا أنه فيه، وأنه في مكانه.
فوجأ الموضع بالسكين، بجميع قوته، وعنده أنه قد أثبتها في صدره، أي صدر ناصر الدولة، وتركها في موضعها وخرج من تحت أطناب الخيمة.
وصار في الوقت إلى معسكر معز الدولة، فوصله وأخبره أنه قتل ناصر الدولة، وطالب بالجعالة فاستشرحه كيف صنع فشرحه له,, فقال له: اصبر حتى يرد جواسيس بصحة الخبر.
فلما كان بعد يومين، ورد الجواسيس بأخبار عسكر ناصر الدولة، وما يدل على سلامته، وان انساناً أراد ان يقتله فكان كيت وكيت، وذكر له خبر السكين,, فأحضر معز الدولة الركابي، وسلمه إلى أبي جعفر محمد الصيمري,, وقال له: اكفني أمر هذا الركابي، فإن من تجاسر على الملوك، لم يجز أن آمنه على نفسي,, ففرقه الصيمري سراً (4:107 109).

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved