أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

متابعة

العالم العملاق
فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين عالم كبير من علماء المملكة العربية السعودية واذا كانت المملكة العربية السعودية قد اشتهرت بتصديرها للبترول للعالم فإنها ايضاً هي التي تصدر للعالم العلوم الشرعية المتباينة المختلفة في جميع التخصصات وذلك فضل الله علينا وعلى الناس جميعاً.
ولا ريب ان وفاة سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله خسارة كبرى للعالم الاسلامي لانه عرف بجده واجتهاده وفضله وحرصه ووثقت منه الامة الاسلامية حكاماً ومحكومين فأنت ترى كيف انه رحمه الله تعالى يلقي دروسه وهو يعاني من مرض خطير جداً وقد علم رحمه الله بمرضه وعاقبة مرضه مع ذلك آثر مصلحة الامة واستمر في القاء دروسه وكلماته في ليالي الشهر المبارك وهو يجهد نفسه ويتعب من اجل ارضاء الله عز وجل وتحقيق طاعته مؤمناً بقوله سبحانه وتعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين .
فلا يزال الشيخ رحمه الله متواصلاً في عطاءاته مستمراً في دروسه حتى الرمق الاخير من حياته رحمه الله مطبقاً لقوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين .
وقد فقدت الامة الاسلامية هذا العالم العملاق الذي صنف كتباً عظيمة نافعة وانتشرت اشرطته في الآفاق وتعلمت الامة من اخلاقه التواضع واللطف وهنا ثلاث وقفات رئيسية احب ان ابينها للناس جميعاً.
الوقفة الاولى: وهي اني اعزي والدتي الكريمة حفظها الله تعالى ومتعها بالصحة والعافية وارضانا عنها ورضي عنها واعزي بعدها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته الرشيدة ثم اهلي وامتي الاسلامية في مختلف اصقاع الارض واقول اننا ونحن نفقد هذا الشيخ فاننا يجب علينا ان نستمر في الدعاء له وفي ذكره بالخير وفي نشر علمه.
الوقفة الثانية: وهي موجهة للدولة حفظها الله هذه الدولة التي عرفت لهذا العالم قدره ومكانته فعليها ايضاً ان تدرك حقيقة جادة مهمة وهي ان العلماء رحمهم ا لله عملة ذهبية نادرة يصعب وجودها في كل زمان وحين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال وانما يقبضه بموت العلماء وقد قال الله تعالى:او لم يروا انا نأتي الارض ننقصها من اطرافها ذكر ابن عباس وغيره ان نقصها من اطرافها يكون بموت العلماء فدل ذلك على ان هذا العالم اذا مات فإنه خسارة للبلاد والعباد ومن هذا المنطلق فإنه ينبغي على الدولة اعزها الله بدينه وحرسها بطاعته ومتعها بالعدل ونصرها به ان تحرص كل الحرص على العلماء الربانيين وان يعرف انه بموتهم تعرف قيمتهم عند فقدهم لدى الناس جميعاً وبالتالي فإن العناية بالعلماء مطلب ملح من الشعب كله لدولة كلها وفقها الله عز وجل وهي فاعلة ذلك، وهذا حاصل ان شاء الله ولكننا نذكر به للمزيد من الاهتمام به والعناية به خاصة العلماء الربانيين.
الوقفة الثالثة: ان على شباب الاسلام في مشارق الارض ومغاربها ان يدركوا تماماً انه اذا مات العالم فإن عمله باق وان عليهم مسؤولية نشر علمه وبثه بين الناس والدعوة الى الله عز وجل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتحقق هذا بايجاد اوقاف خيرية مهمتها نشر الدعوة الى الله عز وجل عبر الانترنت.
وقد اوصى سماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله قبل وفاته بتزكية لمؤسسة الايمان لنشر الدعوة الى الله عبر الانترنت وهذه المؤسسة في طور التنشئة اسأل الله ان ينشئها على العز والايمان والتوفيق، وانبه الى ان طلبة الشيخ في امريكا وفي العالم المتفرق والمترامي الاطراف عليهم ان ينشروا علمه عبر الاشرطة وعبر الترجمة وعبر الامكانيات الممكنة في كل مكان وفي كل زمان.
واؤكد للعلمانيين والكافرين والملاحدة اننا امة كلما طرقت كلما ازدادت لمعاناً وانه بموت الشيخ رحمه الله وموت الشيخ عبدالعزيز بن باز فإن الله لم يكل حفظ الاسلام الى شخص بعينه وانما حفظه بنفسه قال سبحانه وتعالى: انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون ، وقال سبحانه وتعالى:ان الدين عند الله الاسلام فدل ذلك على اهمية العناية بالدعوة الى الله عز وجل ومعرفة فضل العلماء وانه كلما فقدنا عالماً وجب علينا ان نضاعف في الجهد في ايجاد بديل له وفي ايجاد علماء اخيار تنتفع الامة منهم وعلى العلمانيين والكافرين والمنافقين ان يدركوا ان امة الاسلام امة تنجب النجباء وانها امة تتوارث الخير يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لايزال الخير فيّ وفي امتي الى يوم القيامة، وهذا الخير الذي تتوارثه الامة على مر الاجيال وعلى مر العصور حق مشاع لكل من قال لا اله الا الله ولهذا فإن على العلمانيين والملاحدة والطغاة والفاسقين ان يدركوا حقيقية وهي انه اذا ذهب اسد وسيد فسيد آخر يقوم مقامه.
نسأل الله ان ينصر دينه وان يعلي كلمته ويخلف علينا ويجبر مصابنا بالشيخ وان يوفقنا الى مافيه الخير واوصى في الاخير الشباب في العالم الاسلامي الى ان يتجهوا لسماحة العلامة الامام الاوحد فريد مصره ووحيد عصره العالم الرباني الجليل الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين وقد كان من اقران ابن عثيمين ان لم يكن من اساتذته.
نسأل الله ان يغفر للجميع ويوفقهم وان يرحمنا ويغفر لابائنا وامهاتنا وان يصلح ازواجنا وابنائنا وبناتنا انه هو السميع المجيب وصلى الله على نبينا محمد.
الشيخ الدكتور ابراهيم بن صالح الخضيري
القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved