أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

مقـالات

مرفأ
بيننا مراهق مسلح,,!!
منيرة ناصر آل سليمان
الدولة مسؤولة عن الأمن واستتبابه، وحماية المواطنين وسلامتهم,, ما استطاعت,, لكنها بالتأكيد ليست مسؤولة عن تربية الأبناء في بيوتهم ايضا,,!!
برغم الجهود المبذولة لنشر الوعي الأمني بكل السبل حتى وإن كان تربوياً عبر أجهزة الإعلام.
لكن من يسحب أذن هذا الاب وهو يرى مراهقة ابنه تتمثل في معظم تصرفاته واغلبها تتصف بالطيش وقلة تقدير الأمور ومع هذا يُسلمه سلاحاً خطيراً في الوقت الذي ينتظر منه محاسبته ان هو اقترف ذلك,,,؟!
غير أنه وبكل أريحية وأعصاب مثلجة يُقدم له هذا السلاح وكأنه يعطيه سلاح الماء الرشاش وقت كان صغيراً,,!
وكأنه لا يعلم انه وهو يقذف ما بداخله إنما يرمي رصاصة وليس قطرة ماء!!
هكذا ببساطة ساذجة يعطيه إياه ليجربه مع صديقه فالاب لم يحسن ذلك بعد,,!
المراهق أصبح من الخبرة بحيث يمكنه تحديد مدى فاعلية هذا السلاح ويعطي والده خبرته في الشراء من عدمه أو هو يقرر بدلاً عنه,,! برغم ان الابن لا يُحسن استعماله,, حدث هذا فعلا ,!!
حتى اصبح الكثير من اولئك المراهقين يفخرون بحمل السلاح سواء أكان هذا الحمل مؤقتا ام دائما,, تخيلوا هذا الطفل الكبير وهو لم ينعتق بعد من طفولته وعقلية صغره تخيلوه وهو ما زال يحبو في عالم الرجولة,, وقد أصبح رجلاً,, فهو يحمل السلاح.
مراهق تشحنه كلمة وتلهبه اقل المشاحنات، يستشيط غضبه ويصبح مارداً من مجرد تصرفات يظنها مهينة له، مراهق يصعب عليه كبح جماح نفسه الملتهبة غضباً لأي شيء,, وقتها وهو يرى السلاح قربه أليس من الممكن ان يقترف إثماً يندم عليه طيلة حياته، ويندم عليه من حمّله هذا الإثم,,! أو حتى غفل عن مراقبته حين يحمل ابنه السلاح دون علمه؟! فيا ايها الآباء أحسنوا تربية أبنائكم وخاصة المراهقين منهم، كونوا لهم عوناً على أنفسهم وليس عوناً لها.
وليس الحجة أن ذلك يجعل منهم رجالاً ويشعرهم بالمسؤولية إذ إن عليكم أولاً ان تنتظروهم ليصبحوا رجالاً فعلاً,, ويمكنكم إشعارهم بالمسؤولية بعيداً عن الخطر وإيذاء أنفسهم والآخرين.
وهذا بالطبع ليس مدعاة لحمايتهم فنحن ولله الحمد ننعم بالأمن والأمان وما قد يحدث من استثناء فهو يظل مستثنى فعلاً ولا ينسحب على الجميع ككل المجتمعات.
ثم ان احببتم الاقتداء بالأوائل حين علموا ابناءهم الرماية فيجب ان تأخذوا منهم أكثر من ذلك وما هو اولى فأبناء اولئك قادوا الجيوش وليس فرق اللعب والحواري!
وتسلحوا بالعلم والإيمان قبل السلاح، وتخلقوا بخلق الإسلام حتى اصبح صغيرهم كبيراً في خلقه وتقواه!وبعدُ فإن كنتم أيها الآباء تدرون عن تسلح ابنائكم فتلك مصيبة، وإن كنتم لا تعلمون فالمصيبة أعظم.
وقانا الله تعالى وشبابنا من كل مكروه.
مرفأ صغير:
قال الشاعر:


كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً
بالطوب يُرمى فيرمي أطيب الثمر

ترى من منا يحمل كل هذا العطاء الشامخ؟!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved