أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 19th January,2001 العدد:10340الطبعةالاولـي الجمعة 24 ,شوال 1421

متابعة

ومات الشيخ الوقور
الحمد لله على كل حال فقد انتقل إلى رحمة الله تعالى فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأجزل له المثوبة والأجر ما قدم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وعفا عن سيئاته وأبدلها عفوا وغفرانا.
مات الشيخ بعد ان أمضى أربعة وسبعين عاما قضاها مجاهدا في سبيل الله وخدمة دينه إرشادا للضال وهداية للحيارى وعلاجا لمرضى القلوب وتعليما للجاهل وافتاء للسائل وتذكيرا للغافل ونصحا لأئمة المسلمين وعامتهم إلى غير ذلك مما منَّ الله عليه به ووفقه إليه، وهنا وقفة مع غيض من فيض علو همة الشيخ وصبره ومصابرته اثناء مرضه فعندما كان في رحلة علاجية إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويفترض ان تكون علاجية أبى الشيخ إلا أن يجعلها جولة دعوية فمحاضرة هنا وخطبة في ذلك المركز ودرس هناك ولقاء بالمسلمين واجابات على أسئلتهم وما أشكل عليهم من أمور دينهم، ومن زار الشيخ رحمه الله قبيل رمضان وعندما كان يرقد في المستشفى التخصصي بالرياض ادرك ان المرض الذي وقفت دول العالم بأسره وبإمكانياتها المادية وطاقاتها البشرية عاجزة عن ان توقف زحفه فضلا عن ان تجد له العلاج الناجع ولله في ذلك حكمة أدرك بأن المرض قد أنهكه رحمه الله وبلغ منه كل مبلغ فلم يبق إلا هيكلا ملقى على سرير أبيض ليس فيه إلا لسانه الذي لم يفتر عن حمد الله والثناء عليه وذكره، ومن استمع إليه في العشر الأواخر من رمضان شعر بثقل الكلام عليه ومع ذلك كله لم يتردد ولم يتقاعس عن النصح والارشاد والتعليم، فما بالنا نحن الأصحاء نشغل ألسنتنا بكلام لا ينفع ان لم يوردنا المهالك، فأي همة تلك وأي جلد ذلك ولكن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .


وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام

عزائي لكم يا أسرة الشيخ فاصبروا واحتسبوا واعلموا اننا نشاطركم الحزن على فراقه فهو والدنا جميعا وان القلب ليحزن والعين لتدمع وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون .
وعزائي للأمة الإسلامية عامة وللمسلمين في هذه البلاد خاصة من ولاة الأمر والعلماء وطلبة العلم وللصغار والكبار ذكورا وإناثا مبتهلا إلى الله تعالى بأن يعظم لنا الأجر وأن يأجرنا في مصيبتنا ويخلف لنا خيرا منها ويبارك لنا فيمن تبقى لنا من علمائنا ويجعلهم خير خلف لخير سلف.
اللهم اغفر لأبي عبدالله وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله ولوالدينا وللمسلمين يا رب العالمين، اللهم افسح له في قبره ونوِّر له فيه,, آمين.
سليمان بن إبراهيم الميمان
الخرج
smayman@maktoob.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved